الطلاق من أصعب القرارات التي يتخذها الرجل والمرأة في حياتهما، واللجوء إليه غالبًا ما يكون آخر الحلول بعدما استنفد الطرفان أو أحدهما كل الرصيد الذي يمتلكه للطرف الآخر، والسؤال الذي يتردد في ذهن الكثيرات: كيف أتخذ قرار الطلاق؟ هذا المقال يجيب عن سؤالك.
كيف أتخذ قرار الطلاق؟
الطلاق ليس قرارًا يمكن اتخاذه بتهور أو دون كثير من التفكير في أسبابه ونتائجه، ولا توجد إجابة صحيحة بخصوصه، لكن هناك إجابة أقرب إلى راحتك، لذلك يجب وضع خارطة طريق وطرح أسئلة كافية تأخذين القرار بناءً عليها.
ولا تتخلي عن زواجك إلا بعد أن تسألي نفسك هذه الأسئلة وبعدها، يمكنك اتخاذ القرار أو الكف عنه:
- هل حاولتِ إصلاح العلاقة بكل الطرق؟
هناك فرق كبير بين كونك غير سعيدة في حياتك مع زوجك وكونك لا تطيقين الحياة معه.
إذا كان زواجك طبيعيا لا توجد به خيانة أو إهانة ولكنك ِغير سعيدة فيجب عليكِ طلب المساعدة وتجربة كل الطرق التي يمكن بها حل المشكلة، فقد تجدين أن مشكلتك ليست في زوجك وإنما مع نفسك، أو في التواصل مع زوجك وفهم أحدكما للآخر، وقد تكون مرحلة وستمر بعد فترة، وعندها لن يكون الانفصال سببًا في سعادتك، فكري في حل مشكلاتك بكل الطرق الممكنة قبل اتخاذ قرار الطلاق كي لا يكون زواجك ضحية مشكلة أخرى بعيدة عنه. - هل أنتِ آمنة في منزلك؟
سلامتك وأمنك أنتِ وأطفالك بالتأكيد أولوية وأهم من أي شيء، إذا كنتِ تتعرضين للأذية البدنية في أشكال مختلفة مثل الضرب والإهانة اللفظية والاغتصاب وغيرها من أنواع العنف المنزلي، فالطلاق ضرورة، ولكن إن لم تكوني في خطر مباشر فيجب عليكِ التفكير جيدًا قبل اتخاذ قرار الطلاق في كل ما يتعلق بأمانك وسلامتك أنتِ وأطفالك بعد الطلاق، كل الأشياء المتعلقة بحضانة الأطفال والموارد المالية وغيرها من الأشياء التي من الممكن أن يستغلها الزوج المسيء ضدك. - هل أنتِ غاضبة؟
يجب أن يكون اتخاذ قرار الطلاق عندما تكونين في أحسن حالاتك العاطفية استقرارًا، خصوصًا عندما يوجد أطفال، لا تقرري أي شيء في حياتك وخصوصًا الطلاق وأنتِ غاضبة نتيجة الخيانة أو الاعتداء أو غيرها من الأمور التي تمثل لكِ خطًا فاصلًا، انتظري إلى أن يذهب الغضب وتحسبي كل التفاصيل جيدًا في عقلك ثم اتخذي القرار الملائم. - هل استشرتِ المقربين والعقلاء؟
في أحيان كثيرة يكون الأهل في مجتمعاتنا الأكثر اعتراضًا على الزواج، وفي أحيانٍ أخرى يكونون داعمين، الأهل أو الأصدقاء أو حتى شخص غريب يمكن استشارته في قرارك قبل اتخاذه، بشرط أن يكون حكيمًا وعاقلًا وغير متحيز بأي شكل لأحد الطرفين.
اقرئي أيضًا: متى يتدخل الأهل بين الزوجين؟
متى يكون الطلاق أفضل حل؟
حالات بعينها يجب أن يكون فيها الطلاق القرار الأفضل، على رأسها:
- حالات العنف المنزلي بما فيها من: ضرب وإهانة لفظية واغتصاب وغيرها.
- حالات ضرب الأطفال والاعتداء عليهم.
- الخيانة.
- تدخل أهل الزوج الصارخ في حياتكم بشكل يجلب عليكما التعاسة وعدم أخذ الزوج لأي موقف تجاه هذا.
- عدم وجود حد أدنى للأمان المادي والمعنوي في العلاقة.
- انعدام الحياة الجنسية أو عدم سعادتك وتحقيق رغباتك فيها.
اقرئي أيضًا: 9 أسباب لتوقف العلاقة الحميمة
أما الحالات الأخرى قد يتفق أو يختلف فيها بعض الناس، في الحقيقة الأمر متروك تمامًا لقدرة كلا الطرفين على احتواء العلاقة ومراجعة تاريخهما معًا.
نفسية المرأة بعد الطلاق
لا تصدقي من يقول إن الطلاق يجعلك أفضل، فهو في كل الحالات يؤثر في نفسيتك بطريقة سلبية، على الأقل في الفترة التالية له، وبالتأكيد فإن هذا التأثير وقوته يختلفان باختلاف سبب الطلاق، وقوة قرارك من الداخل واقتناعك به.
في كل الأحوال إذا كان الطلاق قرارك النهائي عليكِ أن تتحملي تبعاته وتكوني على دراية كاملة ومتابعة مع طبيب نفسي، للتأكد من مرورك من المرحلة التالية للطلاق بأمان وسلامة، خصوصًا في حالة وجود أطفال سيتأثرون بكل ما يحدث بعد لحظة الطلاق أضعاف ما تتصورين.
اقرئي أيضًا: بعد الطلاق أو الترمل: كيف تتعاملين مع صغيرك؟