لا شيء يزعج أي أم أكثر من رؤية طفلها يتألم، لكن أحيانًا يكون الألم جزءًا طبيعيًا من النمو، كآلام التسنين، ويكون دورنا في هذه الحالة التخفيف منها قدر الإمكان، ومساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة بسلام، لذا سنذكر لكِ في هذا المقال علامات عديدة تدل على ظهور أسنان رضيعكِ مبكرًا، وستتعرفين على أفضل مسكن لآلام التسنين عند الأطفال، وكثيرٍ من الطرق المنزلية لتخفيف هذه الأعراض لدى طفلكِ الرضيع.
متى سيبدأ طفلكِ الرضيع في التسنين؟
يختلف هذا الأمر من طفلٍ لآخر، لكن غالبًا ما يبدأ التسنين عند الأطفال الرضع في الشهر السادس من العمر، لكن هناك بعض الحالات المختلفة، فبعضهم يولدون بأسنان في أفواههم، وبعضهم تظهر عليهم أعراض التسنين المبكر في الشهر الرابع أو قبل ذلك، هناك أيضًا بعض الأطفال الرضع الذين يتأخّرون في التسنين، وقد يظهر لديهم السِن الأول بعد إتمامهم لعامهم الأول، ما يجعل كثيرًا من الأمهات يتساءلن حول إمكانية تسريع التسنين عند الأطفال، لكنّ كل هذه الحالات طبيعية، ولا تعبّر عن أي مشكلة عادةً.
أما بالنسبة لترتيب ظهور الأسنان عند الأطفال، فإليكِ الترتيب الغالب لدى معظم الأطفال، وعمر طفلكِ المتوقّع عند ظهور كل منها:
الأسنان وفقًا لترتيب ظهورها | العمر المتوقع لظهورها |
القواطع السفلية | تظهر عادةً بين الشهر الخامس والسابع. |
القواطع العلوية | تتبع القواطع السفلية، وتظهر عادةً بين الشهر السادس والثامن. |
القواطع الجانبية العلوية | تظهر بين الشهر التاسع والحادي عشر، وتتوزّع كل واحدة منها على كل جانب من جوانب القواطع العلوية. |
القواطع الجانبية السفلية | تظهر بين الشهر العاشر والثاني عشر، وتتوزّع كل واحدة منها على كل جانب من جوانب القواطع السفلية. |
الضروس الأولى | بين السنة إلى السنة و4 أشهر. |
الأنياب | بين سنة و4 أشهر إلى سنة و8 أشهر. |
الضروس الثانية | بين سنة و8 أشهر إلى سنتين ونصف. |
اقرئي أيضًا: 7 وصفات للرضع مناسبة للتسنين
كيف تظهر أعراض التسنين على طفلكِ الرضيع؟
قد لا تظهر على طفلكِ أية أعراض عند ظهور بعض الأسنان، ويمرّ الأمر بسلام وتُفاجئين بظهور الأسنان الجميلة اللامعة دون أي مشكلات، وأحيانًا تظهر أعراض خفيفة على طفلكِ، أو تشعرين أنه منزعج، أو يعاني خطبًا ما، لكن دون أعراض شديدة، وأحيانًا تكون الأعراض لدى طفلكِ شديدة السوء، أو يعاني أكثر من عرضٍ معًا، وإذا كنتِ تتساءلين متى تنتهي أعراض التسنين! فإنها لا تختفي إلا بظهور الضروس الثانية لطفلكِ، وسنذكر لكِ في السطور القادمة أشهر هذه الأعراض بالتفصيل:
بكاء طفلكِ الرضيع وهيجانه
بكاء طفلكِ وتهيجه من أعراض التسنين الشائعة، فبعض الأطفال يصرخون لأوقات طويلة دون استجابة لطرق تهدئتهم المعتادة كالرضاعة، أو اللهاية، أو الهدهدة، وينبعث هذا البكاء من شعور طفلكِ بالألم، لذا قد يهدؤون عندما تقدِّمين لهم بعض المسكنات سواءً كانت موضعيةً أو فمويةً (بعد استشارتكِ لطبيب الأطفال).
سيلان لعاب طفلكِ الرضيع والعض على أمور مختلفة
سيلان اللعاب من أعراض التسنين الشائعة عند كثير من الأطفال الرضع، ويصاحب سيلان اللعاب جلب أيديهم إلى أفواههم ليعضوا عليها، وبعضهم يعض على أي شيء يوجد في محيطه، لذا عليكِ الحذر من وجود الأحذية أو أي أشياء ملوثة بجوار طفلكِ، واحرصي على تنظيف ألعابه وتعقيمها، ووفّري له أدوات وألعاب طريةً ليعضّ عليها.
تورم لثة طفلكِ الرضيع واحمرارها
عندما يبكي طفلكِ الرضيع دون أسباب، وتلاحظين سيلان لعابه، والعض على كل شيء في محيطه، افتحي فمه بعناية، وانظري إليه، غالبًا ستلاحظين احمرار اللثة وتورّمها والتهابها، وقد يكون ذلك دليلًا على اقتراب ظهور السِن في فمه، وقد تلاحظين أن رائحة فم طفلكِ عند التسنين سيئة نتيجة للالتهاب.
