لعل الحديث عن نقص فيتامين "د" وأسبابه وعلاجه أصبح على رأس الموضوعات التي تهتم بها النساء في الآونة الأخيرة، وقد أثبتت الدراسات الإحصائية أن نسبة السكان الذين يعانون من نقص فيتامين "د" في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد على 60% من السكان، وترتفع النسبة لتصل إلى 97% بين الحوامل، بينما تشير التوقعات في مصر إلى معاناة ما يزيد على 80% من إجمالي السكان، ولنا أن نتوقع زيادة النسبة بين الحوامل بصورة خاصة، فهل يجب استخدام حقن فيتامين "د" للحامل أم الأفضل لها تناول الأقراص؟
في الحمل تزداد أهمية فيتامين "د" لكل من صحة الأم والجنين، وتتزايد احتياجات الجنين منه بصورة خاصة في النصف الثاني من الحمل لزيادة كثافة ونمو العظام، ويعتمد الجنين في ذلك على مخازن الفيتامين الموجودة في جسم الأم بصورة كاملة، بالإضافة إلى أهميته في حماية الأم من الإصابة بتسمم الحمل أو سكر الحمل.
هل يمكن استخدام حقن فيتامين "د" للحامل؟
بالرغم من أهمية فيتامين "د" للحامل، تتداول بعض الأمهات أنه يجب على الحامل عدم استخدام حقن فيتامين "د" لعلاج نقصه لدى الحوامل، وأن الشكل الصحيح لتناوله هو الأقراص، خصوصًا الحقن ذات الجرعات العالية (200000 وحدة دولية)، فهل هذه المعلومات صحيحة؟
الواقع أن الاحتياطات الطبية التي يتخذها الأطباء في بعض الحالات ترتبط غالبًا بجرعة المكملات الغذائية ولا ترتبط نهائيًّا بكونه يؤخذ على هيئة أقراص أو حقن أو حتى محلول، ويتضمن ذلك وجود بروتوكولات للعلاج في بعض الحالات يتم فيها استعمال جرعات عالية منه.
ما أضرار تناول فيتامين "د" على الحامل؟
فيتامين "د" هو أحد الفيتامينات الستيرويدية القابلة للذوبان في الدهون، ما يعني أنه إذا تم تعاطيه بجرعات زائدة عن الاحتياجات اليومية لجسم الإنسان يتم تخزين الفائض في الجسم ولا يسهل التخلص منه، والمعتاد أن يتم التعامل بحذر مع جرعات الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، حتى لا تتسبب الجرعات الزائدة في حدوث تسمم بالجسم.
وعلى جانب آخر، لا تكفي جرعة فيتامين "د" الموجودة في الفيتامينات المتعددة للحوامل لسد احتياجات جسمها، حيث يبلغ متوسط جرعة فيتامين "د" في الفيتامينات المتعددة نحو 400 وحدة دولية، وبالطبع هذه الجرعة صغيرة جدًّا كمصدر أساسي لفيتامين "د" في أثناء الحمل.
ما جرعة فيتامين "د" للحامل؟
تتراوح الجرعة المناسبة من مكملات فيتامين "د" الغذائية يوميًّا للمرأة الحامل بين 1000 و4000 وحدة دولية، مع وجود أبحاث كثيرة تثبت أن 4000 وحدة دولية يوميًّا تعد جرعة آمنة على كلٍ من الأم والجنين، وفعالة أيضًا.
في غير فترة الحمل، تستعمل النساء أحيانًا فيتامين "د" في جرعات أسبوعية تتراوح بين 45000 و50000 وحدة دولية، ولكن لا توجد أبحاث طبية تضمن أمان الجرعة الأسبوعية في أثناء الحمل لكلٍ من الأم والجنين.
هل يجب إجراء تحليل لقياس مستوى فيتامين "د" للحامل؟
بالطبع التحليل يعد دليلًا قاطعًا على وجود نقص في فيتامين "د" أو لا، ويفضل القيام بهذه الخطوة في أثناء فترة الإعداد للحمل وليس بعد حدوثه، ولكن يمكن الاعتماد إلى حدٍّ كبير على عوامل الخطورة المصاحبة لنقصه لتقييم حاجة الأم لتناول مكملات غذائية له خلال الحمل أم لا، وعوامل الخطورة تشمل:
- عدم التعرض لأشعة الشمس.
- الالتزام بنظام غذائي نباتي.
- وجود صعوبة في امتصاص الدهون.
- استعمال بعض العلاجات الدوائية مثل الكورتيزون وأدوية الصرع.
- البشرة الداكنة.
- السمنة.
في هذه الحالات يمكن أن يقرر الطبيب وصف مكملات فيتامين "د" الغذائية للأم الحامل، دون الحاجة لإجراء تحليل لقياسه بجسم الحامل.
هل من الآمن تناول المكملات الغذائية حتى نهاية الحمل؟
نعم، ولكن تحت إشراف الطبيب وبجرعات لا تتخطى 4000 وحدة دولية، ويمكن تخفيضها إلى 2000 وحدة دولية في بعض الحالات، تبعًا لتقييم الطبيب.
بعض بروتوكولات العلاج تعتمد على حقن فيتامين "د" ذات الجرعات العالية، التي تصل إلى 200000 وحدة دولية وتعطى كجرعة واحدة في بداية الشهر السادس، يتبعها جرعة أخرى في بداية الشهر السابع للحمل.
بعض التجارب الطبية التي أجريت على الحوامل اعتمدت حقن فيتامين "د" بجرعة تصل إلى 600000 وحدة دولية، وذلك تحت إشراف منظمة الصحة العالمية.
وأخيرًا عزيزتي عليكِ أن تعلمي أن تناول المكملات الغذائية في أثناء الحمل بصفة عامة، وبعض العناصر مثل فيتامين "د" للحامل بصفة خاصة، يجب أن يخضع أولًا وأخيرًا لرأي طبيبك المعالج، ولا يوجد أي مجال للاجتهادات أو اتباع النصائح المتداولة بناءً على الخبرات الشخصية، ويفضل كذلك متابعة مستويات فيتامين "د" في الجسم بالتحاليل الطبية دوريًّا حرصًا على سلامتك وسلامة جنينك.
الآن يمكنكِ متابعة حملكِ أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما"
لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
لأجهزة آبل - IOS، حمليه الآن من App Store