اضطراب طيف التوحد إعاقة في النمو ناتجة عن اختلافات في الدماغ. لا يعرف العلماء بالضبط ما الذي يسبب هذه الاختلافات لمعظم الأشخاص المصابين بالتوحد، وغالبًا لا يوجد شيء في الشكل يميز المصابين بالتوحد، لكنهم قد يتواصلون ويتفاعلون ويتصرفون ويتعلمون بطرق تختلف عن الآخرين. على الرغم من أنه يمكن تشخيص التوحد في عمر 18-24 شهرًا فلا يجري تشخصيه عادة حتى 4-5 سنوات، لأنه من السهل عدم ملاحظة علامات التوحد المبكرة. ولا شك أن التشخيص المبكر يساعد على التدخل المبكر وتحسين فرص توجيه الطفل وتعليمه والتحكم في تطور الحالة. في موضوعنا نتعرف إلى علامات التوحد عند الأطفال عمر سنة، كما نتناول خطوات التعامل مع التوحد في هذه السن.
علامات التوحد عند الأطفال عمر سنة
قد يكون تشخيص التوحد صعبًا نظرًا إلى عدم وجود فحوصات طبية أو اختبارات دم لتشخيصه، ويعتمد التشخيص على الأعراض أو السمات السلوكية. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بفحص جميع الأطفال للكشف عن التوحد في عمر 18 و24 شهرًا. إذا لم يكتشف مبكرًا، يمكن أن تكون للعلامات المبكرة للتوحد تأثير متتالٍ على نمو الدماغ وتؤدي إلى عجز اجتماعي ولغوي وإدراكي كبير، فضلًا عن السلوكيات الصعبة. إليك مجموعة علامات مبكرة تشير إلى احتمالية إصابة طفلك بالتوحد:
- من الصعب جعل طفلك ينظر إليك.
- نادرًا ما يشاركك المتعة، الطبيعي أن يشارك الأطفال المتعة معك بسهولة بالابتسام أو الضحك والنظر إليك. يبتسم بعض الأطفال المصابين بالتوحد ليُظهروا أنهم سعداء لكن لا يشاركون متعتهم، بينما يُظهر بعضهم الآخر قليلًا من تعبيرات الوجه ونادرًا ما يبتسمون لذلك قد لا تعرفين متى يكونون سعداء.
- نادرًا ما يشاركك اهتماماته، يتوق الأطفال إلى مشاركة اهتماماتهم معك، أولاً بإيماءات مثل الإشارة، ثم باستخدام الأصوات والكلمات، لاحظي ما ينتبه إليه طفلك لمعرفة ما يهتم به.
- نادرًا ما يستجيب لاسمه، يستجيب الأطفال بسهولة لبعض التفاعلات، مثل: النداء عليه أو "تعال إلى هنا" أو مد ذراعيك، أو لوّح "وداعًا" في أثناء مغادرتك، أو انظر إلى المكان الذي تشير إليه، بينما لا يستجيب بعض الأطفال المصابين بالتوحد بالنظر إلى المكان الذي تشيرين إليه وبدلًا من ذلك ينظرون إلى يدك.
- الاستخدام المحدود للإيماءات، يتوق الأطفال الطبيعيون إلى لفت انتباهك إلى الأشياء التي يهتمون بها باستخدام الإيماءات والإشارة في عمر 12-14 شهرًا، وهذه الإيماءات المبكرة تساعد على تطور الكلمات.
- استخدام يدك كأداة، يتعلم الأطفال استخدام مجموعة متنوعة من الحركات من 9 إلى 16 شهرًا، مثل الإعطاء والوصول ورفع الذراعين والتلويح والإشارة، ونظرًا إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يكون لديهم استخدام محدود لهذه الإيماءات المبكرة، فقد يطورون طرقًا غير عادية للتواصل، مثل استخدام يدك كأداة.
- يهتم بالأشياء أكثر من الناس، يتوق الأطفال الطبيعيون إلى التفاعل مع الناس واستخدام الأشياء كطريقة لجذب انتباهك، بينما قد يُظهر الأطفال المصابون بالتوحد اهتمامًا مفرطًا بأشياء أو أنشطة معينة ويمكن أن يعلقوا أو يركزوا بشكل مفرط عليها. يمكن أن يؤدي الاهتمام الشديد إلى اكتساب مهارات متقدمة بالنسبة لسنهم، مثل البناء باستخدام الكتل، أو تعلم أشكال الحروف والأرقام.
