هل الطلاق حل مع وجود أطفال؟

هل الطلاق حل مع وجود أطفال

يحدث أحيانًا، أن يكون الانفصال أو الطلاق هو القرار السليم، لزوجين عاشا حياتهما معًا، ثم تغيرت الأحوال وتبدلت الظروف وأصبح العيش معًا كأسرة واحدة، أمر غير محتمل، عند هذه اللحظة تتقافز الأفكار والتساؤلات في ذهن كلا الزوجين ووجدانهما، فهل الطلاق حل مع وجود أطفال بينهما؟ وكيف سيواجهان مشاكل أبنائهما بعد الطلاق؟ وهل سيؤثر الطلاق في نفوس أطفالهما وتكوين شخصياتهم؟ كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى، نحاول أن نجيب عنها في هذا المقال.

هل الطلاق حل مع وجود أطفال؟

أحيانًا تصل النقاشات والشجارات بين الأبوين، إلى الحد الذي يدمر السلام النفسي وجو السكينة في المنزل. وتضطرب حياة الأبناء، فيتحول اليوم إلى هبات عواصف رعدية. ويستحيل الليل من السكون إلى موجات فزع متتالية.

في هذه الحالة، ولوقف هذا العراك وكمحاولة أخيرة ووحيدة لاستعادة السكون والهدوء إلى الأسرة، سيصبح الطلاق حلًا قاسيًا ووحيدًا للحفاظ على ما بقي من الود والاحترام بين الأبوين.

 فمن الصعب على الأبناء رؤية الأبوين -مصدر الأمان والاستقرار- يتعاركان ويتشاجران يوميًا.

آثار الطلاق على الأطفال

بعد الطلاق، يشعر الأطفال، كما يشعر كلا الأبوين، بأن فقدًا عظيمًا قد حدث، وأن زلزالًا مروعًا قد دمر بيتًا كان يومًا ما منبع الحب والحنان والأمان. وقد انشق هذا البيت إلى نصفين، بمشرط غليظ.

عادة لا يستوعب الطفل هذا الفقد وهذا الانشقاق ولا يتقبله. فالطفل، وخاصة في العمر بين أربع وعشر سنوات، ويعتمد بشكل أساسي على وجود أبوين، يلبيان احتياجاته المادية والمعنوية.

هذا الطفل يستمد من أبويه الحب والثقة بالنفس والحنان والأمان. وبالقدر نفسه، يعتمد هذا الطفل على أبويه في المأكل والملبس والعلاج. وحدوث الطلاق، يمثل في وجدان الطفل، فقد كل هذه الأشياء دفعة واحدة.

فجأة يجد الطفل نفسه يعيش في ظروف وبيئة غير اللذين اعتاد عليهما، فأحد الأبوين، غائب معظم الوقت عن البيت، والآخر أصبح غير موجود من الأصل، أو يرى الطفل أحد الأبوين مرة كل عدة أسابيع أو عدة أيام، وبالطبع، يعد ذلك تغيّرًا غير مألوف وغير مفهوم بالنسبة لطفل.

الحالة النفسية للأطفال بعد الطلاق

عادة ما يسبب الطلاق صدمة نفسية عنيفة للأطفال. ولأن الطفل لا يستطيع التعبير عما يجيش في صدره، فإن هذه الصدمة تتخذ أشكالًا عديدة:

  1. البكاء ليلًا دون سبب.
  2. التبول في أثناء النوم. وأحيانًا تبول لا إرادي في أثناء النهار.
  3. رؤية كوابيس وأحلام مفزعة.
  4. غضب الطفل المتكرر دون سبب واضح، أو العصبية والانفعال الشديد على أتفه الأسباب.
  5. الميل -قبل سن المراهقة- للانعزال. فبعض الأطفال يصيبه شعور بالذنب أو أنه تسبب بشكل ما في طلاق وانفصال والديه.
  6. ميل الأبناء -بعد سن المراهقة- إلى العنف والتمرّد والرغبة في الانفصال عن البيت. فعقل المراهق، الذي بطبيعة الحال يميل إلى التمرّد والخروج من قيد الأبوة بشكل عام، سيصبح أكثر رغبة في التمرّد والتحرر والانفصال عن البيت، كما انفصل أبواه من قبل.

