الفحوصات الطبية للأطفال ليست أمرًا يسيرًا في كثير من الحالات، إذ إن أحيانًا يكون طفلك صغيرًا، وأحيانًا يكون غير متعاون أو سيئ المزاج، ما يجعل الفحص صعبًا عليكما وعلى الفريق الطبي، خاصةً تلك الفحوصات التي تتطلب وقتًا طويلًا، أو تتضمن أكثر من إجراء، أو تحتوي على إجراءات مؤلمة، كالفحوصات العصبية أو العضلية العصبية. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب إجراء تخطيط الأعصاب للأطفال، وطريقة إجرائه، وأعراضه الجانبية.
أسباب إجراء تخطيط الأعصاب للأطفال
يُجري الطبيب تخطيط الأعصاب لطفلك إذا كان يعاني ضعفًا في أحد أطرافه، سواء الذراعين أو الرجلين، ليكشف هل هذا الضعف ناتج عن مشكلة عضلية أم عصبية، إليكِ أشهر الحالات التي تتطلب ذلك:
- ضمور العضلات: يسبب هذه الحالة اضطراب وراثي، يضعف تدريجيًّا عضلات الجسم، بمنعها من صنع البروتينات اللازمة لبنائها، والحفاظ على صحتها.
- الاعتلالات العضلية: أبرزها الاعتلال العضلي الخلقي، وأمراض تخزين الجليكوجين، والاعتلالات العضلية الأيضية، والالتهاب العضلي.
- الاعتلالات العصبية: أبرزها مرض "شاركو ماري توث"، ومتلازمة غيلان باريه، واعتلال الجذور العصبية، واعتلال الأعصاب المزمن المزيل للميلانين.
- الإصابات العصبية الرضحية: مثل تلك الناتجة عن الحوادث والإصابات الرياضية.
- شلل إيرب: شلل ناتج عن حدوث إصابة في الضفيرة العضدية، وهي شبكة الأعصاب التي ترسل الإشارات العصبية من الحبل الشوكي إلى الذراعين والكتف واليدين، وقد تُصاب هذه الضفيرة خلال الولادة، أو بسبب الإصابات الرياضية أو الحوادث.
- أمراض الخلايا العصبية الحركية: أبرزها ضمور العضلات الشوكي، وهو مرض وراثي يصيب الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي داخل العمود الفقري.
- اضطرابات الموصلات العصبية العضلية: من أمثلتها الوهن العضلي الوبيل، ومتلازمات الوهن العضلي الخلقي، والتسمم الغذائي.
اقرئي أيضًا: 8 علامات على وجود مشكلات في الجهاز العصبي للرضيع
كيف يُجرى تخطيط الأعصاب للأطفال؟
يجرى تخطيط الأعصاب للأطفال على خطوتين، ويتطلب الاستعداد الجيد قبله، إليكِ تفصيل ذلك:
- تجهيز الطفل للاختبار من المنزل: إذا كان طفلك كبيرًا ومستوعبًا لما يحدث، فاشرحي له خطوات الإجراء التي سنذكرها لاحقًا بالتفصيل، وتجنبي إعطاءه أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين، كالشاي والقهوة والشوكولاتة. أما إذا كان صغيرًا، فاسألي الطبيب إذا كان سيحتاج إلى أدوية مهدئة قبل الاختبار ليُجريه بسهولة، وفي هذه الحالة استشيريه حول تناول الطعام والشراب قبل الاختبار، إذ إن كل حالة لها قواعدها الخاصة. تأكدي كذلك أن طفلك يرتدي ملابس مريحة، سهلة النزع من الذراعين والرجلين، وأحضري معه لعبته الخاصة، واللهاية التي تهدئه إذا كان رضيعًا.
- إجراءات ما قبل الاختبار مباشرة: قد يعطي الطبيب طفلك بعض المهدئات، ويطلب منه الاستلقاء، وقد يسمح لك بالبقاء معه في الغرفة، لكن أحيانًا يطلب منكِ الانتظار في الخارج، وفي كل الحالات لا ينصح باصطحاب أطفال آخرين معك، كذلك ينصح بإغلاق هاتفك الجوال داخل غرفة الاختبار.
- الجزء الأول من الاختبار: يُقاس فيه التوصيل العصبي، ويكون عن طريق وضع دوائر لاصقة صغيرة تسمى "الأقطاب الكهربية" على ذراعي طفلكِ ورجليه، سيشعر معها بكهرباء خفيفة، غالبًا لا تسبب له أي إزعاج.
- الجزء الثاني من الاختبار: يُقاس فيه التوصيل العضلي العصبي، ويستخدم الطبيب فيه "إبرة صغيرة" في العضلة، ليتحقق من وصول الكهرباء العصبية إليها.
اقرئي أيضًا: احمي جنينك من تشوهات الجهاز العصبي بهذه الأطعمة
هل هناك أعراض جانبية لتخطيط الأعصاب للأطفال؟
في أغلب الحالات، لا يكون هناك أي عرض جانبي من إجراء تخطيط الأعصاب لطفلك، وغالبًا يمكن لطفلك العودة إلى المدرسة في يوم الإجراء ذاته بعد الانتهاء منه، لكن قد تحدث آثار جانبية لبعض الأطفال مثل:
- انزعاج الطفلك وشعوره ببعض الألم بسبب الإبر.
- الشعور بدوخة ورغبة في النوم باقي النهار، إذا تناول أدوية مهدئة.
- الشعور بالخوف من الإجراء ذاته.
ختامًا عزيزتي، بعد تعرفكِ إلى أسباب إجراء تخطيط الأعصاب للأطفال وطريقته وآثاره الجانبية، ننصحكِ بإجراء هذا التخطيط في أسرع وقت إذا طلبه الطبيب، إذ إن اكتشاف المشكلات العصبية والعضلية مبكرًا يكون له نتائج إيجابية.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الأطفال.
