بعد التخدير النصفي في أثناء الولادة قد تتعرض نسبة 1% من السيدات لصداع حاد، وعادةً ما يؤثر هذا الصداع في الجزأين الأمامي أو الخلفي من الرأس، وتزداد حدته بالجلوس أو الوقوف، ويقل قليلًا في وضع الاستلقاء، وقد يصاحبه ميل للقيء وألم في الرقبة وعدم تحمل الضوء.
معظم المريضات يصفن هذا الصداع بالنوبة السيئة جدًّا، ويبدأن الإحساس به خلال يوم إلى أسبوع من تعرضهن للتخدير النصفي، في هذا المقال نوضح لكِ بعض الطرق والنصائح لعلاج صداع البنج النصفي، وأهم الآثار الجانبية الأخرى التي قد تواجهينها بعد أخذه:
كيفية علاج صداع البنج النصفي
يرجع سبب الإصابة بالصداع النصفي إلى دخول الإبرة في أثناء التخدير إلى الغشاء المحيط بالسائل الشوكي (الجافية)، مسببًا خروج جزء من السائل خارج الغشاء، ويلتئم الغشاء المصاب عادةً خلال عدة أسابيع، وهي فترة طويلة نسبيًّا لترك الأم تعاني من الصداع، وعادةً ما تكون النوبات حادة جدًّا، والأم التي تمر بها بعد الولادة تتردد كثيرًا في اللجوء إلى التخدير النصفي في ولاداتها التالية، يمكنكِ عزيزتي كيفية علاج صداع البنج النصفي باتباع بعض النصائح الآتية:
حلول طبيعية دون أدوية
الأمر ممكن من خلال العلاجات المنزلية الطبيعية، وهي كالآتي:
- كمادات المياه الباردة على الوجه.
- حمام دافئ، واتركي الماء ينساب على رقبتكِ وكتفيكِ.
- كوب من القهوة أو النسكافيه بقدر بسيط، حتى لا ينتقل للحليب، وبالتالي للرضيع، ويمكنكِ تناولها صباحًا بعد إحدى الرضعات، حتى يذهب تأثيرها في الحليب لحين موعد الرضعة التالية.
- قطعة شوكولاتة داكنة، ولا تسرفي في تناولها بشكل عام حتى لا يزيد وزنكِ.
المسكنات
يمكن علاج صداع البنج النصفي بالمسكنات، تختلف باختلاف حدة الصداع كالآتي:
- المسكنات البسيطة: يمكنكِ تناول قرص من المسكن المسموح لكِ خلال الحمل والولادة، كالأسيتامينوفين، مع عدم تناول أكثر من قرصين في اليوم الواحد، وعدم الاستمرار عليه أكثر من أسبوع يوميًّا.
- المسكنات المتوسطة: قد تضطر بعض الأمهات لتناول مسكنات تحتوي على مادة الإيبوبروفين، لكن يجب استشارة الطبيب لمعرفة تأثير المسكن في حليب الرضاعة إذا كنتِ ترضعين طبيعيًّا.
- المسكنات القوية: يمكن استعمال بعض مسكنات الألم الأكثر تأثيرًا، كديكلوفيناك الصوديوم أو البوتاسيوم، مع ضرورة استشارة الطبيب أيضًا.
متى يزول صداع البنج النصفي؟
عادةً ما يزول الألم بعد عدة ساعات من الولادة، وقد يستمر لفترة تتراوح من عدة أيام لأسبوع على الأكثر، ويزول من تلقاء نفسه دون الحاجة للعلاجات، لكن في بعض الحالات النادرة التي يستمر فيها الشعور بالألم لفترة أطول من ذلك ولا تقل حدته فيجب استشارة طبيب الولادة، ووقتها سيلجأ لأحد طرق علاج صداع البنج النصفي الآتية:
- حقن بعض مسكنات الألم في مكان الإبرة المستعملة في التخدير النصفي، حتى تسكن الألم بشكل سريع.
- حقن بعض من دماء الأم في ظهرها، وهو إجراء يُستخدم في الحالات الشديدة، إذ يحقن الطبيب الدماء قريبًا من موضع إبرة التخدير النصفي؛ لأن تجلط هذا الدم يكون غالبًا كافيًا لسد الجرح الموجود في غشاء الجافية، ما يقلل الشعور بالصداع بصورة سريعة.
الآثار الجانبية والمضاعفات للبنج النصفي
كما هو الحال مع أي إجراء طبي، فإن البنج النصفي قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية المزعجة، وهي:
- انخفاض ضغط الدم.
- الحكة الخفيفة.
- الصداع.
- رد الفعل التحسسي للمخدر النصفي، وعادةً ما يظهر في صورة أحد الأعراض السابقة، ولكن بصورة شديدة وغير محتملة.
أما عن مضاعفات البنج النصفي التي عادة تكون نادرة، فهي:
- نزيف (ورم دموي).
- صعوبة التبول والتهاب المثانة.
- انخفاض ضغط الدم الشديد.
- عدوى قد تظهر في شكل خراج.
- تلف العصب نتيجة الحقن في موضع خاطئ.
- نوبات تشنجية.
هنا تظهر ضرورة إخبار الطبيب بأي أدوية كنتِ تتناولينها في فترة الحمل، وما إذا كنتِ تعانين من أي حالة صحية مزمنة أو حساسية تجاه أدوية بعينها.
استعرضنا معكِ عزيزتي طرق علاج صداع البنج النصفي، إذا لم تستجيبي للعلاجات السابقة فيجب استشارة الطبيب، ليستبعد حدوث تسمم للحمل بعد الولادة، الذي قد تتعرض له الحامل في حالات نادرة، وينتج عنه ارتفاع ضغط الدم لدى الأم قبل الولادة، ويكون المتسبب في هذا الصداع الحاد.
الولادة وما بعدها من أكثر المراحل التي تحتاج فيها المرأة إلى الدعم، خاصة إذا كانت أمًّا لأول مرة، اعرفي كل ما تحتاجين إليه من نصائح حتى تعبري هذه المرحلة بأمان في قسم الولادة.