تزداد فرص إصابة الرضع بالمغص في الأشهر الأولى وهو أمر ناتج للبيئة الجديدة والغذاء الجديد الذي يعتمدون عليه في تلك المرحلة، وعلى الرغم من اشتراك جميع الرضع في الإصابة بالمغص إلا أن درجة الإصابة تتفاوت بينهم، ووجد العلماء بعد دراسات عديدة قاموا بها أن هناك علاقة مباشرة بين الحالة النفسية للأم المرضعة وإصابة الرضيع بالمغص في الأشهر الأولى، فكيف يحدث ذلك؟ هذا ما سنعرضه لكِ بالتفصيل في هذا المقال.
ما العلاقة بين سعادة الأم وصحة الطفل؟
وجدت الدراسات التي قامت في مجموعة من الولايات وعلى رأسها بنسلفانيا أن هناك علاقة طردية بين عدد الأمهات اللاتي يعانين من التوتر والقلق وانعدام السعادة في العلاقات المحيطة بهن، وبين زيادة المرات التي يصاب فيها الرضع بالمغص المتزايد في الأشهر الأولى، وأرجع الأطباء هذا الأمر بشكل مباشر إلى حالة حليب الثدي الذي يتأثر مباشرةً بنفسية الأم، فحليب الرضاعة هو العامل الرئيسي في الإصابة بالمغص عند الرضع حيث إنه مصدر الغذاء الوحيد لديهم.
(اقرئي أيضًا: 5 أشياء غير متوقعة تؤثر على إدرار حليب الرضاعة)
وأشارت النسب الناتجة عن الدراسة إلى أن الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب بعد الولادة أو ضعف في العلاقات الاجتماعية، ولا يجدن الدعم الكافي من الأهل والأصدقاء، يعاني أطفالهن من المغص بنسبة أكبر عن الأطفال الذين يعيشون مع أمهات سعيدة يتلقين الدعم من الزوج أو العائلة أو الأصدقاء ولا يشعرن بالحزن فترات طويلة خلال اليوم.
تأثير العلاقة الزوجية على صحة الطفل:
الأطفال يتأثرون بالعلاقة بين الأم والأب منذ اللحظة الأولى ومن قبل الولادة، فالأمر كله يتعلق بهرمونات الأم التي تؤثر على الجنين بشكل مباشر قبل الولادة، وحليب الرضاعة الذي يؤثر على الرضيع بعد الولادة.
الزوجات اللائي يشعرن بسعادة زوجية في العلاقة الحميمة وكل جوانب الحياة الزوجية، ويجدن من الزوج دعمًا وحبًّا وتعاونًا لا يتعرض أطفالهن للأمراض الشائعة بين الرضع ومنها المغص بشكل كبير، على عكس غيرهم من الأطفال الذين يعانون أكثر قليلًا في ظل وجود علاقات متوترة بين الأم والأب تؤثر على صحتهم.
بماذا يشعر رضيعك إذا انشغلت عنه أو تشاجرتِ مع والده؟
كيف تؤثر صحتك النفسية على رضيعك؟
في البداية يجب التأكيد على أن الحفاظ على صحتك النفسية وسعادتك هو الأمر الأكثر أهمية، والذي يجب أن يأخذ منكِ الأولوية الأولى، فلا يمكن أن يشعر من حولك بالصحة والسعادة طالما أنتِ لا تشعرين بها، لذا فأنتِ العنصر الرئيسي في المعادلة والذي لا يمكن ظهور نتيجة جيدة دون وجوده، فكل ما تشعرين به يؤثر بشكل أو بآخر على رضيعكِ.
نصائح للحفاظ على صحتكِ النفسية قبل وبعد الولادة:
- حلي فورًا أي مشكلة في العلاقة مع زوجك، وتوصلا معًا إلى حل مشترك يضمن سعادتك وراحتك النفسية حتى تستطيعي مواصلة مهام التربية باتزان نفسي.
- اطلبي الدعم من المقربين إليكِ (الأصدقاء، الزوج، الأم، الأخت، الأخ، ..إلخ)، فطلب الدعم في هذه المرحلة أمر ضروري ولا غنى عنه لتستقيم حالتكِ النفسية وتعودي إلى صحتك.
- اقتطعي لنفسك وقتًا خاصًا تقومين فيه بعمل هواية أو أي شيء تحبينه، بعيدًا عن مسببات التوتر والضغط.
- اخضعي لجلسات المساج واليوجا، فلها تأثير ساحر في تخفيف التوتر والضغط.
- استعيني بجلسات الدعم النفسي للأمهات التي تقوم بها المنظمات المختلفة، تابعي كل ما هو جديد عن هذه الجلسات وواظبي عليها إن أحببت الفكرة.
كيف لا يتحول ضيق ما بعد الولادة إلى اكتئاب؟
وأخيرًا، صحة طفلك وسعادته ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحتك وسعادتكِ، لذا يجب الاهتمام بنفسك لينشأ على يديكِ طفل ذكي وسعيد بصحة جيدة.