متى ينبغي استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع؟

المضادات الحيوية للأطفال الرضع

عندما يمرض طفلك الرضيع، فأنتِ تريدينه أن يشعر بالتحسن في أسرع وقت ممكن، ما قد يدفعكِ للذهاب للصيدلية وشراء مضاد حيوي وإعطائه للطفل، ولكن المضادات الحيوية ليست الحل دائمًا، ويمكن أن تضر طفلكِ في بعض الأحيان أكثر مما تنفعه، إذ يؤثر الإفراط في استخدامها في الجهاز المناعي بشكلِ كبير. لذا من المهم عزيزتي معرفة متى يجب إعطاء المضادات الحيوية للأطفال الرضع على وجه الخصوص، والحالات والأعراض التي تحتاج للعلاج بها، وسنوضح كل هذه الأمور من خلال هذا المقال.

متى ينبغي استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع؟

يُستخدم المضاد الحيوي في علاج العدوى البكتيرية في الجسم، ويصف الطبيب نوع المضاد وفقًا لنوع العدوى، وحتى لا تعتقدي أن المضاد الحيوي الحل السحري، يجب أن تعلمي عزيزتي أن دور الجهاز المناعي مقاومة الأمراض، لذا فإن إعطاءك الطفل المضاد الحيوي بمجرد ظهور الأعراض عليه، يؤثر في وظيفة الجهاز المناعي ودوره، ما يؤثر فيه، وهو ما يضعف مناعة طفلكِ على المدى الطويل.

 بصفة عامة، المضادات الحيوية فعالة في علاج الالتهابات البكتيرية، ومع ذلك فإن غالبية أمراض الطفولة سببها الفيروسات، ما يعني أنه لا يمكن علاجها بالمضاد الحيوي، فاستخدامه لعلاج العدوى الفيروسية مشكلة، لأنه يقضي على البكتيريا السليمة في الجسم، وقد يؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية فيما بعد، لذا من المهم معرفة الحالات التي يجب معها استخدامه وهي:

  • عدوى المسالك البولية: تكون مصحوبة بحرقة في التبول، وتغير رائحة البول، أو نزول دم في الحفاض، وقد يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة.
  • التهاب الحلق العقدي: يصاحبه صعوبة في الرضاعة والبلع، وتورم اللوزتين، وبقع حمراء صغيرة في سقف الحلق، وتضخم الغدد الليمفاوية أسفل الأذنين، مع ارتفاع درجة الحرارة.
  • التهاب الأذن الوسطى الحاد: عدوى شائعة في الأطفال الرضع، وتحدث عندما تسد السوائل الأذن الوسطى، بسبب البرد أو عدوى الجهاز التنفسي العلوي، ويصبح هذا السائل أرضًا خصبة لنمو البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، وتظهر على الطفل أعراض، كشد الأذن المصابة وصعوبة النوم والحمى والتعب ورفض الرضاعة.
  • التهاب ملتحمة العين: تُعرف بالعين الوردية أيضًا، وهو التهاب في الغشاء المبطن للعينين أو الجفون، ما يتسبب في ظهور إحدى العينين أو كلتيهما باللون الوردي أو الأحمر. يمكن أن يكون سببها البكتيريا أو الفيروسات أو مسببات الحساسية -كحبوب اللقاح- أو المهيجات الأخرى -كالكلور في حمامات السباحة- وقد تصاحب العدوى البكتيرية إفرازات صفراء أو خضراء من العين، والشعور بالألم، وعدوى في الأذن، واحمرار العين وتورم الجفون.
  • التهاب الجيوب الأنفية البكتيري: عندما يتحول المخاط إلى اللونين الأصفر أو الأخضر، فإن هذه الحالة تُعرف باسم التهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب تجويف الأنف. من الطبيعي أن تتحول إفرازات الأنف إلى اللون الأصفر أو الأخضر بعد أيام قليلة من بدء الزكام، وعادةً ما تحدث عدوى الجيوب الأنفية البكتيرية بعد الإصابة بعدوى فيروسية كالزكام، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والأعراض الأخرى.
  • السعال: تحدث معظم حالات السعال بسبب عدوى فيروسية، كالزكام أو الإنفلونزا، لكن قد يوصي الطبيب بالمضادات الحيوية لسعال طفلك إذا لم يتحسن في غضون 14 عامًا.

الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية للأطفال الرضع

لا يجب استخدام المضادات الحيوية للأطفال في العموم دون استشارة الطبيب، ويجب استخدامه بطريقة صحيحة حتى لا تكتسب البكتيريا مقاومة تجاهه، أو يسبب للطفل آثارًا جانبية، وفيما يلي بعض النصائح لاستخدامه بشكل صحيح:

  1. التزمي بجرعة المضاد الحيوي: عادةً ما يصف الطبيب جرعة المضاد الحيوي بالملليلتر، لذا من المهم إعطاء الطفل الجرعة مضبوطة بمعيار أو قطارة أو سرنجة فارغة.
  2. التزمي بمواعيده: تختلف مواعيد المضادات الحيوية باختلاف نوعها، فبعضها يحتاج لأخذه مرة واحدة في اليوم، وبعضها قد يصفه الطبيب بمعدل كل 12 ساعة، وأخرى كل ثماني ساعات، التزمي عزيزتي بتوقيتات المضاد الحيوي، حتى يظهر مفعوله ويقضي على البكتيريا.
  3. لا تتوقفي عن إعطائه للطفل: يقع كثير من الأمهات في خطأ شائع، ويتوقفن عن إكمال المضاد بمجرد تحسن الأعراض، وهو ما يكسب البكتيريا مقاومة تجاه هذا المضاد مع الوقت، لذا التزمي بالجرعة كاملة التي يصفها الطبيب، وكرريها إذا ما نصح بذلك.

متى يظهر مفعول المضادات الحيوية للأطفال الرضع؟

تبدأ المضادات الحيوية العمل على الفور تقريبًا. على سبيل المثال، يستغرق الأموكسيسيلين نحو ساعة واحدة للوصول إلى مستويات الذروة في الجسم، ومع ذلك قد لا يظهر على الطفل التحسن من الأعراض حتى وقتٍ لاحق، وعادةً ما تظهر المضادات الحيوية تحسنًا في الأعراض في غضون يومين إلى ثلاثة أيام. هذا لأن استجابة الجسم المناعية لعديد من الأمراض هي التي تسبب بعض الأعراض، وقد يستغرق الأمر وقتًا حتى يهدأ الجهاز المناعي بعد تدمير البكتيريا الضارة.

بعض المضادات الحيوية كتلك التي تُستخدم لعلاج حالات معينة من عدوى المسالك البولية، تعمل على الفور، وبصفة عامة يعتمد التوقيت على نوع العدوى، وما إذا كانت البكتيريا حساسة لهذا المضاد الحيوي بالتحديد، ورغم أن معظم الأطفال يبدؤون الشعور بالتحسن في غضون 48 إلى 72 ساعة من بدء العلاج، فمن المهم إعطاء الدواء للمدة الزمنية المحددة حتى لو بدا طفلك أفضل.

قد يؤدي إيقاف الدواء مبكرًا إلى عودة العدوى، وقد يحتاج الطبيب بعد ذلك إلى وصف مضاد حيوي أقوى، لأن البكتيريا اكتسبت مقاومة للدواء الأول، ما يجعل القضاء على البكتيريا أكثر صعوبة.

ختامًا عزيزتي، إعطاء المضادات الحيوية للأطفال الرضع دون استشارة الطبيب أمر له خطورته، ويجب عليكِ في حال ظهور عرض مقلق على الطفل الرجوع إلى الطبيب، أما في حالات الحمى، فيمكنكِ استخدام الكمادات والمخفضات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، كالأسيتامينوفين، لخفض الحرارة حتى الذهاب للطبيب.

يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم، ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك في قسم تغذية وصحة الرضع.

عودة إلى رضع

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon