ما هو الانسداد الرئوي؟

الانسداد الرئوي

الانسداد الرئوي نوع من أنواع أمراض الرئة يحدث نتيجة لانسدادات أو إعاقات في المجاري الهوائية التنفسية، التي قد تسبب تلف الرئة وضيق مجاريها، وبالتالي صعوبات التنفس أو ضيقه، وهو العَرَض الرئيسي لهذا المرض، وفي البداية يُشعر به عند القيام بالأنشطة البدنية فقط، ثم بتقدم المرض قد يحدث في أي وقت حتى خلال الاسترخاء، وقد تظهر معه أعراض أخرى، كصوت الأزيز أو الصفير عند التنفس، وتيبس الصدر، والسعال المزمن الذي قد يخرج معه مخاط، والشعور بالحاجة لإفراغ الحلق، خاصة في الصباح، وفقدان الطاقة والوزن، وازرقاق الشفتين، أو فراش الأظافر، والعدوى المتكررة في الجهاز التنفسي، وتورم الأرجل والأقدام. في هذا المقال نحدثكِ أكثر عن الانسداد الرئوي، ومدى خطورته، وطرق علاجه.

ما هو الانسداد الرئوي؟

عندما نتنفس في الطبيعي يرتحل الهواء لأسفل خلال القصبة الهوائية وعدد من الأنابيب تسمى "القصيبات الهوائية" التي تتفرع وتصبح أصغر، حتى تنتهي هذه الأنابيب الدقيقة بأكياس هوائية (الحويصلات الهوائية) في الرئة، وفي الحالات الطبيعية تمتلئ هذه الحويصلات بالهواء في أثناء الشهيق، وترسل الأكسجين للدم عبر الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة، وفي الوقت نفسه يسري ثاني أكسيد الكربون من الدم للحويصلات ليخرج مع هواء الزفير.

في مرض الانسداد الرئوي يدخل ويخرج هواء أقل للحويصلات الهوائية، لذا فتبادل الغازات يحدث بشكل أقل، وقد يكون ذلك نتيجة للعديد من الأسباب بحسب نوع مرض الانسداد الرئوي الذي يصاب به الشخص وتتضمن:

يختلف مرض الانسداد الرئوي عن أمراض الرئة المقيدة، رغم تشابه أعراضهما في أن الانسداد الرئوي يمنع دخول الهواء بحرية من وإلى المجاري الهوائية، بسبب تورم هذه المجاري والتهابها، وتراكم المخاط السميك عليها، أو تلف جدران الحويصلات الهوائية. أما أمراض الرئة المقيدة فلا تستطيع الرئة الامتلاء بالهواء تمامًا فيها، بسبب تقيدها وتيبس الرئة أو العضلات حولها لأسباب عديدة، كتليف الرئة أو السمنة أو اعوجاج العمود الفقري الجانبي.

هل الانسداد الرئوي خطير؟

قد يكون مرضى الانسداد الرئوي -خاصة المزمن- في خطر الإصابة بأمراض ومضاعفات ومشكلات صحية كبيرة مرتبطة بهذا المرض، وقد يؤدي بعضها للوفاة، ومن هذه المضاعفات التي قد يصاب بها مريض الانسداد الرئوي إن هو أهمل علاجه أو تفاقمت حالته:

  • الالتهاب الرئوي: بسبب مهاجمة الفيروسات والبكتيريا للرئتين وحدوث العدوى فيها، التي تكون أخطر لمرضى الانسداد الرئوي، فقد يسبب الالتهاب الناجم عن العدوى زيادة التلف في الرئة، وتدهور حالتها بسرعة، ما قد يؤدي للوفاة.
  • الفشل القلبي: من مضاعفات هذا المرض الفشل القلبي بسبب نقص مستويات الأكسجين في الدم، فيتأثر القلب ويمرض، كذلك قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد الذي قد يؤدي لفشل الجانب الأيمن من القلب، وبسبب تشابه أعراض الفشل القلبي مع الانسداد الرئوي فقد لا يلاحظه المريض إلا بعد التدهور.
  • سرطان الرئة: تزداد فرص الإصابة به لدى مرضى الانسداد الرئوي، فالتعرض للمهيجات أو الكيماويات أو بسبب التغيرات الجينية، قد يصاب المريض بسرطان الرئة ومع الانسداد قد يعرضه لخطر الوفاة.

تعتمد خطورة الانسداد الرئوي بحسب سن المريض ووقت التشخيص والحالة الصحية، فالمصابون بالحالة المتوسطة إلى الشديدة للانسداد الرئوي عادة تقل لديهم توقعات البقاء على قيد الحياة، ويكون الفشل التنفسي السبب الرئيسي لتسبب الانسداد الرئوي في الوفاة بعد أشهر أو أعوام منذ بداية المعاناة من أمراض الرئة، بسبب توقف الرئتين عن العمل.

لكن رغم خطورة هذا المرض، فالعلاج الصحيح والرعاية الجيدة، قد يقللان تطور المرض، ويمنعان تدهوره، ويحسنان الحالة الصحية للمريض، خاصة عند بدء ذلك مبكرًا.

علاج الانسداد الرئوي

يمكن للعلاج أن يخفف أعراض الانسداد الرئوي، ويمنع حدوث المضاعفات، ويبطئ تطور المرض وتدهوره، وهناك عديد من الخيارات العلاجية لهذا المرض مثل:

  • العلاج بالأكسجين لرفع مستواه في الدم، وذلك باستنشاقه من خلال القناع عن طريق الأنف.
  • الأدوية مثل:
  1. موسعات الشعب عن طريق الاستنشاق، لإرخاء عضلات المجاري الهوائية وتوسيعها، والتخلص من المخاط الزائد.
  2. الستيرويدات سواء عن طريق الحقن أو الفم أو الاستنشاق، لتقليل الالتهابات في المجاري الهوائيةـ وتقليل إفراز المخاط.
  3. أدوية الاستنشاق المركبة التي تحتوي على الستيرويدات، مع واحد أو أكثر من موسعات الشعب عن طريق الاستنشاق.
  4. مثبطات الفسفوديستراز-4 على هيئة أقراص، لتقليل الالتهابات وإرخاء المجاري الهوائية.
  5. الثيوفيللين، لتخفيف ضيق التنفس وتيبس الصدر.
  6. المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات، للتخلص من العدوى في الرئة.
  • الجراحة التي تجرى في الحالات الشديدة للمرض، أو عند فشل الأدوية في علاج الحالة.
  • تلقي اللقاحات لتقليل خطورة الإصابة بالعدوى، كتطعيم المكورات الرئوية والسعال الديكي والإنفلونزا.

ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص الانسداد الرئوي، فإنه يجب الابتعاد تمامًا عن المدخنين في هذه الحالة، وتناول الطعام المغذي كالخضراوات والفاكهة الطازجة والحبوب الكاملة والبروتين ومنتجات الألبان، مع تقليل الملح والسكريات والأطعمة المصنعة، وشرب كثير من الماء والمشروبات الخالية من الكافيين، والتحكم في الوزن، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المناسبة للحالة بترشيح الطبيب.

الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحةعلى موقع "سوبرماما".

عودة إلى صحة وريجيم

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon