التغيرات المزاجية والنفسية من الأعراض الشائعة للحمل لعدة أسباب، أهمها التغيرات الهرمونية، إذ يرتفع مستوى الهرمونين الأنثويين الإستروجين والبروجستيرون مائة مرة عن معدلهما الطبيعي، وهو ما يؤثر في عمل الموصلات الكيميائية في المخ، ما قد يعرض الحامل لبعض التقلبات المزاجية أو حتى الاكتئاب، كذلك الإرهاق والإنهاك اللذين تشعر بهما قد يكونان عاملين للتغيرات النفسية التي تحدث لها، ثم إن خوف الحامل وقلقها من حياتها القادمة والتغيرات التي تنتظرها، من أسباب هذه الاضطرابات أيضًا، تعرفي معنا في هذا المقال إلى مشكلات نفسية الحامل وطرق التعامل معها.
ما هي مشكلات نفسية الحامل أثناء الحمل؟
فترة الحمل من الفترات المثيرة والمبهجة في حياة كثير من النساء، لكن لا تشعر كل الحوامل بذلك، قد تكونين من سعيدات الحظ اللائي يشعرن ببهجة خلال الحمل، وقد تكونين من هؤلاء اللائي يتمتعن بمشاعر مختلطة بين الفرح والإثارة والخوف والقلق، وقد تكونين من هؤلاء اللائي يعانين مشكلات نفسية حقيقية خلال بعض شهور الحمل أو كله، إذ إن بعض النساء لا يستطعن التعامل مع كل التغيرات الجسدية التي تحدث في الحمل بسهولة، وتشير الدراسات العلمية إلى أن ما يقرب من خُمس الحوامل يعانين مشكلات نفسية، إليكِ أشهر هذه المشكلات:
- التقلبات المزاجية: لا تمثل التقلبات المزاجية مشكلة كبيرة في الحمل، بل هي أمر طبيعي تمامًا، إذ إن ارتفاع مستوى الهرمونات الأنثوية يساعد على الشعور بالتهيج والغضب في بعض الأحيان، كذلك فإن الإرهاق والإنهاك خلال الثلث الأول من الحمل قد يسببان لكثيرات بعض الحزن، وقلة النوم في شهور الحمل الأخيرة من أسباب هذه التقلبات كذلك، لذا إن كانت تمر عليكِ بعض الأوقات الصعبة، وبعض الأوقات المبهجة، فلا تقلقي أنتِ طبيعية تمامًا.
- الاكتئاب: الاكتئاب مشكلة حقيقية خلال الحمل، ويصيب نحو 7% من الحوامل، وقد ترتفع النسبة عن ذلك في الدول الفقيرة والنامية، وأشهر أعراض اكتئاب الحمل الحزن المستمر، وعدم الاستمتاع بأي نشاط ممتع، والقلق الشديد حول طفلك القادم، وشعورك بالذنب تجاهه، وأنك غير قادرة على رعايته، وعدم الاستجابة لمحاولات الطمأنة التى يقدمها المقربون لكِ، وقد تصابين بمشكلات في تناول الطعام كفقدان الشهية أو تناول كميات كبيرة جدًا، ويمكن أن تصابي باضطرابات النوم، وفي بعض الأحوال قد يتطور الأمر لأفكار انتحارية. ننصحكِ باللجوء إلى طبيبك الخاص في الحمل أو طبيب نفسي، إذا كان لديكِ بعض هذه الأعراض، وكانت تؤثر في حياتك بوضوح.
- القلق المرضي: إذا كنتِ تشعرين بخوف شديد من حياتك بعد الولادة أو الولادة في حد ذاتها، وهذا الخوف يجعلكِ شديدة العصبية ومتهيجة، ويجعل ضربات قلبك تضطرب، أو كنتِ تمرين بنوبات هلع، فقد تكونين مصابة بقلق مرضي من الحمل، وهنا عليكِ استشارة طبيبك فورًا.
- مشكلات نفسية أخرى: إذا كانت لديكِ مشكلة نفسية من قبل الحمل فقد تقل خلال الحمل أو تستمر معكِ أو تتفاقم في بعض الحالات، هذه المشكلات كالذهان والوسواس القهري واضطراب الشهية العصبي، لذا مهم جدًّا إذا كان لديكِ مشكلة نفسية سابقة للحمل، أن تخبري طبيبك بها، ولا تتوقفي عن تناول الدواء من نفسك.
تعرفي فيما يلي إلى كيفية التعامل مع هذه المشكلات النفسية.
كيفية التعامل مع تغيرات نفسية الحامل
إذا كانت لديكِ مشكلة نفسية حقيقية كالاكتئاب والقلق المرضي وغيرهما، فالحل الالتزام بالخطة العلاجية التي يضعها الطبيب، وأحيانًا تكون مجرد علاج نفسي كالعلاج بالكلام والعلاج السلوكي، وأحيانًا قد يصف لكِ بعض الأدوية الآمنة، أما إذا كانت المشكلة لديكِ مجرد تقلبات مزاجية، فإليكِ بعض النصائح:
- تقبلي الأمر: معرفتك بأن التقلبات المزاجية خلال الحمل أمر طبيعي، وأن هرموناتك الأنثوية هي المُلامة، وأن أغلب الحوامل يتعرضن لذلك، قد يجعلكِ تتقبلين الأمر أسرع وأسهل.
- تحدثي مع زوجك وأطفالك: إذا مرت عليكِ لحظات غضب أو حزن شديدة، فاعتذري لزوجك وأطفالك، وأخبريهم بأن الأمر لا يتعلق بهم، ولا تلقي اللوم على الحمل أمام أطفالك حتى لا يشعروا بمشاعر سلبية تجاه طفلك القادم، فقط أوضحي أنكِ لستِ بخير في هذه الفترة، وأنكِ ستتحسنين قريبًا.
- اجعلي النوم أولوية: النوم خلال شهور الحمل الأولى مهم جدًّا لتجنب الإرهاق والغثيان الصباحي الشديد، لذا احرصي على أن تحظي بنوم هانئ.
- استعدي للغثيان الصباحي: بعض النساء يجدن الغثيان الصباحي المحفز الأول للاضطرابات المزاجية خلال الحمل، لذا احرصي على الاستعداد له جيدًا، واستشيري طبيبك في الأمر.
- مارسي اليوجا: تساعد تمرينات اليوجا على تهدئتك خلال الحمل، لكن استعيني بمتخصص.
ختامًا عزيزتي، بعد تعرفكِ إلى مشكلات نفسية الحامل، وطرق التعامل معها، ننصحكِ بالتواصل مع صديقة داعمة خلال هذه الفترة، ويفضل أن تكون مرت بتجربة الحمل، والتواصل مع الحوامل الأخريات للاستفادة منهن، ويمكنكِ الاستعانة بمتخصص إذا كانت هناك بعض المشاعر المزعجة التي لا تستطيعين التعامل معها.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمِّليه الآن من google play.
- لأجهزة أبل - IOS، حمِّليه الآن من App Store