أحد المشاهد الكلاسيكية في كل منزل ادعاء أحد الأطفال أن درجة حرارته مرتفعة أو أن بطنه يؤلمه بشدة، حتى يتهرب من الذهاب للمدرسة أو الحضانة، أو حتى من القيام بواجباته المنزلية. ولكن على الرغم من بساطة هذا السلوك وطرافته في بعض الأحيان، فإن بعض الأمهات يصنفنه على أنه كذب ويعاقبن أطفالهن عليه. ولكن تمهلي عزيزتي، فقبل أن تحكمي على الطفل بأنه يكذب، فكري قليلًا لماذا يلجأ إلى الكذب؟ أو بصيغة أخرى: ما سبب كذب الأطفال؟
يرى بعض المتخصصين في علم نفس الأطفال أن الأطفال لا تكون لديهم أبدًا نية حقيقية للكذب أو للادعاء، بل إن وقوعهم تحت ضغط الإجبار قد يدفعهم لهذا الأمر، تعرفي معنا على مزيد من الأسباب وكيفية تقويم هذا السلوك.
سبب كذب الأطفال وادعاء المرض
رصدت بعض الدراسات النفسية هذه الحالة، وأكدت أن رفض الطفل الذهاب للمدرسة أو الحضانة بادعاء المرض يكمن خلفه مجموعة من الأسباب النفسية، مثل:
- القلق من شيء أو شخص معين في المدرسة أو الحضانة أو حتى في الطريق، وقد يكون مصدر قلق الطفل غريبًا وغير متوقع، مثل قلقه من دخول الحمام وحده في أثناء اليوم الدراسي، وكذلك فإن بعض الأطفال يعانون من القلق الاجتماعي وصعوبة في الاندماج.
- الاكتئاب الذي يمكن أن يصيب الأطفال قد يكون سببًا في عدم رغبتهم في الخروج من البيت، ويؤكد الباحثون أنه في هذه الحالات الأسباب قد تتعلق بحدوث بعض التغيرات داخل الأسرة، مثل وجود طفل جديد، أو انفصال الأم والأب، أو حالات الوفاة خصوصًا لشخص محوري في حياة الطفل مثل الجد أو الجدة.
- رغبة الطفل في جذب اهتمامك، والشعور بحبكِ وقلقكِ عليه واهتمامكِ به، وتتبلور هذه المشاعر لدى الطفل بشكلٍ خاص عند ولادة طفل جديد.
- وجود مشكلة ما يعاني منها الطفل، مثل حالات صعوبة التعلم غير المكتشفة، التي ستجعله يتجنب الاختلاط بأقرانه بسبب التهكم عليه، كما قد تجعله يخاف من عقاب المعلمة أو ما شابه ذلك.
- تعرض الطفل للتنمر في المدرسة، وقد يكون ذلك دون أسباب جوهرية سوى كون الطفل خجولًا أو انطوائيًّا.
الظروف السابقة قد يتعرض لها الطفل أيضًا في النادي أو الشارع أو عند زيارة الأهل أو الأصدقاء.
علاج الكذب عند الأطفال في حالة ادعاء المرض
- ابحثي عن أسباب ادعاء طفلك للمرض، وعدم رغبته في الخروج من المنزل، سواءً كان ذلك للذهاب إلى المدرسة أو للتمرين أو لزيارة بعض الأهل أو الأصدقاء.
- سيطري على غضبك مع طفلك، وحاوريه بهدوء لتعرفي أسباب رغبته في البقاء بالمنزل.
- لا تضغطي عليه وتفهمي مشاعره الصغيرة في عدم الرغبة في الذهاب لمكانٍ ما، وإذا كان لا بُد من أن يذهب للحضانة اليوم، فاشرحي له بهدوء أنكِ ستكونين بجواره إذا ما شعر بألم أكبر وستعودين به للمنزل.
عزيزتي الأم، حاولي أن تكوني على تواصل مستمر مع عالم طفلك الصغير في الحضانة والنادي والشارع وفي اللقاءات العائلية وتجمعات الأصدقاء، خصوصًا في المناسبات، وتعرفي على ما يكدر صفوه في تلك الأماكن التي قد تكون سبب كذب الأطفال وعدم رغبتهم في الخروج من المنزل، ولجوئهم للكذب والادعاء. ابحثي أيضًا في المنزل عن أسباب قد تصيب طفلك بقلق أو اضطراب معين، فقد تكونين انشغلتِ عنه فترة وكل ما يريده أن تعيدي انتباهك له.
لمزيد من مقالات طرق معالجة مشاكل الأطفال التربوية اضغطي هنا.