متلازمة الطفل الأزرق حالة يولد بها بعض الرضع أو تنشأ عندهم في مراحل حياتهم المبكرة، وتتسم بتلون جلدهم كله باللون الأزرق أو الأرجواني، وهوا ما يعرف بـ"الزراق" أو "الزرقة"، وفيه تصطبغ مناطق الجلد الرقيقة، كالشفتين وشحمتي الأذن وفراش الأظافر باللون الأزرق، وهي حالة غير شائعة قد تحدث بسبب عيوب القلب الخلقية أو لأسباب جينية أو بيئية، وفي بعض الأحيان تسمى "ميتهيموجلوبينية الدم الخلقية" التي تكون بسبب نقص أكسجين هيموجلوبين دم الرضيع، والهيموجلوبين بروتين في الدم مسؤول عن حمل الأكسجين خلال الجسم وتوصيله للخلايا والأنسجة، وعند عدم قدرته على القيام بوظيفته، ينقص وصول الأكسجين لخلايا الجسم، فيتلون الجسم بالأزرق. في هذا المقال نجيب عن سؤال "ما هي متلازمة الطفل الأزرق؟" مع ذكر خياراتها العلاجية.
ما هي متلازمة الطفل الازرق؟
ينقسم القلب إلى أربع حجرات، أذين وبطين أيمن وأذين وبطين أيسر، وفي الطبيعي يضخ القلب الدم للرئتين عن طريق الشريان الرئوي من البطين الأيمن، لكي يصبح الدم مؤكسجًا (محملًا بالأكسجين)، ليعود من الوريد الرئوي للأذين الأيسر، ومنه للبطين الأيسر، ثم لأعضاء الجسم كافة لإمدادها بالأكسجين، ثم يعود الدم غير المؤكسج من أعضاء الجسم للأذين الأيمن، ومنه للبطين الأيمن ليكمل دورته، لذا عندما يقل الأكسجين في الدم نتيجة مشكلات القلب أو الرئتين أو الدم، يتصبغ جسم الرضيع بالأزرق، وقد يكون ذلك لعدة أسباب مثل:
- رباعية فالو: مرض قلبي خلقي ومن أهم أسباب متلازمة الطفل الأزرق، ويتسم بأربع اختلالات تحدث في القلب مع بعضها البعض، تؤدي لنقص سريان الدم للرئتين، وكذلك نقص تأكسج الدم الواصل لأعضاء الجسم، بسبب وجود ثقب بالجدار الفاصل بين البطينين الأيسر والأيمن، وتضيق الصمام الرئوي الذي يقلل من وصول الدم من البطين الأيمن للشريان الرئوي، وتشوه الشريان الأورطي الذي يوصل الدم من البطين الأيسر لأعضاء الجسم، وتضخم البطين الأيمن.
- ميتهيموجلوبينية الدم: حالة قد تنشأ من التسمم بالنترات، خاصة في المناطق فقيرة الموارد المائية المعتمدة على مياه الآبار الغنية بها، وعندما تصل للرضيع عن طريق الرضاعة الصناعية الداخل فيها هذه المياه أو عند إطعامه الأكلات الغنية بالنترات، كالسبانخ والبنجر، لعدم تطور جهازه الهضمي -خاصة للرضع الأقل من ستة أشهر- تتحول النترات للنيتريت الذي يرتبط بالهيموجلوبين في الجسم، ويكوّن الميتهيموجلوبين الذي لا يستطيع إرسال الأكسجين للأعضاء لتستفيد منه، وقد تكون هذه الحالة بسبب استنشاق أكسيد النتريك أو بعض المضادات الحيوية والمركبات المستخدمة في عمليات التخدير أيضًا.
- العيوب الخلقية للقلب: يولد بها الرضع وتؤثر في كمية الأكسجين الواصلة للجسم، كما لدى أطفال متلازمة داون الذين يولدون عادة بمشكلات قلبية.
قد يصاحب متلازمة الطفل الأزرق بعض الأعراض الأخرى مثل:
- صعوبة التنفس.
- سرعة ضربات القلب.
- القيء.
- الإسهال.
- التهيج.
- زيادة إفراز اللعاب.
- فقدان الشهية.
- عدم الزيادة في الوزن.
- التشنجات.
- فقدان الوزن.
هناك عدة طرق لعلاج متلازمة الطفل الأزرق، تعرفي إليها من خلال السطور التالية.
علاج متلازمة الطفل الأزرق
يعتمد علاج المتلازمة على سبب الازرقاق، فإن كانت العيوب الخلقية في القلب السبب في ذلك، فقد يحتاج الرضيع إلى جراحة لتصحيح الاختلال، وعادة تتم هذه العملية قبل بلوغ الرضيع العام، ويفضل في سن الستة أشهر، وإن نجحت العملية يستطيع الرضيع وقتها أن يحصل على مزيد من الأكسجين فيختفي اللون الأزرق.
إن كان التسمم من النترات السبب، فيجب الذهاب بالرضيع لمركز السموم للعلاج، وفي الحالات الشديدة من ميتهيموجلوبينية الدم قد يحتاج لدواء يسمى "أزرق الميثيلين"، ويؤخذ عن طريق الحقن الوريدي، الذي قد يعكس الحالة ويوفر الأكسجين للدم، لكنه لا يصرف إلا بأمر الطبيب.
أما في الحالات الخفيفة للطفل الأزرق، فقد يكتفي الطبيب بمراقبة الرضيع للتأكد من عدم يتطور الأمر لديه لدرجة خطيرة، ومعظم الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بعد علاجهم يعيشون حياة طبيعية صحية دون آثار جانبية مزمنة.
بالطبع يجب تجنب مصدر النترات إن كان التسمم به السبب، بعدم استخدام مياه الآبار حتى بعد غليها، وتحديد كميات الأطعمة الغنية بالنترات، كالبروكلي والسبانخ والجزر والبنجر وغيرها.
ختامًا عزيزتي، بعد أن أجبناكِ عن سؤال "ما هي متلازمة الطفل الأزرق؟"، ننصحكِ بعدم تقديم مياه الآبار للرضيع ليشربها إلا بعد بلوغه عمر العام، وعدم تحضير الرضعات له بهذه المياه، وألا تتعدى مستويات النترات 10 ميلليجرامات في اللتر منها، حتى تكون آمنة للرضيع، ويفضل الانتظار حتى عمر السبعة أشهر لإطعامه بالأكلات الغنية به، وإن كان لازمًا تناوله إياها، فيفضل استخدام المجمد منها عن الطازجة.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال في قسم تغذية وصحة الرضع.