ليس هناك من هو أكثر إرهاقًا من الأم بعد ولادة طفلها مباشرة. فهي تشعر أنها خائرة القوى ومنقطعة النفس. وكأمهات مثلك فإننا نعرف جيداً أنكِ ربما لا تجدين وقتًا للاهتمام بنفسك بعد الولادة، فقد أصبحت أماً، لكن ينبغى عليكِ أن تعطى نفسك بعض الوقت لتتعافين سريعاً، وتتجنبين بعض المشاكل التى يمكن أن تحدث بعد الولادة، لذلك فسنتكلم معكِ الآن عن كيفية الاعتناء بنفسك، والتعامل مع الأمور التى تتعرضين لها بعد الولادة. كما نقدم لكِ اليوم مجموعة من نصائح الأمهات والخبراء المتخصصين عن أهم الطرق التي تساعد الأم على التعامل مع اعياء الجسم بعد الولادة لاستعادة قوتها عاطفيًا وذهنيًا وجسمانيًا والتمتع بصحبة طفلها.
كيفية التعامل مع إعياء الجسم بعد الولادة
النصائح التالية جمعناها لكِ من الخبراء والأمهات لكيفية التغلب على الإعياء والإرهاق في الشهور الأولى بعد الولادة:
- خذي وقتك: كوني صبورة. لا تتعجلي في العودي للاهتماما بأعمال المنزل واستعادة وزنك وغير ذلك. لقد استغرق الأمر تسعة أشهر ومن الطبيعي أن يستغرق بعض الوقت ليعود كما كان. هذا هو الوقت المناسب لتأخذي الأمور بروية. ليس هذا وقت التنظيف ولا الطهي ولا المشروعات المختلفة. كوني نفسك فقط. تمتعي بمساعدة الآخرين ورعايتهم لك وحرصهم على طعامك وصحتك وصحة طفلك.
- اهتمي بالنظافة والانتعاش: ابدئي يومك بحمام دافئ تستعيدين به نشاطك وحيويتك. الحمام وحده كفيل بإنعاشك حتى لو كنت لم تحظين بنوم هادئ. ولا بأس إن بكى الطفل قليلًا ويمكنك إدخاله معك أثناء الاستحمام لزيادة الأمان.
- نامي في مكان قريب من الرضيع: احصلي على قدر كافٍ من النوم غير القلق عبر النوم بجانب طفلك الرضيع أو بالقرب منه قدر الإمكان. بدلًا من وضع الطفل في غرفة أخرى والانتقال بجانبه عند البكاء أو إرضاعه وبالتالي قد يذهب النوم وتجدين صعوبة في العودة إلى النوم مرة أخرى.
- تغلبي على الحنين للماضي: قد تتداعى إلى ذهنك الكثير من الذكريات عن ما قبل هذه الفترة. فالأمهات الجدد لا يستطعن التخلي عن حياتهن وعادتهن السابقة، لكن الأمر يحتاج إلى وقفة، إذ لا يمكن العودة إلى ما اعتادت الأم عليه وعلى الأقل ليس فورًا. بمجرد التوقف عن التفكير في الأوقات الممعة التي كنت تتمتعين بها، يصبح من الايسر التركيز على الحاضر وعلى هويتك الجديدة كأم. كما عليك وضع توقعات منطقية، واتركي أي خرافات جانبًا، مثل لا أهمية لاحتياجاتي وإنما المهم طفلي. أنتما الاثنان مهمان وأنت مهمة واحتياجاتك مهمة.
تحكمي في الزوار: في حين أنه من المهم الحفاظ على علاقاتك مع الناس، واستمرار الارتباط بالعالم الخارجي، لكن هناك نوعًا من الزوار على الأم الجديدة أن تعتبرهم من الماضي، مثل الزوار الذين اعتادوا على القدوم فجأة إذا أنك لم تعودي متفرغة على الدوام أو أولئك ممن لا يقدمون أي مساعدة بل ربما يشكلون عبئًا أكبر عليك. - تقبلي المساعدة: تقبلي المساعدة ممن يريد تقديمها، حتى لو كانت مجرد مراقبة الطفل أثناء حصولك على حمام منعش أو قسط قليل من الراحة. ليس فرضًا عليك أن تتحملي كل العبء وحدك. وإن لم يعرض أحدهم المساعدة، لا تتحرجي أن تطلبيها سواء كانت مساعدة في طي الملابس أو تجفيفها أو تجهيز الطعام.
- عبري عن مشاعرك: في بعض الأحيان تخاف اللأمهات من طلب المساعدة خوفًا من رأي الآخرين وأن يرون أنها غير قادرة على التعامل، وتخشى من إظهار شكواها، حتى وإن كانت تشعر بالإرهاق الشديد. من المهم قبول التعب والحزن والأسى على بعض متع حياة ما قبل الأمومة وتحمل المسؤولية. وأن تمنحي نفسك فرصة التعبير والشكوى والبكاء والتعبير عن المشاعر السلبية.
- اخرجي من المنزل: إن خروجك من المنزل ولو لـ 15 دقيقة يساعدك ويقوي من رابطة طفلك مع والده إن جالسه هو ويجدد من رابطته معك ويزيد من اشتياقكما لبعضكما البعض. الخروج قليلًا متعة مهمة حتى وإن كانت مجرد رحلة سريعة إلى المتجر لشراء مستلزمات المنزل أو الصغير، أو مجرد نزهة سيرًا على الأقدام في محاولة للتخلص من الإعياء واستعادة النشاط. اخرجي من البيت كل بضعة أيام لساعة على الأقل دون طفلك. تعاملي مع شخص يستطيع العناية بالأطفال وتحمل مسؤولياتهم. لا تظلي بالبيت على الدوام، فالأم تحتاج إلى استراحة عقلية وعاطفية ولن تستطيع الحصول عليها دون تغيير البيئة من حولها.
