كل الزيجات تواجه بعض المشكلات، لكن أهم ما يحدد أثرها في العلاقة بين الزوجين كيفية التعامل معها والتغلب عليها، إلا أن كثيرًا من الأزواج يتجنبون الحديث فيها، وحل جذورها، ويعتقدون أنهم بذلك يحافظون على استمرار العلاقة دون إثارة الخلافات، لكن ما لا يعرفونه أن طريقة التعامل هذه تبعدهم عن بعضهم البعض، ومع مرور الوقت تتراكم المشاعر السلبية والمشكلات غير المعلنة، حتى يصل الأمر إلى ما يسمى الطلاق الصامت. في هذا المقال نستعرض معكِ كيفية التغلب على الطلاق الصامت، ومدى تأثيره في العلاقة الزوجية.
كيفية التغلب على الطلاق الصامت
الطلاق الصامت حالة تنشأ بين الزوجين بسبب كثرة المشكلات وتركمها دون الحديث عنها والوصول لحل جذري لها، وتبعث رسالة للطرف الآخر مفادها: "لقد توقفت عن الاهتمام بحياتي معك، وأنت لا تستحق وقتي أو اهتمامي"، ولأن لهذه الحالة أثر سلبي في الحياة الأسرية، نقدم لكِ في السطور التالية طرقًا للتغلب على هذه المشكلة قبل أن تؤدي إلى فشل الزواج:
- اعترفي بالمشكلة: الخطوة الأولى للتغلب على الطلاق الصامت الاعتراف بوجود مشكلة، وتحديد الأسباب الكامنة وراءها، ويكفي في البداية أن تعترفي أنتِ وحدكِ بها، لتكملي باقي الخطوات مع زوجكِ.
- تحدثي مع زوجكِ: تلعب المخاوف من تأثير الحديث دورًا كبيرًا في التزام الزوجين الصمت، لكن لا تدعي هذه المخاوف تؤثر فيكِ، واطلبي الحديث مع زوجكِ بكل هدوء، لتبدئي حل المشكلة.
- كوني صريحة: أخبري زوجكِ بما يدور في عقلكِ، واذكري مخاوفكِ، وكوني صريحة معه، وأخبريه بما تريدين أن يعرفه، ثم أعطيه وقته في التحدث بحرية.
- ناقشيه بهدوء دون شجار: قد يخشى زوجكِ من الحديث معكِ تجنبًا للصراع، لذا قبل أن تناقشيه أوضحي له أنكِ لا تريدين أن تتشاجري معه، بل الوصول معًا لحل، ومعرفة أسباب ابتعاد كل منكما عن الآخر، لأن الصمت يزيد المشكلة.
- ابحثا عن حلول: بعد أن كسرتِ الصمت وفتحت الباب للتواصل مع زوجكِ، فإن الخطوة التالية البحث عن حل، تبادلا الآراء، وفكرا في كيفية إعادة الاتصال بينكما، وتذكرا كيف تعودتما على أن تكونا معًا، واكتبا قائمة بكل ما تحتاجانه لحل المشكلات حسب أهميتها.
- استشيرا أخصائي علاقات زوجية: إذا وصلتِ للنقطة السابقة، ولم تشعري بتحسن في العلاقة، اطلبا المساعدة من استشاري علاقات زوجية، فربما تكون هناك مشكلات أعمق، ويجب معالجتها لاستعادة تواصلكما وتقوية العلاقة بينكما مرة أخرى.
نتائج الطلاق الصامت
ربما يظن الزوجان اللذان يختاران الصمت بدلًا من العمل على حل مشكلاتهما أنهما يمكنهما الاستمرار في العلاقة بهذا الشكل طوال العمر، ولا يدركان أن هذا الأمر له تبعات كبيرة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الطلاق الفعلي، فالصمت يمكن أن يكون أكثر ضررًا للعلاقة من الصراع والتحدث عن المشكلات، ومن آثار الطلاق الصامت:
- معاناة الأطفال من مشكلات نفسية.
- ضعف تحصيل الأطفال الدراسي بسبب المشكلات الزوجية.
- تفاقم المشكلات بين الزوجين وزيادتها.
- انفجار طرف من الأطراف بسبب تراكم الضغوط.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كيفية التغلب على الطلاق الصامت، احرصي على أن تكوني هادئة ولطيفة عند الحديث مع زوجكِ، فإذا كنتِ غاضبة لن يكون لديه دافع للاستماع إليكِ أو التوصل إلى حل معكِ، انتقي كلماتكِ جيدًا، واشكريه على مشاركته، وابذلي قصارى جهدكِ لإذابة جدار الصمت بينكما بأسلوب لطيف ودافئ، حرصًا على علاقتكما ونفسية أطفالكما.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن أسرار الحياة الزوجية، زوري قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".