- يستخدم طرقًا غير عادية لتحريك أصابعه أو يديه أو جسده، قد يظهر الأطفال المصابون بالتوحد تصلبًا غير عادي في أصابعهم أو طرقًا غير معتادة لتحريك أيديهم أو أجسادهم.
- يكرر حركات غير عادية، قد يكرر الأطفال المصابون بالتوحد حركات غير عادية بأشياء مثل الدوران أو التذبذب، أو القرقعة والدحرجة، أو غيرها من الإجراءات غير المعتادة بالنسبة لأعمارهم.
- شديد التركيز أو التعلق بأشياء غير عادية بالنسبة لسنه أو التعلق بها، مثل قطع القماش الطويلة أو الأواني أو السلاسل أو الصخور أو العصي أو المياه المتدفقة أو الأدوات التي يمكنهم تفكيكها وتركيبها معًا.
- يظهر رد فعل غير عادي، فقد يكون حساسًا للغاية أو غير حساس على الإطلاق للروائح والأصوات والأضواء والقوام واللمسات، وقد يكون متحمسًا للغاية بشأن صفحة في كتاب أو يمسك بيديه على أذنه استجابةً للأصوات العالية، أو يرفرف بيديه إلى أضواء معينة. يُظهر اهتمامًا قويًا جدًا بالتجارب الحسية غير العادية، مثل الاحتكاك المفرط ببعض الأشياء ذات القوام المشترك، أو لعق الأشياء.
- يلعب بأجزاء من الألعاب بدلًا من اللعبة بأكملها (على سبيل المثال: تدوير عجلات شاحنة لعبة).
- لا يبدو أنه يشعر بالألم.
- ينظر أو يحدق بطريقة غير معتادة، أو ينظر إلى الأشياء من زوايا غير عادية.
علاج التوحد عند الأطفال عمر سنة
أفضل ما يمكنك فعله لطفلك المصاب بالتوحد بدء العلاج على الفور. اطلبي المساعدة بمجرد أن تشكي في وجود خطأ ما، لا تنتظري لتري ما إذا كان طفلك سيواجه مشكلة لاحقة أو لا، لا تنتظري حتى التشخيص الرسمي، فكلما حصل الأطفال المصابون بالتوحد على المساعدة مبكرًا، زادت فرصتهم في نجاح العلاج، فالتدخل المبكر هو الطريقة الأكثر فاعلية لتسريع نمو طفلك وتقليل أعراض التوحد على مدى العمر.
عندما يتعلق الأمر بعلاج التوحد، فهناك مجموعة متنوعة ومذهلة من العلاجات والأساليب، يركز بعضها على الحد من السلوكيات الإشكالية وبناء مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية، بينما يتعامل بعضها الآخر مع مشكلات التكامل الحسي والمهارات الحركية والقضايا العاطفية والحساسيات الغذائية.
مع وجود عديد من الخيارات، من المهم للغاية إجراء البحث والتحدث إلى خبراء علاج التوحد وطرح الأسئلة. لكن ضعي في اعتبارك أنه ليس عليك اختيار نوع واحد فقط من العلاج، يجب أن يكون الهدف علاج مجموعة فريدة من الأعراض والاحتياجات لطفلك، ويتطلب هذا غالبًا نهجًا علاجيًا مشتركًا يتضمن عدة أنواع مختلفة من العلاج.
تشمل علاجات التوحد الشائعة العلاج السلوكي، وعلاج النطق واللغة، والعلاج القائم على اللعب، والعلاج الطبيعي، والعلاج المهني، والعلاج الغذائي. لكن ضعي في اعتبارك أن الروتين مهم ويجب تصميم البرنامج بطريقة يمكن أن تستمر. كما يجب أن تفكري في المهارات والسلوكيات الأكثر أهمية وأن تتعاملي معها أولًا، فقد لا يكون من الممكن معالجة كل شيء مرة واحدة.
ختامًا، وبعد معرفتك علامات التوحد عند الأطفال عمر سنة، قد لا تكون أي من هذه العلامات وحدها مشكلة، لكن وجودها معًا قد يشير إلى الحاجة إلى إجراء فحص أو تقييم. إذا أظهر طفلك 8 أو أكثر من هذه العلامات المبكرة، فاطلبي الإحالة للتقييم التشخيصي، وتحدثي إلى طبيب طفلك على الفور.
يمكنك عزيزتي الأم معرفة مزيد من الموضوعات عن تغذية الصغار وصحتهم على موقع "سوبر ماما" من هنا.