كيف تهدئين صراخ طفلك؟

طفلي كثير الصراخ

"طوله لا يتجاوز نصف المتر، ولا يستطيع بعد تكوين جمل مفيدة، ومع ذلك يمتلك حنجرة قوية كفيلة برفع ضغط دمك وإثارة أعصابك!" كانت هذه شكوى معظم صديقاتي من أطفالهم، حينما جلس ابن إحداهن يصرخ بشكل متواصل دون سبب محدد طوال فترة جلوسنا معًا! إننا عادة نتوقع البكاء والصراخ من الأطفال الرضع، لكنه يبدو شيئًا مزعجًا حقًا أن يكبرالطفل دون أن يتجاوز هذه المرحلة. في هذا المقال، محاولة لمناقشة شكوى الأمهات: طفلي كثير الصراخ، وطرح لبعض الحلول الممكنة لهذه المشكلة.

طفلي كثير الصراخ ماذا أفعل؟

ما الذى يمكنك فعله حيال صراخ الأطفال المستمر والذي قد يبدو دون هدف؟ هذا السؤال سنحاول اﻹجابة عنه بخطوات بسيطة مثل: 

  1. فتشى عن سبب الصراخ: "التعب، الألم، المرض، الجوع، العطش، الملل، الضيق والغضب، الازدحام، القيام بشيء لا يحبه، الشعور بالحر أو البرد"، هي بعض الأسباب التي يمكن أن تدفع الطفل إلى الصراخ، راقبى سلوكه عن قرب ووجهى له أسئلة محدَّدة تساعدك في العثور على السبب الحقيقي، مثل: "هل تشعر بالجوع؟ هل تريد أن تنام؟ هل تشعر بالبرد؟... إلخ".
  2. ابقي هادئة: وبذلك سيتبنى طفلك نبرة صوتك التي ستصبح مع الوقت مهدئة له، والتي ربما تدفع به إلى التوقف عن الصراخ فقط حتى يسمعك، أما انفجارك في الصياح والصراخ فسيزيد الموقف سوءًا، لذلك عليك أن تعتادي التحدث بهدوء في حياتك اليومية، حتى عندما تشعرين بالضيق لأن طفلك يقلدك.
  3. أظهرى تفهمك واحترامك لمشاعر طفلك: الطفل الغاضب لا يستطيع أن يتفهّم أسبابك المنطقية وتطميناتك وتحذيراتك، ولا أن يتجاوب مع محاولاتك للتشتيت، حتى يتأكد أولًا أنكِ تتفهمين مشاعره وتحترمينها. 
  4. تحدثي بطريقة درامية: استخدمي كثيرًا من الإيماءات وتعبيرات الوجه المبالغ فيها، تحدثي بنبرة صوت حانية مستخدمة عبارات قصيرة مكررة، لا تتعجبي من احتياجك إلى تكرار كلماتك أربع أو خمس مرات وربما أكثر، قبل أن يبدأ طفلك الانتباه إليكِ وإدراك أنكِ تفهمينه، يمكنك أن تقولي مثلًا: "تريد أحمر الشفاه؟ أنت تلون به؟ أنت تحب التلوين؟ تريد أحمر الشفاه؟ أنت تريده الآاااااان، الآااااااان؟".. ستعلمين أنكِ تحرزين تقدمًا عندما ينظر فجأة إلى أعلى كأنه يفكر في ما تقولين، وحينئذٍ لا تتوقفي بل استمري في الكلام، واحرصي على أن تنزلي إلى مستوى نظره وأنتِ تحدثينه، وأن يكون ذلك في مكان هادئ بعيد عن المُشتتات وعن المكان الذي أثار غضبه.
  5. اعقدي مع طفلك هدنة: لا بغرض فرض العقاب، لكن لتستعيدا هدوءكما، أخبري طفلك بالمكان الذي عليه أن يجلس فيه خلال الهدنة، مراعية ألا يكون مخيفًا له، وبالمدة التى سوف تستغرقها تلك الهدنة والتي عادة ما تُقدر بالدقائق بعدد سنوات عمر الطفل، فمثلًا الهدنة لطفل عمره ثلاث سنوات تكون ثلاث دقائق، إذا ترك المكان المحدد وأخذ يصرخ أو يجري في المنزل، أعيديه إلى الهدنة وابدئي حساب الوقت من جديد، أما إن بقي في مكانه فتجاهليه حتى ينتهي الوقت ثم قبليه واحتضنيه، وأثني على التزامه، وذكّريه بالسبب الذي عقدتما من أجله هذه الهدنة طالبة منه الاعتذار.
  6. علّمي طفلك التعبير عن مشاعره واحتياجاته: بعد انتهاء الهدنة، عبّري لطفلك عن حبك له، واطلبي منه أن يخبرك في هدوء بما كان يريد أن يقوله، ساعديه بالكلمات التي يمكنه التعبير بها عن نفسه بدلًا من الصراخ.
  7. شتتيه عن الصراخ: أعطيه شيئًا جذابًا كلعبة أو طعام يحبه، أو دعيه يشاهد في التليفزيون برنامجًا أو فيلمًا للأطفال، أو ادعيه للقيام بشيء يحبه كالتلوين أو الرسم أو مشاركتك في عمل من أعمال المنزل، إلخ.
  8. تقبّلي المساعدة: مثلًا أن يأخذ زوجك طفلكما بعيدًا عنك في الهواء الطلق.
  9. اتفقي مع البائع: لو كنتما في متجر وكان طفلك يصرخ لأنه متمسك بلعبة، فدعيه يلعب بها بعض الوقت، ثم وأنتِ تحاسبين على مشترياتك اطلبي منه أن يعطي اللعبة لموظف الخزينة ليرى سعرها، وأعطي إشارة للموظف أنكِ لا تريدينها، وسوف يتعاون معكِ، وقتها ربما يكون طفلك قد نسي اللعبة، أو قد تحتفظين معكِ بلعبة تقدمينها له كبديل، أو قد تجدين أن الحل الأمثل أن تحملي طفلك خارج المحل، أهم شيء ألا تكافئي صراخه هذا بالاستسلام لرغبته في الحصول على اللعبة.
  10. احتفظي بألعاب معكِ عند الخروج من المنزل: اختاري بعض الألعاب التي يحبّها طفلك، وضعيها في حقيبة لتكون جاهزة دائمًا، ولا تضيعي وقتًا في تحضيرها قبل كل مرة تستعدين فيها للخروج، استنجدي بهذه الألعاب عند اللزوم وهي طريقة سهلة للتعامل مع طفلك عندما تخرجان معًا.
  11. تجاهل] صراخه: فقط تأكدي أن طفلك في مكان آمن واتركيه وواصلي ما كنتِ تفعلينه، ربما يفعل ذلك من أجل جذب الانتباه وسوف يتوقف إن وجد أنه فشل في ذلك بصراخه، بشرط أن تثبتي على هذا الأسلوب، أما إن كان هناك سبب للصراخ كالجوع أو التعب أو الضيق أو.. إلخ، فعليكِ أن تتعاملي مع السبب، وستكونين محظوظة إن تعب طفلك من الصراخ وخلد إلى النوم.
  12. وأخيرًا وليس آخرًا، اشغلي طفلك بأنشطة كثيرة متنوعة حتى تقللي من لجوئه إلى الصراخ والبكاء، فالوقاية خير من العلاج، من المفيد جدًا أن يكون لديكِ كثير من الحيل التي تختارين من بينها ما يناسب الموقف، لأن الأسلوب الذي يصلح في موقف ما قد لا يصلح في غيره، والأسلوب الذي يصلح في المنزل قد لا يصلح خارجه، ولا تقلقي عزيزتي الأم، فقد استطاعت والدتك أن تتجاوز كل نوبات غضبك وصراخك وأنتِ طفلة.

