الرعشة عند الرضع: الأسباب وأبرز المعلومات

أسباب الرعشة عند الرضع

تُعد الفترة الأولى من حياة الطفل من أكثر الفترات التي تشعر فيها الأم بالقلق، وتبدأ بغريزتها الأمومية مراقبة تطور الصغير وكل ما يفعل منذ اللحظة الأولى بعد الولادة، ومع ظهور أي عرض غريب، يزداد قلقها خوفًا من أن يكون هذا العرض مؤشرًا لحالة صحية أو أمر غير طبيعي، والرعشة عند الأطفال الرضع من الأمور المقلقة للغاية، فأول ما يتبادر ذهن الأم إذا رأت طفلها الرضيع يرتعش أنه يعاني من حرارة مرتفعة وهو أمر وارد، فالحمى من أسباب الرعشة عند الرضع، ولكن إذا لم تكن الحمى هي السبب وتكررت الرعشة عدة مرات وعلى فتراتٍ متقاربة، فقد تكون عرضًا لمشكلة صحية كامنة، أو اضطراب عقلي أو كمؤشر لنوبات صرع، وإذا كنتِ تتساءلين عن الأسباب التي قد تؤدي إلى الرعشة عند الأطفال الرضع، فاكتشفيها في السطور الآتية.

أسباب الرعشة عند الرضع

تقلق الأم بشأن طفلها الرضيع الذي لا يستطيع أن يشكو أو يعبر عما يشعر به، لذا فهي دائمًا تراقب تصرفاته لملاحظة أي شيء غير تقليدي قد يطرأ عليه، والرعشة من الأعراض التي قد تلاحظها الأم بشكل متكرر عند الطفل الرضيع، وعلى الرغم من أنها واحدة من أهم المؤشرات لارتفاع درجة الحرارة، فقد تحدث أيضًا لأسباب أخرى أهمها الشعور بالبرد، فالرجفة أو الرعشة هي وسيلة الطفل لتوليد الحرارة عندما يشعر بالبرد، والجدير بالذكر أن الأطفال دون ستة أشهر لديهم نوع معين من الدهون يسمى الأنسجة الدهنية البنية "الدهون البنية"، والتي يحرقها الجسم للحصول على الطاقة والتدفئة، أما الأطفال فوق ستة أشهر، يستخدمون الرجفة أو الرعشة كوسيلة حركية لتوليد الطاقة والحرارة، لذا إذا كان الطفل فوق ستة أشهر فقد يكون سبب الرعشة عند الرضع في هذه الحالة هو شعوره البرد.

أما إذا لاحظتِ الأعراض الآتية:

  • إذا استمر الاهتزاز أكثر من 20 ثانية.
  • إذا أُصيب الطفل بحمى أو أعراض أخرى مع الرعشة، كالإسهال أو القئ.
  • إذا استمرت الرعشة وتبعها فقدان للوعي.
  •  إذا كان الطفل ينام لفترات طويلة.
  •  إذا لاحظتِ على الطفل حركات عين غير عادية.
  • إذا توقف تنفس الطفل لفترة.

فقد تشير هذه الأعراض لحالات صحية أخرى، تسبب الرعشة عند الرضع ومنها:

  1. النوبات الحموية: وهي نوبات من التشنج يسببها ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتحدث عادةً بسبب عدوى، وقد تلاحظين معها رفض الطفل للرضاعة أو ظهور بقع في الحلق، أو قئ أو إسهال وغيرها.
  2. النوبات التشنجية: أو نوبات الصرع وتحدث نتيجة اضطراب مفاجئ في كهرباء المخ، ولها أنواع عديدة، وتختلف شدتها بحسب الحالة، وعادةً ما يصاحبها تصلب الطفل المفاجئ، ثم اهتزاز بشكل سريع.
  3. التشنجات الطفولية: وغالبًا ما تبدأ هذه النوبات من عمر ثلاثة إلى ستة أشهر، وتظهر كحركات تصلب قصيرة تستمر من ثانية إلى ثانيتين، ثم يبدأ الطفل هز أطرافه بشكل متكرر، أو قد يحدق بعينيه لعدة ثوانِ ثم يحرك يديه سريعًا.
  4. نقص السكر الوليدي: يمكن أن تكون التشنجات أو رعشة الطفل الرضيع علامة على النقص الشديد لمستوى السكر بالدم، الأمر الذي يكون مصحوبًا بنوبات تشنجية.

وإذا كنت تعتقدين أن طفلك يعاني من إحدى هذه النوبات التي قد تسبب الرعشة عند الرضع، يجب استشارة الطبيب فورًا لمعرفة السبب وبدء التشخيص والعلاج.