مشاكل الأبناء بعد الطلاق

أشرنا إلى بعض المشاكل النفسية التي تصيب الأبناء بعد الطلاق، ولكن الطلاق له آثاره الاجتماعية على الأبناء:

  • فقد الثقة والأمان بسبب الطلاق، قد يجعل الطفل يفقد الثقة في كل من حوله، من أصدقاء ومعلمين وجيران. أو تهتز ثقة الطفل بنفسه، كما تهتز ثقته في قدرته على التكيّف مع تطورات الحياة وتغيراتها.
  • ضعف التحصيل الدراسي للأطفال الذين يصابون بالانعزال، أو المراهقين المتمردين.
  • كره أحد الأبوين، فكثير من الأزواج المنفصلين، عندما يتحدثون عن الشريك السابق، يشيرون إليه بالسوء والذم. فيكبر الطفل وهو يكره أحد أبويه. وقد يكرههما معًا.
  • تكوّن شخصية الطفل في جو من الكراهية والشحناء، قد يجعله، شخصًا كارهًا للمجتمع بأكمله.  
  • فقد القدرة على تكوين علاقات وصداقات طبيعية في المدرسة أو النادي.

دور الأبوين تجاه الأطفال عند الطلاق

الطلاق حدث غير مألوف وغير اعتيادي بالنسبة للأطفال. ولذا يجب على الأبوين، قدر الإمكان، رأب هذا الصدع، وتقليل هذه الفجوة، حفاظًا على سلامة أبنائهم النفسية والاجتماعية:

  1. لا تخبرا طفلكما بسبب الطلاق أو تفاصيله. ويكفي القول بأننا لم نستطع إكمال العيش معًا، وهذا إذا كان الطفل فوق سن العاشرة. فمراعاة سن الأطفال وقدرتهم على استيعاب الأحداث أمر مهم. أما إذا كان الطفل دون العاشرة، فمن الأفضل عدم إخباره بالطلاق. وإيجاد صيغة مناسبة لتفسير سبب غياب أحد الأبوين. 
  2. اتفقا على كلام واحد ومعلومات واحدة، تخبران بها الطفل عند الطلاق. فهذه الطريقة تساعد في تقليل فجوة الشعور بالانفصال عند الطفل.
  3. استمعا وأنصتا للطفل عندما يعبر عن مشاعر حزنه أو قلقه أو خوفه غير المبرر، وطمئناه دون كذب أو ادعاءات زائفة. بل وحفزاه على التعبير عن مشاعره وغضبه تجاه ما حدث.
  4. لا تتحدثا عن الشريك السابق بالسوء والذم أمام الأطفال. بل يجدر بالأبوين المنفصلين، أن يتحدثا باحترام وود عن بعضهما بعضًا.
  5. لا توسطا أطفالكما في نقل الكلام بينكما، وتواصلا مباشرة دون وساطة الأطفال.
  6. امنحا أطفالكما الحب والحنان دون تفريط أو إفراط.
  7. لا تلوما أي أحد من أطفالكما على الطلاق. فالطلاق في حد ذاته قد يربي عند الطفل عقدة الشعور بالذنب.
  8. احرصا على الحفاظ على روتين حياتي يومي، يقلل من أثر الطلاق على الأطفال. مثل، تخصيص وقت أداء الواجبات المدرسية بعد العشاء ثم الاستحمام بماء دافئ والنوم.
  9. احرصا على دمج الأطفال في الأنشطة المدرسية وممارسة رياضات في النادي وتحفيزهم على تكوين صداقات وعلاقات مع زملاء الصف. فهذا أمر ضروري لخلق روتين يومي جيد وبناء شخصية متوازنة.
  10. استعينا بالأهل والأصدقاء وخذا الدعم النفسي منهم، فهذا أمر ضروري، لكلا الأبوين المنفصلين وللأبناء أيضًا.
  11. استعينا بطبيب نفسي، اذهبي بطفلك لأخصائي نفسي لحل المشكلات النفسية لديه، فالاستعانة بطبيب نفسي للطفل أو لكلا الأبوين أو أحدهما، أمر ضروري.

ختامًا، الطلاق حدث جلل وغير مألوف وصادم للأبوين وللأطفال. ولكن أحيانًا تصبح المعضلة هي سؤال (هل الطلاق حل مع وجود أطفال؟) والإجابة، نعم، أحيانًا، المهم هو احترام كيان هؤلاء الأطفال ومشاعرهم. والحرص على إبقاء الحب والاحترام وتقليل الفجوة التي يحدثها الطلاق.

عودة إلى علاقات

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon