يعتقد معظم الأمهات أن تأخر المشي لدى الأطفال يكون نتيجة نقص عناصر مثل الكالسيوم والفسفور أو فيتامين "د" بالجسم فقط، والحقيقة أن نقص هذه العناصر بالفعل قد يسبب تأخر المشي، ولكنها ليست الأسباب الوحيدة، فقد تندهشين عزيزتي إذا علمتِ أن كثيرًا من الأطفال يتأخرون في المشي بسبب الخوف، سواء خوفهم من السقوط أو الخوف من التحرك واستكشاف العالم، ويوجد العديد من الطرق لعلاج تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف، سنطرحها عليكِ في هذا المقال.
تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف
يبدأ الطفل في محاولة الوقوف مستندًا إلى الأم أو الأثاث من الشهر الثامن، وهذا مؤشر جيد أن طفلك الآن يستعد للحركة واستكشاف العالم الجديد، ويبدأ معظم الأطفال المشي بمساعدة الوالدين أو بالاستناد على الأثاث من الشهر التاسع، ومع بلوغ العام الأول، يستطيع الطفل الوقوف بمفرده دون مساعدة من والديه، وقد يخطو خطوته الأولى في هذه المرحلة، ورغم أن الأمر يختلف من طفل لآخر، وتطور الحركة لدى الطفل يتوقف على العديد من العوامل مثل الوزن، التغذية، وغيرها، فيمكن القول إن معظم الأطفال يستطيعون المشي في عمر 12 - 15 شهرًا، ولكن هل يعد الطفل متأخرًا إذا كان عمره 15 شهرًا أو أكثر ولا يستطيع المشي؟ بعض الأطفال قد يبدأون المشي في عمر 17 شهرًا، لذا لا داعي للقلق عزيزتي طالما الطفل لا يعاني من أي مشكلات صحية وبدأ يزحف ويحاول الوقوف، فإنه في طريقه لأخذ خطواته الأولى.
ويُعد الخوف من المشي واحدًا من أهم الأسباب النفسية التي تؤخر المشي عند الأطفال، إما نتيجة تعثر الطفل في أحد محاولاته للمشي أو نتيجة سقوطه، فيخشى المشي مجددًا حتى لا يتأذى من جديد، وقد يكون خوف الطفل نتيجة رهبته من العالم الجديد، فبعد أن كان عالمه يقتصر على غرفة أو مساحة بعينها، يمكنه الآن التجول ومشاهدة أشياء جديدة قد تشعره بالخوف، لذا فقد تلاحظين أن طفلك قد بدأ بالمشي ثم ما لبث أن عاد من جديد للزحف، ولم يحاول المشي بعدها، وهو أمر طبيعي يحتاج منكِ للتأني وعدم التعجل وطمأنة الصغير ليحاول المشي من جديد، وفيما يلي سنوضح لكِ كيفية مساعدة الصغير على تغلبه على الخوف من المشي.
علاج تأخر المشي عند الأطفال بسبب الخوف
للتغلب على الشعور بالخوف الذي قد يؤخر مشي طفلك، اتبعي عزيزتي النصائح التالية:
- في مرحلة الزحف، لا تمنعي الصغير من استكشاف المنزل والغرف المختلفة، ودعيه يكتشف الأماكن ولا تحاولي جذبه كلما ابتعد عن نظرك، فبهذه الطريقة سيعتاد على الأماكن المختلفة بالمنزل ولا يخشاها عندما يبدأ في المشي.
- مع بداية وقوف الطفل مستندًا عليكِ في الشهر الثامن، ساعدي الطفل بإمساك ذراعيه، وعلميه كيفية ثني الركبتين ببطء عند عودته للجلوس مرة أخرى، فعدم القدرة على ثني الركبتين هو أحد أسباب وقوعه عند أخذ خطواته الأولى.
- عندما يبدي الطفل استعداده للمشي من خلال وقوفه، ساعديه في الفترة الأولى، فهو إلى الآن لا يستطيع التنسيق بين حركة القدمين، ولا ثني الركبتين، ولا يقدر على رفع قدمه بسهولة، لذا اسنديه من تحت الذراعين وسيري معه ببطء شديد، ولا تتركيه مستندًا على الأثاث أو تتعجلي في أن يسير بمفرده، فإن سيرك معه لا يساعد فقط على دعم جسده الصغير، ولكن يساعده نفسيًا على الشعور بالاطمئنان وأنه لن يسقط وأنتِ ممسكة به.
- إذا حاول الطفل الوقوف بمفرده مستندًا على الحائط أو الأثاث، فاحرصي على وضع وسادة أسفله، فمن الشائع أن يقع الطفل عند محاولاته الأولى، وشعوره بالألم سيجعله يخشى الوقوف من جديد، ويفضل الزحف كوسيلة آمنة للحركة لا تعرضه للأذى.
- تأمين البيت في مرحلة الزحف أو السير من الخطوات المهمة، التي تساعد طفلك على التغلب على شعوره بالخوف، فتعثره في أحد المقاعد أو وجود شيء بطريقه قد يشعره بالخوف من التحرك، لذا حاولي التخلص من الأشياء التي قد تعرقل الصغير أو تسبب سقوطه.
- شجعي الطفل كلما وقف لفترة أطول أو مشى عدة خطوات من خلال تعبيرات وجهك السعيدة أو التصفيق، إذ يساعد هذا على تحفيز الصغير للوقوف والمشي لمسافة أطول.
- حاولي إضاءة الغرف في الفترة الأولى التي يحاول فيها الصغير المشي، فربما يكون سبب خوفه من استكشاف المنزل والسير لمكان آخر هو خوفه من الظلام، لذا حاولي أن تكون غرف المنزل مضاءة عند تحرك الطفل.
- عند ترك الطفل في الغرفة وذهابك لغرفة أخرى، اتركيه واقفًا وليس جالسًا، إذ يشجعه هذا على محاولة المشي ليأتي لكِ في الغرفة الأخرى، أما إذا وضعته جالسًا فربما يشعر بالكسل لمحاولة النهوض ولا يحاول المشي.
- عند تعليم الطفل للمرة الأولى، اختاري غرفة يكون فيها أثاث يمكن للطفل الاستناد عليه، ويفضل أن تكون المسافة بين الأثاث صغيرة على بعد خطوة واحدة في البداية، حتى يستطيع طفلك التحرك دون خوف من السقوط، ثم بعدها يمكن زيادة المسافة بين الأثاث تدريجيًا حتى يحاول السير لمسافة أطول.
شاهدي في الفيديو نصائح مجربة ومفيدة تساعد طفلك في بدايات تعلم المشي.