لا تخلو أي علاقة زوجية من المشكلات والتحديات، خاصة مع طول فترة الزواج، الذي قد يتسرب إليه الملل والروتين، ما يؤثر في مشاعر الزوجين أو أحدهما، وقد يؤدي في النهاية إلى التفكير في الانفصال بأي من أشكاله المختلفة، سواء الإهمال أو البعد أو الهجر أو الانفصال داخل المنزل أو الطلاق في النهاية، حتى مع وجود أطفال، وتكثر هذه المشكلة من الرجال الذين قد يشعرون مع الوقت بعدم السعادة مع زوجاتهم، فيحدث أن يهجر الزوج زوجته بشكل أو بآخر، وتتعدد الأسباب في ذلك. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب هجر الزوج لزوجته، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
ما أسباب هجر الزوج لزوجته؟
هناك أسباب عديدة قد تدفع الزوج لترك زوجته، فربما يكون السبب امرأة أخرى، وفي هذه الحالة يكون الرجل شبه مغيب، ولا يستطيع تقييم ما يفعله، وحينها يجب الحديث معه بهدوء وإشراك الأهل في الأمر لتوعيته حول نتيجة ما يفعله على أسرته، وما سيترتب عليه جيدًا، وبعدها تتخذين أنتِ قراركِ بالاستمرار أو الانفصال حسب تقييمكِ لوضعكِ بعد الطلاق، وفي حالات أخرى يهجر الزوج زوجته بسبب بعض تصرفاتها معه، وهو ما سنناقشه في السطور التالية:
- الاهتمام بالأطفال فقط: إذا غلب اهتمامكِ بأطفالك على زوجكِ، ووجدتِ صعوبة في قضاء وقت للتواصل أو الرومانسية مع زوجكِ، سيؤثر ذلك بالطبع في علاقتكِ به، ضعي في اعتبارك أن الزواج المتمركز حول الأطفال فقط ليس زواجًا على الإطلاق.
- الغضب والتذمر المستمران: نبرة صوتك المليئة بالسلبية والتذمر والنقد والغضب دائمًا، والمسارعة بإلقاء اللوم عليه بدلاً من سماعه، خاصةً إذا حاول زوجكِ التعبير عن قلق أو شكوى بشأن الزواج، كلها تدفعه للبعد عنكِ.
- محاصرة الزوج: عدم ترك مساحة شخصية للزوج، وملاحقته دائمًا، سواء خلال خروجه مع أصدقائه أو في العمل أو غيرهما، وسؤاله باستمرار عن موعد عودته إلى المنزل، كل هذا يشعره بأنه محاصر، ما يدفعه لهجرانكِ والبعد عنكِ.
- عدم الانتظام في العلاقة الحميمة: إذا لمح لكِ زوجكِ برغبته في العلاقة، ووجد منكِ التجاهل أو عدم الترحيب، وحتى إذا وافقتِ ولم يشعر خلالها باستجابتكِ له وأنكِ تؤدينها كمهمة رسمية، فبالتأكيد بعد كل هذا سيبتعد عنكِ.
- الإهمال في بنفسكِ: إذا توقفتِ عن ممارسة الرياضة، أو بدأت ترتدين ملابس فضفاضة بسبب زيادة وزنك، وفقدتِ طاقتكِ وحماسكِ للحياة، وأصبحتِ تشعرين بعدم الثقة في نفسك، وأهملتِ في مظهركِ، كل هذا سيؤثر في علاقته بكِ بالطبع.
- عدم تقديركِ لمجهوداته: لا بد أن تثني على أفعال زوجكِ الجيدة معكِ، فإن قضى وقتًا إضافيًّا كبيرًا في العمل، أو خصص عطلة نهاية الأسبوع بأكملها لإصلاح شيء تريدينه في المنزل، وغيرها من الأمور، ولم يجد منكِ حتى كلمة "شكرًا"، بالتأكيد كل ذلك سيؤثر في نفسه، فعدم إظهار التقدير، سيشعره بالإحباط.
- الملل والروتين: إذا لم تكن لكِ حياتكِ الخاصة، أو أي اهتمامات أو هوايات بعيدًا عن بيتكِ وزوجكِ وأطفالكِ، سيؤثر ذلك في ثقتكِ بنفسكِ، ونظرة زوجكِ لكِ.
لا داعي للإحباط عزيزتي، تعرفي من خلال الفقرة التالية إلى كيفية التعامل مع هذه المشكلة.
كيفية التعامل مع هجر الزوج لزوجته؟
إذا ابتعد زوجكِ عنكِ، فأهم ما يجب أن تفعليه أن تُشعريه بقيمتكِ مرة أخرى، وأن يخشى أن يفقدكِ ويخسركِ للأبد، حتى بعد أن فقد إحساسه بكِ لأي من الأسباب السابقة أو غيرها، وبالتأكيد هذا الأمر سيستغرق وقتًا وجهدًا، لكنه لا شك يستحق من أجل استقرار بيتكما، لذا ننصحكِ بالآتي:
- لا تتوسلي إليه ليعود لكِ: هذا الأمر سيأتي بنتيجة عكسية معه، وسيؤكد وجهة نظره عنكِ، لكن يمكنكِ دفعه لذلك بطرق غير مباشرة، كما ستعرفين في السطور التالية.
- لا تنتقديه على فعله: لا تتحدثي معه عن هجره لكِ، بل اجذبيه للتواصل معكِ مرة أخرى عن أي شيء آخر بعيدًا عن هذا الأمر.
- اجذبيه للحديث معكِ مرة أخرى: يجب أن يستمتع زوجكِ بالتحدث معكِ، حتى يرغب في البقاء معكِ من جديد، تخلصي من كل صفاتكِ السلبية التي تضايقه، وكوني هادئة وصبورة في التعامل معه.
- كوني جذابة: غيري من نفسكِ، وجددي مظهركِ، وتحدثي بنبرة هادئة، وغيري استايل ملابسكِ، كل هذا سيجعله يرغب في اكتشاف الشخص الجديد الذي أصبحتِ عليه.
- لا تغضبي من رد فعله: من الطبيعي أن يقاوم زوجكِ في البداية العودة لكِ، ما يمكن أن يشعرك بالغضب والتذمر، ما يدفعكِ للاستمرار في التصرفات ذاتها التي أبعدته عنكِ، تحلي بالصبر والهدوء، وحاولي اجتياز الأمر.
- اشغلي نفسكِ: بصرف النظر عن جذب زوجكِ مرة أخرى، فأنت بحاجة إلى شيء آخر للتركيز فيه بدلًا من التفكير في زوجكِ طوال الوقت، فمثلًا بدء ممارسة هواية جديدة سيجعلكِ تشعرين بالرضا عن نفسكِ، والخروج مع صديقاتكِ أو حتى بمفردكِ فكرة جيدة، أو إيجاد عمل، ابحثي بنفسكِ عن أنشطة وأشياء أخرى تسعدكِ.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أسباب هجر الزوج لزوجته، لا بد أن تدركي أن تغيير زوجكِ لن يحدث بين ليلة وضحاها، تحلي بالصبر، واتبعي النصائح السابقة، واهتمي بتطوير نفسكِ، فهذه النقطة لا يمكن إغفالها.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن العلاقة الزوجية، زوري قسم العلاقات الزوجية على موقع "سوبرماما".