- نامي كلما استطعت: نامي وسط النهار، أو عند قيلولة طفلك. إن أي عمل من أعمال المنزل يمكنه الانتظار. النوم ليس ترفًا بل هو ضرورة طبية للأمهات الجدد. وترتيب مشاركة العناية بالطفل ليلًا مع أحدهم من الأمور المهمة سواء مع زوجك أو مع أي فرد آخر. فالحصول على بعض ساعات من النوم غير المتقطع طوال الليل الابتعاد عن اضطرابات النوم بعد الولادة مهم لحماية مستوى السروتونين وهو ما يجعلك مستقرة نفسيًأ وسعيدة ويحميك من الشعور بالإعياء والإرهاق الشديدين.
- تذكري كيف أصبحت أمًا: إن هذا الطفل هو رمز المحبة التي تجمعك بشريك حياتك، لا تنسي وجوده في حياتك. كلما كنتما زوجين سعيدين، انعكس ذلك عليكما كأبوين. أنتما ثلاثي جديد، لكنكما بدأتما زوجين وستظلان على الطريق معًا، فمن المهم أن يظل كل منكما مصدر الدعم والمساعدة للآخر.
- اعتني بنفسك: جميع الأمهات يعانين من الإعياء والإرهاق، فالحمام الدافئ وبعض الراحة هما أهم عاملين لأي أم لأن الإرهاق يظل مرافقًا لرحلة الأمومة، ولا طريق لغير ذلك. عليك فقط العناية بنفسك وأن كل التعب يزول بعد بعض الراحة وفنجان من القهوة. وتمتعي بتلك المعجزات الصغيرة ما استطعت.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد الولادة؟
يختلف فقدان الوزن بعد الإنجاب من امرأة لأخرى، ففي الأيام القليلة التي تلي الولادة، بإمكان الأم أن تفقد ما بين خمسة إلى ستة كيلو جرامات من الوزن الناتج عن السوائل والخلاص، بالإضافة لوزن الطفل نفسه، فخلال الأسابيع الأولى قد تفقدين مزيدًا من الوزن بسبب السوائل التي كانت قد تجمعت في جسمك وقت الحمل، بعد ذلك فقدان الوزن سيعتمد كثيرًا على روتينك، ينصح الأطباء بالبدء في اتباع نظام غذائي مناسب لفترة النفاس وممارسة التمرينات اللازمة بإشراف طبيب مختص بعد مرور ستة أسابيع على الولادة في الأقل. يحتاج الجسم إلى فترة للتعافي من آثار رحلة الحمل والولادة، وتعويض العناصر المفقودة خلال تلك الفترة، إليكِ هذه المعلومات والحقائق عن جسمكِ بعد الولادة:
- الرضاعة الطبيعية لا تساعد جميع النساء في إنقاص الوزن: تزيد الرضاعة الطبيعية من الشعور بالعطش، وقد تخطئ الأم في ترجمة هذا الشعور بالعطش إلى شعور بالجوع، فتتناول أطعمة لا يحتاجها الجسم، ما يؤدي إلى زيادة الوزن، لذا عليكِ الاهتمام بتناول كميات وفيرة من المياه على مدار اليوم، والبدء بتناول كوب من المياه أولًا قبل التفكير في تناول الطعام.
- لن تستعيدي وزن ما قبل الولادة حتى تنتهي فعليًا من عملية الولادة: الولادة ليست فقط فى عملية استخراج طفلك من رحمك، الإنجاب هو هذه العملية بالإضافة إلى تهيئة هذا الطفل للتعامل مع عالمه الجديد، لا تتوقعي العودة إلى سابق عهدك قبل إتمام مهمتك، ما سيضع توقعاتك في مدة لا تقل عن ثمانية أشهر بعد الولادة، ولكن قد تطول المدة أو تقصر بحسب العوامل التي ذكرناها سابقًا.
- التوتر وقلة النوم يعوقان خسارة الوزن الزائد: يؤثر التوتر في التوازن الهرموني في الجسم، وقد يدفعكِ لتناول كميات كبيرة من الطعام دون حاجة الجسم إليه، وكذلك قلة النوم تبطئ من عملية الأيض في الجسم، لذا عليكِ الاسترخاء قدر الإمكان والاستعانة بإحدى المقربات إليكِ لترعي مولودكِ بينما تحصلين على قسط من الراحة والنوم، ليس فقط لخسارة الوزن، بل أيضًا لكي تتمكني من الاعتناء بصغيركِ وأنتِ بصحة جيدة.
والآن بعد أن تعرفتِ إلى كيفية التعامل مع إعياء الجسم بعد الولادة، لا تتعجلي في العودة لحياتك السابقة قبل الولادة، بل استمتعي بكل مرحلة تمرين بها، وثقي بأنكِ ستصلين إلى لحظات من السعادة والراحة مرة أخرى، كما يجب أن تستشيري طبيبكِ قبل بدء اتباع أي رجيم بعد الولادة، للتأكد من ملاءمته لجسمكِ وحالتكِ الصحية.
لقراءة المزيد من المواضيع عن فترة الولادة وما بعدها ادخلي قسم الولادة على "سوبرماما".