التسمم الوشيقي حالة نادرة، ولكنها خطرة تسببها سموم من بكتيريا تسمى بالكلوستريديوم بوتولينوم Clostridium botulinum، وهناك ثلاثة أشكال شائعة من التسمم الوشيقي، وهي التسمم الغذائي وتسمم الجروح والتسمم الوشيقي عند الرضع، ويمكن أن تكون هذه الأنواع الثلاثة قاتلة، وتُعتبر حالات طبية طارئة خاصةً عند الصغار، ويحدث التسمم الوشيقي عند الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين وثمانية أشهر، ويبدأ هذا النوع من التسمم الغذائي بعد نمو الجراثيم (الأبواغ) البكتيرية في أمعاء الطفل، ولمزيد من المعلومات عن هذه الحالة، وأسبابها وأهم أعراضها، واصلي عزيزتي قراءة المقال.
ما هو التسمم الوشيقي عند الرضع؟
التسمم الوشيقي للأطفال الرضع تسمم غذائي معوي نادر، يحدث بعد ابتلاع الطفل لأبواغ (جراثيم) بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم أو الأنواع ذات الصلة، الموجودة في العسل أو التربة، وتنمو هذه البكتيريا وتستعمر الأمعاء الغليظة للطفل الرضيع مؤقتًا، وتنتج سُمًا يُعرف بالبوتولينوم، وهو سم عصبي يسبب ضعف العضلات لدى الأطفال الرضع، ما قد يؤدي إلى صعوبة الرضاعة والتنفس والإمساك الشديد، وقد يصل الأمر إلى الشلل ونقص توتر العضلات، وإذا حدث التدخل الطبي في وقتٍ مبكر فيمكن علاجه بنجاح دون أي آثار طويلة المدى للطفل، يحدث التسمم الوشيقي عند الأطفال الرضع في سن أقل من ستة أشهر، وأصغر مريض أبلغ عنه في سن أسبوعين، والأكبر كان سنه 12 شهرًا، على عكس التسمم الغذائي الذي يحدث عن طريق تناول غذاء يحتوي علة سم البوتولينوم، فإن التسمم الوشيقي للأطفال الرضع لا ينتج عن تناول سم موجود مسبقًا، ولكن يُفرز السم داخل أمعاء الطفل الرضيع، وفيما يلي نستعرض معًا أهم أسباب التسمم الوشيقي عند الرضع.
أسباب التسمم الوشيقي عند الرضع
يحدث التسمم الوشيقي عند الرضع كما ذكرنا عندما يبتلع الطفل جراثيم بكتيريا الكلوستريديوم، وعلى الرغم من وجود هذه الجراثيم في التربة، وفي بعض الأحيان على الخضراوات غير المغسولة، فإن الطريقة الأكثر شيوعًا لابتلاع الطفل الرضيع للبكتيريا تناول العسل، ويتعرض الأطفال الرضع دون العام لخطر الإصابة بالتسمم الوشيقي لأن جهازهم الهضمي لم يتطور بشكل كامل بما يكفي للتعامل مع البكتيريا، أما عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، يزيل الجهاز الهضمي عادةً البكتيريا قبل أن تُتاح لها الفرصة لإفراز ما يكفي من السموم لإحداث المرض، ومع ذلك معظم حالات التسمم الوشيقي عند الرضع مجهولة السبب، على الرغم من أن بعضها يُعتقد أنها تحدث بسبب تناول العسل الذي تضعه الأم على اللهاية لتشجيع الصغير على مصها والنوم، الذي قد يحتوي على جراثيم بكتيريا الكلوستريديوم، لذا لا ينبغي إطعام الأطفال الرضع العسل قبل إتمام عامهم الأول.
أعراض التسمم الوشيقي عند الرضع
الإمساك أحد الأعراض الأولى للتسمم الوشيقي للأطفال، ومع ذلك، هذا ليس عرضًا خاصًا به، نظرًا لأن عديدًا من العوامل الأخرى يمكن أن تسبب الإمساك عند الأطفال الرضع، ولا يحتاج الطفل الرضيع المصاب بالإمساك نتيجة التسمم الوشيقي إلى تدخل طبي طارئ، ومع ذلك فمع تطور الحالة قد تظهر على الطفل الرضيع بعض الأعراض الأخرى، التي تشمل:
- عدم القدرة على المص في أثناء الرضاعة.
- ضعف العضلات.
- صعوبة في التنفس.
- قلة تعابير الوجه.
- انخفاض في الحركة.
- صعوبة في البلع.
- سيلان اللعاب المفرط.
- ردود أفعال بطيئة أو معدومة.
- عيون تائهة.
- ضعف عام.
- بكاء ضعيف.
إذا لاحظتِ عزيزتي أحد هذه الأعراض يجب الرجوع للطبيب فورًا لفحص الطفل في أقرب وقت ممكن، ويمكن أن تستغرق الأعراض من بضعة أيام إلى شهر لتظهر، اعتمادًا على مدى سرعة نمو البكتيريا وإفراز السموم في المعدة.
أخيرًا، على الرغم أن التسمم الوشيقي عند الرضع حالة خطرة فإنه نادر، ويحدث في حال تناول الطفل لخضراوات ملوثة من التربة أو عند تناول العسل، لذا احرصي على غسل الخضراوات بالماء والخل جيدًا، وعدم تقديم العسل للطفل الرضيع دون العام.
يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك من خلال زيارة قسم تغذية وصحة الرضع.