رعشة الرأس عند الرضع

بعد التعرف على أسباب الرعشة عند الرضع، من المهم معرفة أنه خلال السنة الأولى من عمر الطفل، تتطور لديه ردود الفعل والمهارات الحركية بشكل كبير، وعندما يبدأ الطفل هز رأسه، قد تشعرين بالقلق من أن هناك خطأ ما، خاصةً أن بعض حالات اهتزاز الرأس ترتبط باضطرابات عصبية أو مشاكل في النمو، ومع ذلك فإن غالبية حالات اهتزاز الرأس طبيعية وهي جزء من نموه وتطور مهاراته، فأحيانًا يهز الطفل رأسه كوسيلة لتهدئة نفسه استعدادًا للنوم، وقد يكون اهتزاز رأس الطفل عرضًا لحالات غير طبيعية أو مشكلات صحية والتي تشمل:

  1. عدوى الأذن: إذا كان اهتزاز رأس الطفل مصحوبًا بنزلة برد أو حمى أو خمول أو شد الطفل لأذنه، فستحتاجين إلى استشارة طبيب الأطفال، إذ تشير هذه الأعراض إلى وجود عدوى بالأذن.
  2. نوبات الصرع: قد يعاني بعض الأطفال المصابين بالصرع من اهتزازات أو رعشة في الرأس بصورة متكررة وقد يصاحبها تصلب في الأطراف، فإذا لاحظتِ الأمر على الصغير فاستشيري اختصاصي لتقييم الحالة.
  3. اضطراب طيف التوحد: إذا كان اهتزاز الرأس متكررًا ومطولًا و مصحوبًا بالأعراض التالية، فقد يشير الأمر لأحد أطياف التوحد، ما يتوجب استشارة الطبيب للتعامل مع الحالة في وقتٍ مبكر، ومن أعراض التوحد:
  • لا يبتسم أو يتواصل بصريًا، أو لديه نظرة غير عادية.
  • يكرر السلوكيات والحركات.
  • تأخر المهارات المكتسبة، مثل تطور اللغة والمهارات الفكرية والاجتماعية.
  • ضرب الرأس المتكرر والمطول، أو ضرب الرأس على الفراش أو الجدار، ويمكنكِ ملاحظتها على الأطفال الأكبر سنًا من بعد العام الأول.

رعشة الأطراف عند الرضع

من الطبيعي والشائع تمامًا أن تكون الرعشة عند الرضع في الأطراف أو الذقن، وتحدث رعشة الأطراف عند الأطفال الرضع في الحالات الآتية:

  • فور الاستيقاظ.
  • في حالة انخفاض مستوى السكر بالدم.
  • عند الشعور بالسعادة أو الإثارة.

لذا من المهم مراقبة الطفل وملاحظة الرعشة عند الرضع والفترة التي تستغرقها الرعشة ومدى تكررها، واستشارة الطبيب إذا ما تكررت أكثر من مرة لمعرفة السبب وراءها والذي قد يكون:

  1. التشنجات الطفولية: إذا اهتزت يد طفلك أو تشنجت، أو إذا رفع ذراعيه لأعلى مع هزها بشكل متكرر، أو لاحظتِ تصلب الذراعين أو الساقين مع إلقاء رأسه للخلف، كل تلك العلامات قد تكون أعراضًا لحالة التشنجات الطفولية، وتظهر التشنجات الطفولية في الغالب عندما يستيقظ الطفل، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا في أوقاتٍ أخرى، وقد تظهر في أثناء النوم، وعادةً ما تبدأ تقلصات الأطفال في عمر ثلاثة أشهر وتتوقف بين سن سنتين وأربع سنوات دون علاج، ويتمتع بعض الأطفال المصابين بالتشنجات بصحة جيدة تمامًا، لكن نحو 60% يعانون من أحد أنواع اضطرابات الدماغ.
  2. اختلاج الحركة: في بعض الأحيان يعاني الأطفال المصابون بأطراف مهتزة من اختلاج الحركة أو كما يُعرف بالرنح، وهو الاسم الطبي لقلة التنسيق، وهي حالة تجعل الزحف والمشي والمهارات الحركية الأخرى صعبة على الطفل، ويحدث الرنح نتيجة حالة كامنة، عادةً ما تكون تلف في المخيخ (جزء من الدماغ يتحكم في تنسيق العضلات)، ويُعد الأطفال الخدج والمصابون بالشلل الدماغي هم الأكثر عرضة للإصابة بالاختلاج الحركي.
  3. قصور الغدة الدرقية: يخضع الأطفال حديثي الولادة لاختبار شكة الكعب، إذ تؤخذ عينة دم من كعب القدم خلال الأيام الأولى بعد الولادة لفحص عدد من الحالات الطبية، بما في ذلك قصور الغدة الدرقية والذي يرتبط برعشة الأطراف لدى الأطفال الرضع وقد يصاحبه أعراض أخرى، مثل انتفاخ الوجه وفقدان الشهية ومرونة في الجسم والإمساك.

أخيرًا، إن الرعشة لدى الأطفال الرضع ليست بالضرورة عرض لحالة صحية خطيرة، وقد تكون فقط جزءًا من تطورهم الحركي الطبيعي، ولكن في بعض الأحيان قد تكون أسباب الرعشة عند الرضع هي مشكلات صحية كما ذكرنا في هذا المقال، لذا ينصح الأطباء الأم إذا لاحظت أي حركة غير طبيعية على الطفل مثل الاهتزاز أو الرعشة تصويرها بالفيديو، إذ يساعد هذا الأمر في إعطاء نظرة للطبيب عن حالة الطفل وتشخيصها بدقة.

إذا كنت أمًا جديدة فلا شك أنك تحتاجين كثيرًا من النصائح لرعاية طفلك الرضيع ومتابعة نموه الصحي، مع "سوبرماما" نزودك بكثير من النصائح حول صحة صغيرك ورعايته في رعاية الرضع.

عودة إلى رضع

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon