دائمًا ما ترغب الأم أن تكون أمًا جيدة لأبنائها من خلال تلبية احتياجاتهم الخاصة وغمرهم بمشاعر الحب والحنان، لكن مع ذلك تستمر في التساؤل ما إذا كانت حقًا أمًا مثالية أم أنها مقصرة في أداء واجبها دون قصد، تذكري عزيزتي الأم أن الكمال غاية لا تُدرك، وأنه حتى إن كنتِ تشعرين بالتقصير في بعض الأمور، فقد قمتِ بكثير منها على أكمل وجه، تعرفي من خلال المقال إلى صفات الأم الجيدة ومعنى الأم المثالية.
ما صفات الأم الجيدة؟
تلوم الأم نفسها خلال يومها كثيرًا إذا تعرض أحد أطفالها للأذى حتى إن لم يكن لها ذنب في ذلك، فتسعى دومًا لحماية أبنائها من أي مخاطر ورعايتهم على النحو الكامل مع منحهم الحب الكافي ومشاعر العطف والحنان، مع ذلك، ترغب الأمهات في معرفة صفات الأم الجيدة لتتأكد من قيامها بواجباتها بالشكل المطلوب:
- يفضّل الأبناء البقاء بقربها: على الرغم من المهام اليومية التي لا تنتهي، فإن الأم الجيدة ستعمل على تخصيص وقت محدد لمشاركة أطفالها أنشطتهم اليومية والحديث إليهم بخصوص ما يجول بخاطرهم واستشكاف العالم معًا، فتكون الأم الملاذ الآمن ومصدر المعلومات الموثوقة لأطفالها دومًا.
- لا توافق أبناءها طوال الوقت: بينما قد يشعر بعضهم أن كلمة "لا" صعب تقبلها، إلا أن وضع حدود للأطفال جزء من كونك أمًا جيدة، يحتاج الأطفال إلى حدود ويستجيبون لها بشكل جيد. جزء أساسي من الأمومة الصحيحة تربية أطفالك ليكونوا أعضاء طبيعيين وعاملين ومسهمين في المجتمع، وفي العالم الحقيقي، هناك حدود أيضًا، لذا، يجب تنشئتهم منذ الصغر على تقبل الآخر والالتزام بالحدود بعيدًا عن التدليل.
- يمكنها تقديم الاعتذار عند الخطأ: كونك أمًا، لا يعفيكِ ذلك من الوقوع في الأخطاء، لذا، احرصي على تقديم الاعتذار بسهولة في ذلك الحين ليتقبل أطفالك ذلك السلوك الإيجابي والاعتراف بأخطائهم كذلك. لا بأس من ارتكاب الأخطاء، ولا بأس في تجربة شيء ما والاعتراف أنه ينجح.
- أن تكون أكثر من أم: قبل أن تصبح أمًا، كانت امرأة مستقلة مكتفية ذاتيًا، عاملة ولديها اهتمامات وهوايات وعلاقات اجتماعية، لكنها أضافت لقب أم إليها أيضًا. من السهل جدًا أن تفقد المرأة نفسها في مرحلة الأمومة، لكن كأم رائعة، فأنتِ تعلمين أنكِ أكثر من مجرد أم.
- تعلم أنه لا يمكنها فعل كل شيء: قد يظن بعضهم أن الأم يجب أن تقوم بكل الأدوار، لكن ذلك غير صحيح، ينبغي للأم تقبل فكرة أنها ليست شخصًا خارقًا، بل يمكنها الاستعانة بالآخرين سواء بالأشخاص المقربين أو الزوج أو طلب مساعدة خارجية، أو حتى تأجيل المهام غير الضرورية لوقت آخر، تذكري جيدًا أنه لتكوني أمًا جيدة فلستِ بحاجة لإنجاز كل شيء.
ما حقيقة الأم المثالية؟
هل هناك حقًا شخص مثالي؟ ارتبط في أذهاننا منذ الصغر لقب الأم المثالية بأمهاتنا جميعًا، لكن في الواقع قد لا يوجد شخص كامل أو مثالي إلى الحد المطلوب، في النهاية نحن جميعًا بشر نصيب ونخطأ، حتى الأم هي أيضًا بشر تصيب وتقع في الأخطاء، ليس مطلوبًا منّا ألا نخطئ، بل نحتاج إلى ذلك لتعلم مزيد من الخبرات وتحقيق النجاح بعد الفشل، ليس هناك أم مثالية، فلا وجود للكمال في الأمومة، ولا يوجد أيضًا طفل مثالي أو زوج مثالي أو عائلة كاملة أو زواج مثالي.
يفرض المجتمع على الأم كثيرًا من العوائق التي تجلعها تشعر بالتقصير الدائم، بغض النظر عن مدى صعوبة تلك المهمة، إلا أن إطلاق لفظ الكمال أو المثالية على دور الأم، أمر شاق ومرهق كثيرًا، ما يدفع كثيرات لبذل جهود كبيرة لتحقيق أمر محال، تذكري دائمًا أن دورك كأم دور عظيم يتطلب كثيرًا من الجهد النفسي والبدني، لذا، كوني فخورًا بما تقدميه لأبنائك من حب ودعم يوميًا وتخلي عن الألقاب الوهمية.
تعرفنا معًا إلى صفات الأم الجيدة والتي ليست بالضرورة أن تكون أمًا خارقة، بل هي أم طبيعية تسعى بكامل جهدها لرعاية أبنائها والتواصل معهم بشكل إيجابي فعال لتنشئتهم في بيئة صحية لمواجهة المجتمع، احرصي على أن تكوني أمًا ناجحة لا مثالية واشعري دومًا بالفخر لممارسة دورك العظيم في الحياة.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".