كما نعلم جميعًا، لا يأتي الأطفال مع دليل التعليمات ومع ذلك إذا كان هناك دليل واحد يناسب الجميع فإن فصل "كيف أجعل طفلي ينام" سيكون بالتأكيد الأكثر قراءة والأكثر تمييزًا في هذا الدليل، ربما تبدو فكرة نوم طفلك خلال الليل وكأنها أحلام يقظة بالنسبة إليك، تعاني معظم الأمهات من صعوبة وقت النوم في مرحلة ما من حياة أطفالهن، وقد تلجأ بعض الأمهات والآباء اليائسين الذين يسعون إلى حل سريع لمشاكل نوم أطفالهم إلى استخدام دواء منوم للأطفال الرضع، لتجاوز هذه المشكلة، وأحيانًا قد يفكر فيه الآباء أيضًا في بعض المواقف التي قد يسبب فيها الطفل إحراجًا لهم ويكون مصدرًا لإزعاج من حوله، مثل رحلات السفر بالطائرة، أو غيرها، سنتناول مدى صحة هذا التصرف، ونتعرف كذلك إلى وسائل أخرى تساعدك على تنويم طفلك الرضيع.
هل هناك دواء منوم للأطفال الرضع؟
حتى الآن لا يوجد أي عقاقير معتمدة من إدارة الغذاء والدواء FDA تهدف إلى تعزيز النوم عند الأطفال الرضع والأطفال الصغار، لكن هناك بعض أدوية الأطفال التي تستخدم في حالات طبية أخرى، ويكون أحد آثارها الجانبية أنها تسبب النعاس للطفل الرضيع، وقد تلجأ بعض الأمهات لهذه الأدوية في حالات غير مرضية للاستفادة من هذا الأثر الجانبي، ظنا منهن أنهن لا يعطون أطفالهن شيئًا قويًا وإنما فقط الأدوية اليومية، مثل مضادات الهيستامين أو جرعة مناسبة للعمر من الباراسيتامول، وكلاهما يستخدم بانتظام من قبل الآباء للأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من الأوجاع والآلام في أثناء نموهم، ابتداء من التسنين إلى الفيروسات والحمى التي يصابون بها من الأطفال الآخرين في الحضانة مثلًا.
الحقيقة أن النعاس ليس من الآثار الجانبية المعروفة للباراسيتامول السائل، فهو مسكن للألم مفيد في مكافحة آلام التسنين أو الحمى، وبالتالي يساعد الأطفال المصابون على النوم بجعلهم مرتاحين، فتظن بعض الأمهات أن النعاس أثر جانبي له لهذا السبب.
على النقيض من ذلك فهناك بعض أنواع من مضادات الهيستامين تكون بالفعل مهدئة ومسببة للنعاس لدى الأطفال، فمضادات الهيستامين مثل البروميثازين، المتوفرة دون وصفة طبية والتي تُعطى للحساسية أو دوار الحركة يكون لها تأثير في جعل طفلك نعسان إلى حد بعيد في معظم الأوقات، لكن الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون لهذه الأدوية تأثير معاكس تمامًا ما يجعل طفلك مستيقظًا ومفرطًا في النشاط، كما يمكن أن تسبب مضادات الهيستامين آثارًا جانبية أخرى، مثل: الغرابة، والسلوك الصعب، والنعاس في أثناء النهار لدى بعض الأطفال.
أعشاب تساعد على النوم للرضع
إلى جانب حقيقةدواء منوم للأطفال الرضع، في بعض الأحيان قد تساعد علاجات النوم العشبية طفلك على النوم بسرعة أكبر، وتشمل أهم الأعشاب التي يمكنك استخدامها:
- اللافندر: غالبًا ما يستخدم الزيت الأساسي المستخرج من أزهار اللافندر العطرية لعلاج الأرق وتعزيز النوم للأشخاص من جميع الأعمار بما في ذلك الأطفال الرضع، لذا استخدمي اللافندر لتعزيز النوم لدى طفلك عن طريق إضافة زيت اللافندر إلى حمام المساء، وعلى الرغم من أنه يمكنك وضع قطرة واحدة من الزيت العطري مباشرة في ماء حمام طفلك، فإن الخيار الأسهل والأكثر أمانًا هو شراء منتجات حمام الأطفال التي تُدرج اللافندر ضمن المكونات، لكن انتبهي أن هناك احتمال أن يكون طفلك يعاني من حساسية من اللافندر حتى عند استخدامه موضعيًا، لذا فأنت بحاجة إلى مراقبة أي علامات للحساسية، مثل: الصداع والغثيان والقيء والقشعريرة، وإذا ظهرت على طفلك أي أعراض فعليك التوقف عن الاستخدام وطلب العناية الطبية على الفور.
