تُبنى العلاقة الزوجية على المودة والرحمة والسكن، فهي أقوى الروابط الإنسانية بين البشر، ولكن كثيرًا ما يتسلل الفتور والملل إليها بعد فترة من الزواج، فينطفئ بريق البدايات، ويتوارى الشغف وسط روتين الحياة والأعباء اليومية، ما يؤثر في قوة العلاقة بين الزوجين وحالتهما النفسية، وقد تشب الخلافات بينهما دون سببٍ واضح، ويشير اختصاصيو العلاقات الزوجية إلى أن الفتور واحد من أهم أسباب الطلاق بين المتزوجين، لذا تعرفي في هذا المقال إلى أهم أسباب الفتور في العلاقة الزوجية حتى تتجنبيها، مع بعض النصائح لاستعادة الشغف في زواجك، وإحياء علاقتك الزوجية من جديد.
أهم أسباب الفتور في العلاقة الزوجية
من الطبيعي من آنِ لآخر الشعور بالملل في العلاقة الزوجية، خاصةً أنه مع الوقت تصبح الحياة روتينية، وكأنها يوم واحد يتكرر باستمرار، لا أحاديث جديدة، لا مفاجآت، لا شغف، ومشكلة الملل أنه قد يؤدي لمشكلات أكبر كالخيانة والطلاق، ويحدث الفتور في الحياة الزوجية نتيجة لعدة أسباب جمعناها لكِ في السطور التالية:
- عدم التحدث بصراحة بشأن العلاقة الحميمة: يخشى بعض الأزواج والزوجات من مصارحة بعضهم البعض برغباتهم ومشاعرهم ومدى رضاهم عن العلاقة الحميمة، ما يبني عديدًا من الحواجز النفسية بينهم دون أن يشعروا بذلك، خاصةً عندما يكون أحد الطرفين غير راضٍ عن أداء الآخر خلال العلاقة، ولكنه يخجل من التعبير له عن ذلك حتى لا يؤذي مشاعره.
- الروتين القاتل: الروتين اليومي والضغوط الحياتية من شأنهما تحويل الزوج والزوجة إلى مجرد شريكين في السكن يقضيان أيامًا متكررة، فنرى دائمًا مشهدًا متكررًا يعود فيه الزوج من العمل مرهقًا، ويتناول الطعام ليمسك هاتفه في صمتٍ تام، أو يشاهد مباراة دون التفاعل مع المحيطين به، وحتى في أيام العطلات، إما أن يقضي الوقت في النوم أو الجلوس بمفرده، وعندما ترى الزوجة ذلك، فهي إما تغضب وتشب الخلافات بينهما، أو تتجاهله هي الأخرى، ويصبح كل منهما في عالمه.
- كثرة الخلافات الزوجية: تؤثر الخلافات بين الزوجين في حالتهما النفسية، وبالتالي تنعكس على مزاجهما العام، وجميع تصرفاتهما اليومية، وقد تؤدي إلى عدم الشعور باللحظات الحميمة بينهما، وتزيد فتور العلاقة الزوجية، وتحدث الخلافات إما بسبب الأمور المادية، أو بسبب الملل كما ذكرنا، أو بسبب إهمال أحد الطرفين للآخر، وغيرها من الأمور التي تجعل المنزل أشبه بساحة للعراك.
- وجود طفل جديد: إن فترة ما بعد الولادة من أصعب الفترات في حياة كل أم، إذ تتضاعف مسؤولياتها، وتصبح منهكة طوال الوقت نتيجة لقلة النوم ورعاية المولود الجديد، ما قد يؤثر في اهتمامها بنفسها وعلاقتها بزوجها، الذي يشعر بأن الطفل الجديد احتل مكانه في قلبها، وأنه لم يعد صاحب الأولوية في كل شيء كما كان الأمر من قبل.
- الإجهاد والإرهاق: يؤثر الإجهاد والإرهاق البدني أو النفسي في العلاقة بين الزوجين، وقد يضطر الزوج لشغل وظيفيتين من أجل سد احتياجات المنزل المادية، أو تكون متطلبات وظيفته تستنزفه جسديًّا ونفسيًّا، لذا يريد بمجرد عودته أن يستريح في صمت، وفي الجهة الأخرى نرى زوجة قد تكون عاملة هي الأخرى، تعود من عملها لتجد مئات المهام التي لا تنتهي من أعمال المنزل ومذاكرة الأولاد وغيرها، وتتعقد الأمور عندما ينتظر كل منهما الآخر ليسعده ويزيح من أعبائه.
- الضغوط المادية: الانخراط في الضغوط اليومية -خاصةً الأمور المادية- يجعل الحياة الزوجية أشبه بجسد بلا روح، فتقابل الزوجة زوجها في كل مرة باحتياجات المنزل والأولاد، ويلوم الزوج على زوجته كلما اشترت شيئًا يراه غير ضروري، وهكذا تنغص الالتزامات المادية الحياة على الزوجين.