أضرار صراخ الطفل

إذا كان طفلك كثير الصراخ ولا تفلحين في تهدئته بالخطوات السابق ذكرها. أو أنك دائما تتركينه يهدأ من تلقاء نفسه دون محاولة للتهدئة أو معرفة سبب الصراخ، فإنّ ذلك يؤدي إلى بعض التغيرات السلوكية للطفل التي قد تؤثر في نموه العقلي والنفسي، مثل:

  • ضعف الأداء المدرسي والسلوك العنيف وضعف الثقة بالنفس، نتيجة الضغط العصبي الذي يتعرض له الطفل بكثرة الصراخ وتركه يهدأ من تلقاء نفسه. 
  • اضطراب النوم وضعف جهاز المناعة، بسبب إفراز هرمون الكورتيزول باستمرار. 
  • اضطراب السلوك الاجتماعي والعاطفي عند الطفل، بسبب شعوره الدائم بفقد الأمان والاحتواء. 

ختامًا، نود من كل أم تقول طفلي كثير الصراخ ماذا أفعل، أن تتبع الخطوات التي قدمناها، ولا تترك الطفل يهدأ من تلقاء نفسه إلا بعد أن تتبين أسباب الصراخ وتحاول تهدئته، حتى لا يصاب الطفل بالأضرار التي ذكرناها. 

لمزيد من المعلومات عن صحة الصغار ورعايتهم اضغطي على هذا الرابط.

عودة إلى صغار

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon