الانفصال ليس أمرًا يسيرًا، بل إنه قد يكون عسيرًا ومنهكًا لجميع الأطراف، خاصةً في حالة وجود أطفال، فما يمرون به بعد الطلاق قد يجعلك تندمين على القرار، أو تفكرين في الأمر مرة أخرى، لكن إن كان الطلاق بعد بذل كل المحاولات، واستشارة أحد المتخصصين، فقد يكون القرار الأنسب لك ولأسرتكِ، لكن ضعي في اعتبارك أن الطلاق غالبًا يكون غير متوقع لأطفالك، ما قد يجعلهم يتصرفون بغرابة، لذا أهِّلي نفسك للتعامل مع تقلباتهم المزاجية، وكوني مرنة وداعمة لهم. في هذا المقال نستعرض معكِ تأثير الطلاق على الأطفال، والطريقة المثالية لتربيتهم بعد ذلك.
تأثير الطلاق على الأطفال
تأثير الطلاق في أطفالك يختلف طبقًا لأعمارهم خلال وقت الطلاق، إليكِ تفصيل ذلك:
- العجز عن الاستيعاب: إذا كان أطفالك صغارًا فقد يكونون عاجزين عن استيعاب معنى الانفصال، وكيف توقف والداه عن الحب، وقد يشعرون بالخوف من أن تتوقفي أو يتوقف والدهم عن حبهم كذلك.
- الشعور بالذنب: إذا كان أطفالك في عمر المدرسة، فقد يشعرون بالذنب، وأن الطلاق ربما يكون حدث بسبب خطأ ما ارتكبوه.
- الغضب: إذا كان أطفالك في عمر المراهقة، فقد يشعرون بالغضب والاستياء من فكرة الطلاق، والتغيرات التي قد تحدث في حياتهم بسبب هذا القرار.
- العزلة الاجتماعية: قد يتسبب الطلاق في أن ينسحب أطفالكِ اجتماعيًّا، ويتجنبون المناسبات الاجتماعية والخروج مع الأصدقاء.
- تأخر المستوى الدراسي: قد يتأثر مستوى أطفالكِ الدراسي بعد الطلاق، خاصةً من هم في عمر صغير، ويحدث ذلك بسبب شعورهم بالحزن، وقلة التركيز خاصةً خلال الشهور الأولى بعد الطلاق.
- الشعور بقلق الانفصال: قلق الانفصال مشكلة شائعة بين الرضع والصغار، لكن بعد الطلاق قد يعود طفلك إلى الشعور به مرة أخرى، ما يجعله يرغب في الالتصاق بكِ، والبكاء الشديد عندما تبعدين عن ناظره ولو لوقت قصير.
- اضطرابات النوم والتغذية: بعض الأطفال قد يتعرضون لمشكلات في تناول الطعام، أو الأرق الليلي، ما قد يتسبب في فقدانهم بعض الوزن في وقت صغير.
- الانخراط في سلوكيات خطيرة: قد ينخرط أطفالك في بعض السلوكيات الضارة، كشرب السجائر، أو إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، أو الدخول في علاقات غير ملائمة، وغيرها من السلوكيات السيئة.
قد تشعرين بقلق شديد بعد معرفتك بأثر الطلاق السلبي في أطفالك، لكن أحيانًا تكون نتيجة الاستمرار في زواج فاشل أسوأ، خاصةً إذا وصلت العلاقة بينك وزوجك لطريق مسدود، وبالطبع يمكنكِ بالتمهيد لأطفالك، والتعامل السليم مع مشاعرهم أن تعبري هذه الفترة بسلام.
تربية الأطفال بعد الطلاق
هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تربية أطفالك، والتعامل مع مشاعرهم المتضاربة بعد الطلاق، إليكِ بعضها:
- تحدثي مع زوجك عن كل ما يخص أطفالك بهدوء، سواء الأمور المادية أو المعنوية، وما يخص الحضانة وقوانينها، واحرصي على أن يكون الحديث بعيدًا عنهم قدر الإمكان.
- تحدثي مع أطفالك عن الطلاق بطريقة تناسب عمرهم، واحرصي دائمًا على أن تجيبي عن كل تساؤلاتهم وتطمئنيهم.
- احرصي على أن يظل روتين حياتهم ثابتًا قدر الإمكان، ومكان السكن والمدرسة، وغير ذلك من الأمور.
- احرصي على أن يكون لزوجك دور في تربية الأطفال، وأن يقابلهم باستمرار.
- لا تتحدثي عن أبيهم بسوء أمامهم، حتى إن كان الحديث ليس مباشرًا معهم، كالحديث في التليفون مع الأصدقاء أو الأقارب.
- تقبلي مشاعر أطفالك، واحرصي دائمًا على أن يعبروا عما يشعرون به، ويناقشونك فيه.
- ضعي قواعد التربية، وتناقشي فيها مع زوجك، إذ إنه يجب أن يشارك في هذا الأمر.
- اطلبي المساعدة والدعم من أقاربك أو أصدقائك، سواء في رعاية الأطفال لمدة من الوقت، أو الحديث معهم ودعمهم نفسيًّا.
ختامًا عزيزتي، بعد تعرفك إلى تأثير الطلاق على الأطفال، وطريقة تربيتهم والتعامل معهم بعد ذلك، ننصحك باستشارة متخصص أسري إذا كان تأثير الطلاق في أطفالك سيئًا جدًّا، ويظهر بوضوح في علاقتهم الاجتماعية أو صحتهم أو مستواهم الدراسي.
تحتاج الحياة الزوجية لكثير من الحكمة لتخطي الخلافات، تعرفي مع "سوبرماما" إلى مزيد من النصائح في قسم العلاقات الأسرية.