العلاقة بين اﻷم وطفلها تنشأ بينما لا يزال جنينًا في رحمها، حينما كانت تحدثه وتناديه باسمه، وتقرأ له الحكايات خلال الحمل، فيصبح صوتها مألوفًا له عند الولادة، ورغم إحساس الطفل بأمه، فإنه لا يزال غير قادر عن التعبير أو إعطاء إشارات بذلك؛ بمعنى أدق، لن يستطع فهم العبارات التي تقولينها في الأسابيع اﻷولى حتى الشهر الرابع، ولكنه بالتأكيد يفهم إحساسك الذي تريدين توصيله.
بمرور الوقت، مع تقدم الطفل في العمر، يبدأ تطور ذكائه، ومع ذلك لا بدّ من الوضع في الاعتبار، أن لكل طفل وتيرته الخاصة في النمو.
في هذا المقال تقدم لك "سوبرماما" تطور ذكاء الطفل حسب العمر بالجدول، وكذلك طرق تنمية ذكاء الطفل عمر سنة لثلاث سنوات.
تطور ذكاء الطفل حسب العمر بالجدول
هل يفهمني طفلي؟ هل يشعر بمقدار حبي له؟ متى يستجيب لمداعباتي له على مدار اليوم؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الأمهات بخصوص مدى فهم أطفالهم حديثي الولادة لهن.
فعلى قدر شغف اﻷم ولفتها في أن ينشأ اتصال لفظي وبصري وسمعي بينها وبين طفلها، على قدر الحيرة التي تقع فيها بشأن كيفية التواصل مع صغيرها، إليك تطور ذكاء الطفل حسب العمر بالجدول:
التطور | سنّ الطفل |
مرحلة التواصل الحسي: في هذه المرحلة يستطيع رضيعك فهم مشاعرك وليس لغتك، تكونين أنتِ نافذته على التعرف على من حوله وفهم مشاعرهم تجاهه، منذ أول لحظة تحملينه فيها بين يديكِ بعد الولادة، يستطيع طفلك فهم أنكِ تحبينه وتخافين عليه ومن ثمّ يهدأ ويشعر باﻷمان. في هذه المرحلة يألف نبرة صوتك، وملمس بشرتك ونظرة عينيكِ له، هل هي خوف أم حب أم قلق وهكذا. وأسبوعًَا وراء آخر، يستطيع فهم أنكِ تطعمينه وتعتنين بكل ما يخصه، فدعينا نطلق عليها مرحلة التواصل الحسي. | منذ الولادة حتى الشهر اﻷول |
مرحلة المراقبة: اﻵن قدراته وتطور حواسه يحدث سريعًا، يتعرف بشكل أوضح إلى من حوله وتتسع دائرة تواصله الحسي لتشمل اﻷقارب والأصدقاء، هو اﻵن يعرف متى ستطعمينه ومتى ستعتنين به ومتى ستضعينه في الفراش. في هذه المرحلة، يراقب الطفل من حوله ويستجيب لمداعباتك "مناغاة" مبتسمًا ابتسامة حقيقية ﻷول مرة! ومع رد فعلك أنتِ ومن حولك يفهم طفلك أن ابتسامته تلك تثير مشاعر الفرح و السعادة فيعطيكِ ابتسامات أكثر في المرات القادمة، ولكنها حتى اﻵن ابتسامات بلا أصوات حتى بلوغه الشهر الثالث، فتصبح ابتسامته أوضح ويصبح على دراية أكثر بأنكِ حوله متى احتاج إليكِ. في هذه المرحلة أيضًا، يعتاد الطفل كل روتين تقومين بفعله له، مواعيد النوم والطعام، حتى طريقة الهدهدة. | 2 -3 شهور |
مرحلة الالتفات: تعد من إحدى المراحل التي تبين تطور ذكاء الطفل حسب العمر بالجدول. اﻵن يعرف طفلك اسمه بسبب تكرار مناداته به عند النظر إليه، وهنا قد يعطيكِ التفاته خلال النداء دليلًا على أنه يفهمكِ، في هذه المرحلة يصبح التواصل بينكما أكبر، فيستطيع فهم مشاعرك الخاصة بالحزن أو السعادة، وتلاحظين ضحكته خلال اللعب معه وكذلك غضبه وبكاءه إذا حدثتِه بصوت غاضب أو صراخ. ببلوغه الشهر السابع هو اﻵن يفهمكِ تمامًا ويستعد لالتقاط حروف ماما وبابا، كما يصبح أكثر ألفة مع اﻷقارب، مميزًا وجوه الغرباء مما يجعله يلاحظ غيابك إذا تركتِه مع أشخاص غير مألوفين فيبدأ البكاء. | 4 -7 شهور |
مرحلة الاختبارات: هكذا يتطور فهم طفلك وذكاؤه، فيختبرك أنتِ، مثلًا سيحاول القيام بأفعال متعددة كإلقاء الطعام أو الذهاب لمفاتيح الكهرباء أو رمي ألعابه، ليرى ردة فعلك، ثم سيكرر ما قام به فقط ليتأكد أن نفس ردة الفعل هي كل مرة لم تتغير، ربما يلتقط منكِ بعض الكلمات كـ (لا) (ماما) (امبو) وغيرها. عليكِ في هذه المرحلة أن تكوني حذرة وأن تتعاملي معه على اعتبار أنه صار يفهمك ويبني أفعاله على أساس ردة فعلك أنتِ. | 8 - 12 شهرًا |
مرحلة التجاوب: في هذه المرحلة يبدأ طفلك التجاوب معكِ، هو اﻵن تعلم قدرًا لا بأس به من الكلمات، كما تعلّم كيف تكون ردة فعلك تجاه المواقف التي يفعلها، فإذا طلبتِ منه التوقف عن فعل معين أو القيام بآخر سيمتثل لكِ، أو على أقل تقدير سيحاول، وفي كل الأحوال هو يفهم ما تقولينه لغة وإحساسًا. | عام إلى عام ونصف |