أهم خطوات تجديد العلاقة الزوجية
بمجرد أن تشعري بأن حياتكِ بدأ يتسرب إليها الملل، لا تهملي الأمر وتظني أنها فترة وستزول، ولكن يجب أن تعملي مع زوجك على تجديد حياتكما، وإعادة الشغف إليها مرة أخرى، حتى لا يتفاقم الأمر ويؤثر في علاقتكما، وفيما يلي بعض الخطوات لتجديد علاقتك الزوجية:
- تصارحي مع زوجك بشأن العلاقة الحميمة: تحدثي مع زوجكِ بصدق وبحب حول علاقتكما الحميمة، وأخبريه بمشاعرك ومخاوفك، ودعيه يفيض لكِ بما في داخله دون خجل، فالعلاقة السليمة أساسها الثقة والصراحة والتفاهم. تحدثي عن الأشياء التي تسعدك، واسأليه باهتمام عن الأشياء التي يفضلها، ليعلم حرصك على إسعاده هو الآخر.
- جددا في العلاقة الحميمة: نجاح الزواج يعتمد بشكل كبير على نجاح العلاقة الحميمة، تخلصي من الروتين والفتور في علاقتك بزوجك، جربا أوضاعًا جديدة، وأماكن أخرى بخلاف غرفة النوم، استمتعا بحمام دافئ، أو جلسة تدليك، أو ربما لعبة زوجية جديدة، المهم ألا يصبح الأمر مهمة روتينية تُمارس بلا روح.
- تخلصا من الروتين: لا تدعي الروتين يسيطر على حياتكما، واخلقي وقتًا لكِ ولزوجك لممارسة أنشطة جديدة. مارسا رياضة منزلية معًا، وارقصا، أو العبا لعبة جديدة، واخرجا في أماكن جديدة معًا بمفردكما، يمكنكما أيضًا قراءة كتاب جديد ومناقشة أحداثه وتوقعاتكما بشأن نهايته. المهم هو البحث عن هواية جديدة لم تمارساها من قبل لتتشاركا فيها.
- تخلصا من الخلافات: ابحثي مع زوجك عن أكثر ما يسبب الخلافات بينكما، وتجنباه، وحاولا إيجاد حلول بعقل وحكمة، اجلسي معه واستعيدا روح فترة الخطوبة، وتحدثي من قلبكِ دون لوم أو عتاب أو سرد متطلبات المنزل، واستمعي لحديثه باهتمام وإنصات، فإن ذلك من شأنه إزالة الرواسب النفسية الداخلية بينكما ونبذ الخلافات.
- دللي زوجك: الرجل داخله طفل صغير مهما كبر، دللي زوجك وتحدثي معه دائمًا كصديق، واشرحي له صعوبة متطلبات الأمومة، خاصةً في الفترة بعد ولادة طفل جديد، واطلبي منه مساعدتكِ على تخطيها، ولا تخجلي من طلب المساعدة منه عند حاجتكِ لها.
- احصلا على قسط من الراحة: من الضروري أن تستريحا أنتِ وزوجك من مهامكما، ولا تستنفدي طاقتكِ في المهام المنزلية التي لا تنتهي، كي يتبقى لديكِ طاقة في نهاية اليوم لاستقباله، وكذلك خففي عن زوجك ضغوطه اليومية، وحفزيه بالكلام الإيجابي الذي له مفعول السحر في شحن طاقته وتشجيعه على مواصلة يومه بحماس.
- تخلصي من الأعباء المادية: لا تحسبي الأمور المادية لكل خطوة بشكل يسبب لكِ التوتر ويشعر زوجك بالهم، تخلصي من المصروفات الزائدة التي تنغص عليكِ حياتكِ، وحاولي وضع ميزانية عامة تشمل الأساسيات والطوارئ، ويمكنكِ الاستفادة من مقالات "سوبرماما" الخاصة بميزانية المنزل.
شاهدي في هذا الفيديو: نصائح لتجنب الملل في العلاقة الزوجية
ختامًا عزيزتي، الحفاظ على حياة زوجية سعيدة ليس أمرًا سهلًا، بل يتطلب ذكاء وحكمة وصبرًا من الزوجة على وجه الخصوص، والفتور في العلاقة الزوجية من الأمور التي قد تواجهكِ وزوجك، حاولا معًا أن تجددا حياتكما، واعلمي أن الاحتواء والكلمة الصادقة من القلب لها مفعول السحر، وتساعد على تقاربكما وتوطيد العلاقة بينكما.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن أسرار الحياة الزوجية، زوري قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".