- البابونج: كثيرًا ما يقترح المعالجون بالأعشاب البابونج كمساعد عشبي آمن على النوم للأطفال، ويتوفر هذا النبات الذي يشبه الأقحوان في مجموعة متنوعة من الأشكال بما في ذلك المرهم الموضعي والزهور المجففة والمستخلص السائل وأوراق الشاي، استخدمي المرهم الموضعي، الذي غالبًا ما يضاف إلى غسول الأطفال -جنبًا إلى جنب مع اللافندر- أو أضيفي بضع قطرات من المستخلص السائل إلى ماء حمام طفلك، تحدثي إلى طبيبك حول إمكانية إعطاء طفلك شاي البابونج الخفيف، وإذا كنت تعتمدين على الرضاعة الطبيعية فكري في شرب الشاي بنفسك وسوف تنتقل فوائد البابونج المعززة للنوم لطفلك، أيضًا انتبهي لعلامات حساسية البابونج على طفلك، والتي تشمل حكة في الجلد وطفح جلديًا ومشاكل في التنفس وتورم في الحلق يمكن أن يكون قاتلًا.
- زيت أوراق الليمون (بلسم الليمون): هو عشب مميز ينتمي إلى عائلة النعناع، الأوراق هي جزء من النبات يستخدم في العلاجات العشبية، بشكل عام، تعمل أوراق الليمون بشكل أفضل عند استخدامها مع الأعشاب المعززة للنوم، لذا ابحثي عن المستحضرات التي تحتوي أيضًا على البابونج أو اللافندر إذا كنت تخططين لاستخدام التدليك لتشجيع طفلك على النوم، ويمكنك أيضًا وضع عدة قطرات من زيت أوراق الليمون العطري في حمام طفلك الصغير، احترسي من أي تغييرات مفاجئة في سلوك طفلك عند استخدام بلسم الليمون، إذا لاحظت أي علامة على وجود رد فعل تحسسي، مثل الاحمرار أو التورم أو صعوبة التنفس، فاطلبي العناية الطبية الطارئة.
خطوات تنويم الأطفال الرضع
هناك بعض الخطوات التي يمكنك الاستعانة بها للمساعدة على تنويم طفلك الرضيع ومنها:
وضع روتين منتظم لوقت النوم، قد يشمل ذلك نحو 20 دقيقة من الأنشطة الهادئة مثلا الاستحمام، وغناء تهويدة قبل النوم، وتدليك لطيف للطفل.
- تدليك الطفل الرضيع، يساعد على نوم الطفل وتقليل الاستيقاظ ليلًا.
- ملامسة جلدك لجلد الطفل، تعتبر وسيلة مساعدة على نوم الطفل الرضيع.
- تقميط الطفل الرضيع يمكن أن يكون مفيدًا للمساعدة على نوم الطفل، لكن تأكدي من اتباع إرشادات السلامة، لفي الطفل في القماش أو البطانيات التي تقيد الحركة، لا تلفي طفلك بإحكام، ولا تغطي رأسه، كذلك لا تضيقي على الوركين أو تمنعي طفلك من ثني ركبته.
- التعرض للضوء في أثناء النهار يساعد على نوم الطفل الرضيع بشكل أفضل ليلًا.
- تجنب التعرض للضوء ليلًا وخاصة الأطوال الموجية الزرقاء، تؤكد الأبحاث أن التعرض للضوء في الليل يرسل إشارة قوية إلى الدماغ تعيق النوم، كما يؤخر إفراز هرمون الميلاتونين الذي يسهل الاسترخاء والنعاس.
- الاستعانة بآلات الضوضاء البيضاء، تُسوق عدد من الألعاب والأجهزة الإلكترونية على أنها "آلات صوت للأطفال"، يحتمل أن تكون فعالة، لكن كوني حذرة بشأن الحفاظ على مستوى الصوت منخفضًا خاصة إذا تم وضع الآلة بالقرب من الطفل الرضيع.
- اللهاية أو السكاتة، في الواقع لا يوجد دليل مقنع على أنها تساعد الأطفال على النوم.
- إرضاع طفلك مباشرة قبل محاولة النوم، كذلك إرضاعه في أثناء نومه بالفعل لتجنب استيقاظه في منصف الليل، من المحتمل أن تكون أكثر مساعدات نوم الأطفال الرضع موثوقية وفاعلية.