بعد تسعة أشهر من الحمل والمعاناة، يأتي المولود المنتظر إلى الحياة لتجني الأم ثمار تعبها خلال تلك الفترة، وتفرح به وتنسى كل لحظات الألم التي مرت بها، فتعطي دون انتظار مقابل، وتحلم أن يكبر صغيرها ليكون الأفضل بين الجميع.
بعد الاحتفال بالمولود واستقبال التهاني، تنفرد الأم بصغيرها لتكتشف عالمًا جديدًا من المشاعر والمواقف المختلفة، تتغير حياتها تمامًا ويحتل هذا الكائن الصغير الأولوية في كل شيء.
نعرض لكِ في هذا المقال بعض التجارب الحقيقية لمجموعة من الأمهات الجدد، بعد سؤالهن عن أصعب ما مررن به بعد الولادة، كي تعرفي أنكِ لستِ وحدكِ..
1- قلة النوم:
أكدت شيماء أن أبرز ما عانت منه قلة النوم، فالطفل حديث الولادة لا يستطيع النوم لفترات طويلة، فهو ينام قليلًا ثم يستيقظ جائعًا، فتستيقظين أنتِ أيضًا لإرضاعه وتنويمه ثانيةً، ما يؤثر على صحتكِ وحالتكِ النفسية.
ثم أضافت: "في البداية سيكون الأمر صعبًا، ولكن مع الوقت سيتمكن صغيركِ من النوم لساعات أطول، وحينها تنعمين بنوم هانئ.. حتى يستيقظ!"
اقرئي أيضًا: في 7 أيام فقط: عودي طفلكِ الرضيع على روتين النوم
2- "لماذا تبكي يا صغيري؟"
عانت ريهام من بكاء ابنها كثيرًا دون استطاعتها معرفة السبب الحقيقي وراء بكائه، فالبكاء هو وسيلته الوحيدة للتعبير عما يشعر به، أما أنتِ فعليكِ تخمين السبب ومحاولة إرضائه وإسكاته. فكانت تشعر بالذنب لعدم قدرتها على فهم ما يريده والتعامل معه بشكل صحيح.
واستكملت حديثها قائلة: "ولكن بعد ذلك اكتشفتُ أن بكاء المولود وتذمره أمر طبيعي، ومع الوقت اكتسبتُ خبرة لا بأس بها، وتمكنتُ من فهمه والتعامل معه ببراعة".
اقرئي أيضًا: كيف أحدد سبب بكاء طفلي الرضيع؟
3- جرح الولادة القيصرية:
قالت سارة إن أكثر ما عانت منه بعد الولادة مباشرة هو ألم جرح القيصرية، خاصةً عند حملها لابنتها لإرضاعها، بالإضافة إلى صعوبة الحركة بمفردها، وأضافت: "حتى الضحك كان يؤلمني".
اقرئي أيضًا: متى يخف ألم عملية الولادة القيصرية؟
4- يصبح الجميع أطباء فجأة!
قالت مروة إنها فوجئت بعد الولادة بأن كل من حولها يقدمون لها النصائح والتحذيرات الطبية حول طريقة تعاملها مع ابنتها، "لا متعوديهاش على التيتينة"، هل لديكِ حل بديل؟ هل ستسهرين أنتِ معها طوال الليل؟ "هي أكيد جعانة"، بينما تكون منتهية من إرضاعها منذ دقائق، وهكذا.
5- لماذا ما زلتُ أبدو حاملًا؟
كانت ولاء تتساءل: "حسنًا لقد خرجَت ابنتي من بطني بالفعل، لماذا إذًا أبدو كأنني ما زلتُ حاملًا؟"
وأضافت أنها كانت تشعر بالإحباط من مظهر بطنها بعد الولادة وكأنها ما زالت في الشهر السابع، ولكن بعد مرور القليل من الوقت تمكنَت من استعادة صحتها وممارسة بعض التمارين حتى عاد بطنها إلى وضعه الطبيعي بعد شهور قليلة.
6- الرضاعة الطبيعية:
عانت ياسمين من شعورها المستمر بالذنب، مع العديد من التساؤلات حول الرضاعة الطبيعية، وأضافت: "كنتُ أسأل نفسي العديد من الأسئلة طوال الوقت، هل يشبع صغيري؟ هل أرضعه جيدًا؟ هل يحتاج إلى رضعة صناعية إضافية؟ وهكذا.."
أما في حالة هبة، فقد كانت تعاني من التهاب الحلمتين وآلامهما في الأيام الأولى من الرضاعة، نتيجة لعدم معرفتها بضرورة ترطيب الحلمات في أثناء فترة الحمل.
7- اكتئاب ما بعد الولادة:
عانت نرمين من اكتئاب ما بعد الولادة قائلة: "كان الجميع من حولي سعداء، ولكني لم أشعر بالفرحة، بل شعرتُ أن حياتي قد تحولت فجأة، خاصةً أنني قد حملتُ في ابنتي بعد الزواج مباشرةً، كنتُ أبكي كثيرًا ولا أريد الحديث مع أحد، وبعد ذلك تحول إحساسي إلى شعور بالذنب تجاه طفلتي ولم أعرف ماذا يجب أن أفعل".
واستكملت حديثها "ولكن ساعدتني أختي على تجاوز الأمر، وشجعتني على ممارسة موهبتي المفضلة وإعادة الشغف إلى حياتي".