هل يمكن استخدام النشا لتثبيت الحمل؟

قد تُصابين بحزن شديد إذا أخبركِ الطبيب أن حملك ضعيف، الأمر الذي قد يجعلكِ حذرة دائمًا في حملك وتبحثين عن أي وسيلة لتثبيت الحمل، ويُوجد عديد من الوصفات الشعبية التي استخدمتها السيدات قديمًا بغرض تثبيت الحمل، ومنها النشا الذي يُعتقد أنه قد يحمي من الإجهاض، وسنوضح لكِ في السطور التالية حقيقة هذا المعتقد، والفرق بين الحمل الضعيف والحمل الكيميائي.

هل يمكن استخدام النشا لتثبيت الحمل؟

يُوجد عديد من الوصفات الشعبية التي توارثناها والتي أكدت الأبحاث أن بعضها بالفعل له نتائج فعالة، وعلى العكس، هناك بعض الوصفات التي لا تقدم أي فوائد، وبعضها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لذا من المهم قبل استخدام أي وصفة التأكد من أنها آمنة ولا ترتبط بأي آثار جانبية لكِ أو لجنينك، إذ قد يؤثر كل ما تتناولينه في الجنين وقد يهدد استمرارية الحمل، ولتثبيت الحمل والتخلص من النزيف، اعتادت النساء قديمًا على تناول كوب من الماء المذاب فيه ملعقة صغيرة من نشا الذرة.

في دراسة بحثية وجد مجموعة من الباحثين أنه بعد تلقيح البويضة وعندما تصل للرحم حتى تنغرس في جداره، فإن الرحم يصبح غنيًا بالكربوهيدرات، وتكوّن الخلايا الخارجية للجنين المبكر بروتين معين يُعرف بالسليكتين يرتبط بهذه الكربوهيدرات لفترة ويتفاعل معها حتى يلتصق بالجدار، ومع ذلك لا يعني الأمر أن تناول النشا قد يسرع من هذه العملية أو يساعد على التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم، وتثبيت الحمل الضعيف، أو وقف النزيف، بل قد يؤدي تناوله بكثرة إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم خاصةً إذا كنتِ عرضة للسكري أو لديكِ تاريخ عائلي، كما قد يؤدي تناوله مع الوقت إلى زيادة وزن الحمل بشكل غير صحي، إلى جانب أنه قد يصيبكِ بالإمساك، لذا إذا كان حملك ضعيفًا فيجب اتباع نصائح الطبيب والالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها وتناول مثبتات الحمل، أو الأدوية التي توقف النزيف وفقًا لحالتك.

مع ذلك، إذا كنتِ تشعرين أن النشا قد يساعدكِ على تثبيت الحمل، فأدرجي الأطعمة التي تحتوي على النشا في نظامك الغذائي، مثل البطاطس والبطاطا الحلوة والمكرونة والخبز بكميات معتدلة ضمن نظام غذائي متوازن.

ما الفرق بين الحمل الضعيف والحمل الكيميائي؟

يخلط بعض السيدات بين مصطلح الحمل الضعيف والحمل الكيميائي، وكلاهما يشير إلى مشكلة في الحمل، وسنوضح الفرق بينهما فيما يلي:

• الحمل الضعيف: يُعرف أيضًا بالحمل غير المستقر، وكما يُوحي الاسم، فهو حمل تكون فيه البويضة المخصبة غير ثابتة في جدار الرحم، ما قد يعرض الحامل للإجهاض، وقد يكتمل الحمل بسلام ويُولد الجنين معافى حتى إذا كان الحمل ضعيفًا، وعادةً ما يكون مصحوبًا بتقلصات في الرحم مع نزيف تختلف شدته وفقًا للحالة، ويصف الطبيب مع الحمل الضعيف مثبتات للحمل، وسينصحكِ الطبيب بالتزام الراحة والحصول على نظام غذائي متوازن، حتى يحصل الجنين على احتياجاته وينمو ويتطور.
• الحمل الكيميائي: هو إجهاض مبكر جدًا، ويُشخص الحمل أنه كيميائي عندما تأتي نتيجة اختبار الحمل في الدم إيجابية ولكن لا يمكن رؤية الحمل في فحص الموجات الصوتية في الأسبوع الخامس من الحمل، يحدث الحمل الكيميائي عندما تُخصب البويضة ولكن لا تُزرع بشكل كامل في الرحم، حالات الحمل الكيميائي شائعة للغاية، في الواقع يعتقد الباحثون أن فقدان الحمل المبكر جدًا قد يمثل ما يصل إلى 70% من جميع حالات الحمل، غالبًا ما تكون العلامة الوحيدة للحمل الكيميائي تأخر الدورة الشهرية، وبعد فترة وجيزة من إجراء اختبار الحمل غالبًا في الأسبوع الخامس من آخر دورة شهرية لديكِ، قد تتعرضين لانقباضات شديدة يتبعها نزول الدم، لا يدرك معظم السيدات تعرضهنّ للحمل الكيميائي إلا بعد التعرض لتقلصات ونزيف شديد.

في الحمل الطبيعي ، تُزرع البويضة المخصبة في جدار الرحم بعد نحو أربعة أسابيع من اليوم الأول من آخر دورة شهرية، وتبدأ الخلايا التي ستصبح المشيمة إنتاج هرمون الحمل hCG (موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية) بنسبة عالية بما يكفي لاكتشافها في اختبار الدم أو البول، مع الحمل الكيميائي، لا تنجح عملية الزرع هذه، ولا تبدأ الخلايا التطور إلى جنين ومشيمة، ينتج عن ذلك نزيف من بضعة أيام إلى أسبوع بعد الموعد المتوقع للدورة بأسبوع تقريبًا.

بعد أن وضحنا لكِ عزيزتي الفرق بين الحمل الضعيف والحمل الكيميائي، من المهم أن تتابعي مع طبيب في فترة التخطيط للحمل إذا كنتِ تعرضتِ مسبقًا لإجهاض، أو لديكِ مشكلات صحية كالسكري أو اضطراب الغدة الدرقية أو مرض مناعي، والالتزام بالمتابعة مع الطبيب طوال فترة الحمل، مع اتباع نظام غذائي متوازن حتى يمر حملك بأمان.