تربية الأطفال من الأمور الصعبة التي تحتاج إلى كثير من الحكمة والصبر والفهم، لا سيما في السنوات الخمس الأولى من عمره، والتي تتكون فيها سلوكياته ويسعى إلى اكتشاف العالم من حوله، لذا تجد أمهات كثيرات، خاصة الجدد منهن صعوبة في تشكيل شخصية الطفل والتحكم في سلوكياته، في هذا المقال إليكِ مجموعة من أهم مظاهر سلوك الطفل في عمر خمس سنوات وكيفية تربيته على أسس سليمة، بالإضافة إلى بعض النصائح المجربة التي يمكنك اتباعها للتخلص من التصرفات الخاطئة.
سلوك الطفل في عمر خمس سنوات
هناك قاعدة تقول إن سلوك الأطفال انعكاس لسلوك الأبوين وتصرفاتهما معه، ورغم خروج عديد من الأصوات التي ترفضها فإن كثيرين من الآباء والأمهات دائمًا في قلق من أن يتعدى الطفل في سلوكه المعايير الأخلاقية التي وضعها الوالدان، لكن اعلمي عزيزتي أن جميع الأطفال يخطئون وأن دورك يتمثل فقط في تعليم طفلك ضبط النفس وكيفية التصرف في موقف معين، وفي ما يلي بعض المعايير التي تتحكم في سلوكيات طفلك في هذه السن:
- اللعب والتعلم: يحتل اللعب والتعلم الصدارة في مظاهر سلوك الطفل بعمر الخمس سنوات، ولكن يتطور الأمر عن المراحل السابقة في كيفية التعلم وبناء المهارات الاجتماعية والعاطفية، إذ أصبح اللعب التخيلي لطفلك الآن أكثر تعقيدًا، ومليئًا بكثير من الخيال، فقد تلاحظين أيضًا أن طفلك يمكنه اللعب مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك عكس السابق، عندما كان يتمسك بألعابه المفضلة والأشياء الأخرى ولا يريد مشاركتها مع الآخرين، كما قد يكون طفلك قادرًا أيضًا على حل الأمور التي تواجهه في أثناء اللعب، وربما يصبح اجتماعيًا بصورة أكبر، فيفضل اللعب مع الأصدقاء بدلًا من اللعب بمفرده.
- القدرة على التعبير عن مشاعرهم: في هذه السن الصغيرة، يمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم، فتجدي طفلك قادرًا على التعبير عن أحاسيسه المختلفة، مع احتياجه إلى المساعدة للتعبير عن المشاعر الصعبة كالإحباط أو الغيرة، وغالبًا ما يكون لديه سيطرة أفضل على مشاعره، وقد تقل نوبات الغضب والحزن غير المتوقعة التي كان يتعرض لها بشكل متكرر في المراحل السابقة.
- الخوف: قد يؤدي فهم طفلك المتزايد للعالم من حوله إلى بعض المخاوف، مثلًا قد يخاف بعض الأطفال من الأشياء الخارقة للطبيعة (مثل الأشباح) أو النقد أو الاختبارات أو الفشل أو الأذى الجسدي أو التهديد.
- التفكير: يمكن للأطفال في سن الخامسة الانتباه فترة أطول الآن، فتجدينهم يفهمون بعض المفاهيم البسيطة المتعلقة بالوقت مثل (اليوم ، وغدًا ، وأمس) ، ويعرفون الفصول، ويتعرفون على بعض الكلمات عن طريق البصر، ويحاولون نطق كلمات بعينها.
أي إن الطفل يحاول الاستقلال وإظهار شخصيته مع احتمالية أن يسيطر عليه الشعور بالخوف من كيفيّة التعامل مع العالم المحيط من أصدقائه وأقاربه والمعلمين والأطفال الآخرين، وهنا يأتي دورك في توجيهه وتعليمه كيفية التصرف مع الحرص على تقويم سلوكه.
التخلص من السلوكيات الخاطئة للأطفال
لا يوجد طفل طبيعي في العالم أجمع لا يمارس واحدة من تلك السلوكيات الخاطئة التي يرفضها الآباء والأمهات، إذ إن الأطفال في سن الخامسة بطبيعتهم يرغبون في لفت الانتباه كطريقة لإثبات وجودهم، وفي ما يلي بعض النصائح المجربة التي يمكنك اتباعها لتساعدك على التخلص من سلوكيات طفلك الخاطئة في عمر السنوات الخمس:
- حددي السلوكيات الخاطئة التي يحتاج طفلك إلى تعديلها، وحاولي قدر الإمكان تحليل الأسباب التي دفعته لارتكابها وتقويم سلوكه بالصورة الصحيحة.
- تحدثي مع طفلك بطريقة تناسب طبيعته العمرية، لا تظني أن طفلك في هذه المرحلة العمرية لا يفهم أو يستوعب، بالعكس طفلك قادر على فهمك منذ السنة الأولى من عمره، ومع تكرار التوجيهات إليه بطريقة هادئة وثابتة سيبدأ تدريجيًا التوقف عن ممارسة السلوكيات التي تغضبك.
- لا تحاولي محاسبة طفلك أو توبيخه على سلوكياته الخاطئة أمام أحد، بل انفردي به حتى لا تؤثري في شخصيته.
- عززي السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها طفلك، من خلال الشكر والمدح، مع إمكانية استخدام الهدايا المعنوية أو المادية، ولا تخادعيه في وعودك أو تتراجعي في قرارتك.
- تحلي بالصبر عند التعامل مع السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الطفل، أعلم أن هذه المهمة ليست سهلة، لأن السلوكيات السلبية للأطفال بعمر الخمس سنوات معقدة وتسبب في شعورك بالغضب والإحراج في كثير من الأوقات، لكن الطفل في تلك المرحلة يحتاج إلى تكرار التوجيهات عليها مررًا وتكررًا حتى يتخلص من العادات السيئة التي تغضبك.
وبعد تعرفك إلى سلوك الطفل في عمر خمس سنوات، حاولي قدر الإمكان التحكم في أعصابك عند التعامل معه، ولا تصرخي في وجهه أبدًا، فإن صراخكِ لن يحل المشكلة ولن يجعله يمارس ما يعجبك، واستبدلي بذلك التواصل والنظر في عينه.
يمكنك عزيزتي معرفة المزيد من الموضوعات حول رعاية الصغار على موقع "سوبر ماما" من هنا