واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل في السن المبكرة كيفية التعبير عن رأيه بأسلوب مناسب، إذ يرسخ ذلك لديه مفهوم الاستقلالية وكيفية تكوين رأيه الخاص حول الأمور المختلفة، كما يتيح له المعرفة والاستكشاف والتمييز بين الأمور التي يفضلها والأمور التي يرفضها، من الطبيعي أن يرفض الطفل بعض الأمور التي قد لا يجدها الكبار خاطئة، لكن له الحق تمامًا في التعبير عن ما يشعر به، إليكِ بعض النصائح التي تساعد على تعليم الطفل التعبير عن رأيه بشكل فعال.
كيفية تعليم الطفل التعبير عن رأيه؟
من الجيد للأطفال أن يتعلموا كيفية تكوين آرائهم الخاصة وأن يكون لديهم القدرة على التعبير عن أفكارهم والمشاركة بشكل فعال وإيجابي في المناقشات والحوارات الجادة، إليكِ أهم الخطوات لتعليم طفلك التعبير عن رأيه وتشجيعه على ذلك:
- تقديم الدعم الكافي: قد يشعر الأطفال بالخوف والقلق الشديد من الوقوع في الخطأ أو الإساءة إلى الأشخاص المقربين، لذا، قد يرغبون في إرضاء الآخرين والتوافق مع آرائهم ضد رغبتهم الخاصة. في تلك المرحلة، يحتاج طفلك للحصول على الدعم الكافي بشكل لطيف لمشاركة وجهة نظرهم الخاصة، الخطوة الأولى هي البدء بالإيماءات أو هز الرأس بنعم أو لا للسؤال أو العبارات التي قد يتم طرحها من قبل طفلك.
- تقديم الأدلة الكافية: لا يقتنع الأطفال أبدًا بالرأي المصحوب بعبارة "لأنني قلت ذلك"، بل تحتاجين لإثبات أرائك بالأدلة الكافية والحقائق، يساعد ذلك الأطفال على تكوين أراء حقيقية وصادقة مدعومة بالدلائل وليس وفقًا للأقاويل المنتشرة، كما يساعدهم أيضًا على تكوين أفكارهم واستنتاجاتهم الخاصة.
- إظهار الاهتمام الكافي: علمي طفلك أن لكل شخص حق المشاركة وأظهري له الاهتمام الكافي بحديثه واطلبي من الجميع ذلك، فيساعد ذلك على تعزيز ثقته بنفسه، وبالمثل، عليه أن يظهر الاهتمام المطلوب بحديث الآخرين وآرائهم.
- تجنب المواضيع والعبارات غير المناسبة: بالتكرار والتدريب، يلتقط الأطفال العبارات والكلمات غير المناسبة من ذويهم، بالتالي، عليكِ تجنب أي عبارات تنطوي على التمييز العنصري على أساس الجنس أو النوع أو الدين، غالبًا ما يتم زرع تلك الأفكار لديهم منذ الصغر بمراقبتهم لكِ وللمحيطين بهم.
- الحفاظ على الصراحة دون وقاحة: يبدي الأطفال الرغبة في المشاركة في الحوار مع الكبار، كما قد يسعون لجذب الأنظار ببضع العبارات المضحكة أو المختلفة، لذا، يجب الحرص على توضيح أهمية المشاركة بشكل مناسب مقبول من الآخرين دون تخطي أي حدود، يشمل ذلك نبرة الصوت ولغة الجسد وتعبيرات الوجه أيضًا، الصوت الودود والتواصل البصري من النقاط الهامة للمشاركة الفعالة.
نصائح لتعليم الطفل لغة الحوار
إليكِ أهم الطرق التي تساعد على تعليم الأطفال لغة الحوار ليصبحوا متحدثين أفضل:
- التحدث إلى طفلك: إذا لم تكوني قادرة على إنشاء محادثات فعالة مع طفلك فلا يمكنكِ تعليمه كيفية التفاعل مع الآخرين، تحدثي إلى طفلك في كل فرصة عن كل شيء وأي شيء، يساعد ذلك على تعليمه كيفية إجراء محادثة بشكل غير مباشر.
- الاستماع إلى طفلك باهتمام: قد يشعر الطفل في كثير من الأحيان بالرغبة في الحديث عن أي أمر لا يثير اهتمامك، مع ذلك، يتوقع تركيزًا سريعًا منكِ والاستماع الفعال، يتطلب الأمر الانتباه والتركيز فيما يقوله طفلك دون التخطيط لما ستقوليه، فتؤدي لغة الجسد دورًا كبيرًا في الاستماع النشط، لذا، احرصي على إظهار تعابير الوجه والأصوات اللفظية المناسبة.
- أخذ استراحة: علمي طفلك متى يتوقف ويأخذ استراحة في أثناء المحادثة، يستخدم الأشخاص كلمات حشو كثيرة، بدلًا من ذلك، علميه ألا يخاف من الصمت، كما ينبغي أن تعلميه قول "أحتاج للتفكير في الأمر"، بدلًا من البدء فورًا في الرد، خاصةً إذا كان بحاجة إلى وقت لصياغة الإجابة.
- بناء المعرفة: لإجراء محادثة ناجحة، ينبغي أن يكون لدى طفلك معرفة حقيقية ومعلومات أساسية حول عديد من المجالات، شجعيه على قراءة الكتب المناسبة لمرحلته السنية وزياردة المتاحف وممارسة الهوايات المختلفة لإثراء عقولهم ومنحهم بعض الخبرات المناسبة للتحدث عنها.
- تطوير الأسئلة: الأساس لأي محادثة موجود موضوع، وإحدى الطرق الرائعة للأطفال للعثور على هذا الموضوع طرح سؤال على شريك المحادثة، اقترحي على طفلك كتابة مجموعة مختلفة من الأسئلة ووضعها في وعاء لاستخدامها على الطاولة لبدء المحادثة.
تعليم الطفل التعبير عن رأيه من المهارات الأساسية لبناء شخصية مستقلة وتعزيز ثقته بنفسه، قدمنا لكِ أهم النصائح لتعليم طفلك كيف يعبر عن رأيه بشكل مناسب وكيف يدير الحوار والمناقشات.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بـ رعاية الصغار زوري موقعنا.