تغييرات في أنماط نومه وأكله للطعام
فقدان الشهية أحد أعراض التسنين الشائعة، فقد يرفض طفلكِ الطعام الصلب بعد قبوله، وقد يرفض الرضاعة أحيانًا، أو يعض على صدركِ من ألم اللثة، وإذا كنتِ تقدمين له طعام الأصابع، فقد يعضّ الطعام البارد ثم يلقي به في الأرض، كما تتغير أيضًا عادات طفلكِ في النوم، فقد ينام عدد ساعات أقل خاصةً ليلًا، ويقضي ليله باكيًا.
ارتفاع طفيف في درجة حرارة طفلكِ الرضيع
يشيع أن التسنين يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأطفال الرضع، لكن في هذه الحالة يكون الارتفاع طفيفًا جدًا، ولا يصل إلى 38 درجة مئوية عادةً.
ظهور الطفح على جلد طفلكِ الرضيع
بعض الأطفال الرضع يظهر لديهم طفح جلدي خلال التسنين، وغالبًا ما يظهر على المنطقة حول الفم والخدين، فهي أكثر الأماكن عرضةً لذلك بسبب سيلان اللعاب باستمرار، وكذلك منطقة الحفاض من المناطق التي تتعرّض للطفح الجلدي والالتهاب بسبب التسنين.
إصابة طفلكِ الرضيع بالسعال والإسهال
قد تُصاحَب أعراض التسنين إصابة طفلكِ بالسعال والإسهال، لكنّ التسنين ليس السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض، وإنما ضعف المناعة المصاحب له، ممّا قد يتسبب بإصابة طفلكِ بالعدوى.
اقرئي أيضًا: ما أسباب تأخر التسنين عند الرضع؟
هل الأعراض السابقة قد تدل على إصابة طفلكِ الرضيع بالإنفلونزا وليس التسنين؟
بعض الأعراض السابقة قد تكون نتيجةً لتعرض الطفل لعدوى فيروسية كالإنفلونزا أو البرد، وأشهر هذه الأعراض ارتفاع درجة الحرارة، إذ غالبًا ما يحدث بسبب العدوى، وكما ذكرنا سابقًا، قد ترتفع حرارة طفلكِ خلال التسنين، ولكنها لا ينبغي أن تزيد عن 38 درجة مئوية، وفي حال وصولها إلى هذه الدرجة، خاصةً عند الترافق مع أعراض أخرى على طفلكِ، مثل الإسهال، وسيلان الأنف، والكحة، غالبًا لا يكون التسنين وراء هذا الارتفاع، بل قد يكون عدوى فيروسية أو بكتيرية مصاحبة للتسنين.
وقد يصاب طفلكِ أيضًا بالإسهال المصاحب للتسنين بسبب التقاطه لأي شيء ملوث من الأرض والعض عليه، كما أن بكاء طفلكِ الشديد أو تهيّجه قد يكون نتيجةً لإصابته بمرضٍ ما وليس التسنين فقط، لذا إذا لاحظتِ ظهور أي من هذه الأعراض السابقة على طفلكِ، ننصحكِ بزيارة الطبيب في أسرع وقت.
ماذا يمكنكِ فعله لتخفيف ألم التسنين لدى طفلكِ الرضيع؟
توجد بعض العلاجات المنزلية والموضعية التي قد تساعد على تخفيف ألم الأسنان عند طفلكِ، إليكِ بعضها:
- تدليك لثة الطفل: دلكي لثة طفلكِ بإصبعكِ بعد غسله وتنظيفه تمامًا، أو بقطعة قماش قطنية باردة، إذ يمكنكِ تبريدها في الثلاجة أو المُجمّد.
- تقديم الطعام للبارد للطفل: قدّمي لطفلكِ طعام أصابع بارد (إذا وصل للسن المناسب لتناول الطعام الصلب)، فما عليكِ إلا تقطيع الخضراوات، كالجزر، والخيار، أو الفاكهة، كالتفاح على شكل أصابع، ووضعيا في الثلاجة، ثم قدِّميها لطفلكِ.
- ألعاب العض: ضعي الألعاب في الثلاجة لتبرد، ثم قدّميها لطفلكِ ليعض عليها، واحرصي على تنظيفها جيدًا.
- مسكنات الألم الآمنة: استشيري طبيب الأطفال أو الصيدلاني لإعطاء دواء الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين (Paracetamol) لطفلكِ، فهو أفضل مسكن لآلام التسنين عند الأطفال الرضع، وإذا لم يستجب طفلكِ له، قد يُوصي الطبيب بإعطاء دواء الآيبوبروفين (Ibuprofen) لطفلكِ.
علاجات عليكِ تجنبها عند تسنين طفلكِ الرضيع!
من العلاجات التي يجب عليكِ تجنبها عند تسنين طفلكِ الرضيع ما يأتي:
- مسكنات الألم الموضعية، إذ يُنصح بتجنب مسكنات الألم الموضعية التي تحتوي على الليدوكايين (Lidocaine) والبينزوكايين (Benzocaine) لطفلكِ، إذ إن تأثيرها غالبًا ما يكون مؤقتًا، ما يضطركِ إلى إعادة استخدامه مرات عديدة، وقد يبلع طفلكِ منه في هذه الحالة كميات كبيرة، ما قد يسبب له العديد من الأضرار.
- الأعشاب، فلا توجد معلومات كافية متوفرة لضمان استخدام أي عشبة للتخفيف من آلام التسنين للأطفال، لذا ينبغي لكِ تجنب إعطائها لطفلكِ.