مرحلة التسنين من المراحل المؤلمة التي يمر بها رضيعك، فلا يتوقف عن البكاء لفترات طويلة في الليل والنهار من شدة آلام أسنانه حتى أن الرضيع يفقد الكثير من الوزن في هذه الفترة لعدم رغبته في الطعام بسبب هذه الآلام.
وبالطبع لا تتحمل الأم رؤية آلام طفلك دون اتخاذ اللازم واللجوء إلى كل ما يخفف عنه، فتلجأ كثير من الأمهات لجل التسنين لتسكين آلام أسنان الرضع، فهل هذا التصرف صحيح؟ وهل هناك مضار لجل التسنين؟ وما مسكنات التسنين الأخرى التي يمكن استخدامها؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
ما هو جل التسنين؟
جل التسنين هو جل حلو المذاق يتم وضعه على موضع الألم بداخل الفم فيقوم بتسكين الآلام لاحتوائه على ليدوكايين بنسبة 2%، الذي يندرج تحت عائلة المخدرات الموضعية، فيقوم بتسكين ألم الأسنان في الحال، ولكن سرعان ما يزول التأثير بعد أقل من ساعة لأن الطفل يقوم بابتلاع الجل مع اللعاب، فيترك تأثيرًا خفيفًا.
ولكن هل ابتلاع الطفل لليدوكايين أمر عادي؟ هذا ما ينقلنا لمخاطر جل التسنين التي يجب النظر إليها باهتمام.
ما أضرار جل التسنين؟
تستخدم الأم جل التسنين من فترة 5 شهور، عند بدء مرحلة التسنين، وحتى عمر الثلاث سنوات عندما تكتمل أسنان الطفل، وتنتهي فترة الألم. وتلك الفترة طويلة جدًا. أثناء فترة التسنين الحادة تقوم الأم بدهن جل التسنين عدة مرات في اليوم، وعندما يذهب تأثير المخدر ويبكي الرضيع تعيد استخدامه لتسكين الآلام، وكان من المعروف أن لجل التسنين بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل الإحساس بالتنميل أو الحرقان أو الوخز، وهي غالبًا أعراض تسبب بكاء الرضيع عند وضع الجل، وكانت هذه هي كل الآثار الجانبية المتعارف عليها.
ولكن في كل مرة يبتلع الطفل كمية بسيطة جدًا من الجل مع لعابه، ما يؤدي إلى ابتلاع الطفل جرعة عالية من الليدوكايين على مدار تلك الفترة، والتي تسبب مشكلات خطيرة جدًا للطفل، منها:
- نوبات تشنج.
- أضرار بالجهاز العصبي.
- مشكلات بالمخ.
- اضطرابات بالقلب.
- وربما الوفاة.
الأمر ليس حديثًا، فقد رصدت الـFDA، منظمة الدواء العالمية، في عام 2014، 22 حالة رضيع تضررت من استخدام جل التسنين حيث أصابها مضاعفاته، من بين عمر 3 شهور ونص، حتى عمر الـ3 سنوات، وأصدرت بيانًا بوقف استخدام جل التسنين الذي يحتوي على ليدوكايين لتسكين آلام أسنان الرضع.
كما أعلنت أيضًا قبلها بعدة أعوام ارتباط استخدام جل التسنين، بحدوث مرض الميتهيموجلوبينيميا Methemoglobinemia، وهو مرض يسبب نقص قدرة كرات الدم الحمراء على حمل الأكسجين إلى مختلف أنسجة الجسم، وهي حالة يمكن أن تصل إلى مراحل حادة تهدد حياة الإنسان. وتشمل أعراضه:
- صعوبة في التنفس.
- الإحساس بالتعب.
- فقد القدرة على التركيز، مع زيادة النبض أحيانًا.
وتزيد احتمالات الإصابة عند الأطفال، الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
لذلك، لا تحاولي أبدًا استعمال جل التسنين، إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، واقصري الاستعمال عند الضرورة، ولا داعي للتكرار فمرتين يوميًا كافية أو 3 مرات بحد أقصى.
هل هناك بديل لجل التسنين؟
إذا، هل العمل أن نترك الطفل يعاني من آلام الأسنان طوال فترة عامين ونصف من التسنين؟ بالطبع لا، ولكن هناك وسائل عديدة أخرى لتسكين آلام التسنين دون استخدام الجل.
يمكن تسكين آلام تسنين الرضع عن طريق:
- استخدام العضاضة المائية أو العضاضة السيليكون، فالضغط على اللثة يساعد الطفل على تسكين الألم، وأيضًا يمكنك تركها في الثلاجة لفترة قصيرة لتكون باردة على لثة الطفل، ما يحسن احساسه بالألم ويشعره بلطف.
- ادخال الأطعمة الصلبة الباردة أو المثلجة للطفل، كالخضروات والفواكه مثل شرائح الخيار فهو الأنسب لطراوته النسبية حتى لا يسبب شرقان، فيقوم الطفل بمحاولة أكلها عن طريق المص والضغط عليها بلثته، تسكن الألم ولا تصيبه بأي ضرر.
- يمكنك استخدام الأعشاب المهدئة المناسبة للطفل في هذه السن الصغيرة، فتقوم بتهدئة آلامه.