مرحلة التمرد: استعدي لمرحلة التمرد ونوبات الغضب غير المبررة، اﻵن طفلك يفهمك ويفهم ردة فعلك تجاه أفعاله ويتعمد تجاهلها والقيام بعكسها، تعوّدي أن تستمعي إلى كلمة (لا) كثيرًا وانفجارات نوبات الغضب في أي وقت دون سبب واضح، العناد واﻹصرار على رغباته يصبح واضحًا للغاية اﻵن، هو اﻵن في مرحلة إثبات الذات والتعرف إلى العالم حوله، كما يمكنه تكوين أشكال مفهومة من ألعابه والتعرف على اﻷلوان وأشكال الحيوانات واﻷطعمة. يمكنكِ في هذه المرحلة بدء تعويد طفلك استخدام النونية، ﻷنه صار يفهم اﻷفعال ونتائجها. | عام ونصف إلى عامين |
مرحلة التعبير عن نفسه لغويًا وإحساسًا: اﻵن طفلك صار في مرحلة ما قبل المدرسة، كما صار أكثر ألفة مع تعلم الكلمات والعبارات المتعددة والتحدث بها أيضًا بشكل مفهوم. أصبح طفلك يعبر عن مشاعره باللغة واﻹحساس، وصار قادرًا على تفهم مشاعر الآخرين ومعرفة علاقاتهم به، صار يفهم تفاصيل يوم اﻷسرة وليس يومه فقط، فهو يعلم أن والده في العمل وأخوته في المدرسة وأنتِ تعدِّين الطعام. في هذه المرحلة يدمج طفلك بين مهارته الحسية في الفهم ومهارته اللفظية الجديدة في الكلام، استعدادًا لمرحلة المدرسة قريبًا. | عامان إلى ثلاثة أعوام |
طرق تنمية ذكاء الطفل في عمر سنة لثلاث سنوات
بعد أن وضحنا لكِ تطور ذكاء الطفل حسب العمر بالجدول، إليك طرق تنمية ذكاء الطفل في عمر سنة لثلاث سنوات.
إن خلال السنوات الأولى، سيتغير طفلك وينمو بسرعة ويتعلم المهارات ويكون قادرًا على التفاعل مع العالم بطرق جديدة ومختلفة، وتُعرف هذه العملية بالتنمية المهارات، وهي تشمل عدة مجالات، بما في ذلك التطور المعرفي، والنمو البدني، والمهارات اللغوية والاجتماعية.
إليك عدة طرق لتنمية ذكاء الطفل في عمر سنة إلى ثلاث سنوات:
- التغذية السليمة: يشتهر الأطفال الصغار بكونهم من الصعب إرضاءهم في تناول الطعام، ولكن من المهم للأمهات التأكد من أن الطفل الصغير يتناول وجبات مغذية ووجبات خفيفة. وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب أن يتناول الطفل ثلاث وجبات رئيسية، ووجبة أو وجبتين خفيفتين يوميًا، تتكون من البروتين والكربوهيدرات والدهون، وأن تشتمل الوجبة على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الفواكه، والخضراوات، واللحوم، والحبوب الكاملة.
- توفير البيئة الآمنة: يعد العيش في مجتمع ومنزل آمنين أمرًا بالغ الأهمية لدعم النمو والصحة العاطفية والاجتماعية للطفل، بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو تشمل: الأم التي تعاني من الاكتئاب، والعنف في المنزل، وتعاطي المخدرات، وبالنسبة للآباء الذين يعملون خارج المنزل، فإن اختيار المربية المناسبة أو مقدم الرعاية في مرحلة ما قبل المدرسة مهم للغاية لنمو طفلك، لأنه من المحتمل أن يقضي الجزء الأكبر من ساعات استيقاظه في رعايتها.
- ساعات النوم الكافية: النوم أحد أهم المتطلبات الأساسية للنمو الصحي والتطور عند الأطفال الصغار، وهو يؤثر في نمو الدماغ، ولا يزال الأطفال الصغار بحاجة إلى 11 إلى 14 ساعة من النوم يوميًا، بما في ذلك قيلولة واحدة أو اثنتان، اعتمادًا على عمر الطفل، فعندما يصبح الطفل أكثر وعيًا بما يحيط به، فإن مخاوف الليل والكوابيس وقلق الانفصال عن الأم والسعي ليكون أكثر استقلالية، والقدرة على النوم دون مساعدة أحد الوالدين يمكن أن تسهم جميعها في صعوبات النوم، ولكن من المهم تهيئة بيئة مناسبة للنوم، لضمان حصول الطفل على قسط كافٍ منه.
- اللعب والتفاعل: من المهم أن يتفاعل مقدمو الرعاية وكذلك الآباء مع الأطفال بطرق محبة ويزودوهم بفرص للاستكشاف والإبداع واللعب، وبالنسبة للأطفال في أماكن الرعاية النهارية (الحضانات)، فأنت بحاجة إلى التأكد من أن الطفل لديه إمكانية الوصول إلى اللعب الإبداعي؛ مثل: اللعب بالمكعبات، والكتب ومستلزمات الفن، مما يساعد على تطوير المهارات المعرفية لطفلك، بالإضافة إلى تشجيعه على المشاركة في اللعب النشط، الذي يقوي العضلات ويساعده على تطوير المهارات الحركية الكبرى.