التواء القدم عند الأطفال حديثي الولادة أحد تشوهات القدم الخلقية التي تلتف فيها قدم الطفل خارج وضعها الطبيعي، وهو عيب خلقي شائع نسبيًا وقد يكون خفيفًا أو شديدًا، ولدى نصف الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة يكون الاعوجاج في كلتا القدمين، ومن الممكن ملاحظة معظم حالات اعوجاج القدم بوضوح قبل الولادة.
ورغم عدم إمكانية فعل أي شيء قبل الولادة لعلاج الحالة، فإن الاكتشاف المبكر يمنحك مزيدًا من الوقت لمعرفة هذه الحالة وما الذي قد تواجهين أنت وطفلك، فإذا كان طفلك يعاني من هذه الحالة فإنه سيجد صعوبة في المشي بشكل طبيعي، لذا ينصح الأطباء بعلاج التواء القدم بعد الولادة بوقت قصير، في هذا المقال سنتعرف إلى أسباب هذه الحالة وكيفية علاجها.
أسباب التواء القدم عند الأطفال حديثي الولادة
يعتبر التواء القدم الخلقي أو ما يطلق عليه حنف القدم مجهول السبب، ولكن يُقترح أن يكون سببه بعض العوامل الوراثية والبيئية، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر إصابة المولود بحنف القدم، وتشمل:
التاريخ العائلي، إذا كان أي من الوالدين أو أطفالهما الآخرين قد أُصيب بحنف القدم، فتكون احتمالية إصابة المولود الجديد كبيرة.
- التشوهات الخلقية الأخرى، في بعض الحالات، يُمكن أن يرتبط حنف القدم بتشوهات أخرى في الهيكل العظمي عند الولادة، مثل السنسنة المشقوقة، وهي عيب خلقي يحدث عندما لا ينمو العمود الفقري والحبل الشوكي أو ينغلقان كما ينبغي.
- البيئة المحيطة، يمكن أن يزيد التدخين في أثناء الحمل من خطر إصابة الطفل بحنف القدم بشكل كبير.
- عدم وجود ما يكفي من السائل الأمينوسي في أثناء الحمل، وهو السائل الذي يُحيط بالطفل في الرحم.
علاج التواء القدم عند الأطفال حديثي الولادة
يبدأ علاج حنف القدم عادةً أول أسبوع أو أسبوعين بعد الولادة، بهدف تحسين الطريقة التي تبدو عليها قدم الطفل وتعمل بها قبل أن يتعلم السير، على أمل منع إعاقة طويلة الأجل، وتتضمن خيارات العلاج:
- مد الجزء المصاب وتجبيره (طريقة بونيستي).
- الجراحة.
طريقة بونيستي
هذا هو العلاج الأكثر شيوعًا لحنف القدم، ويقوم فيه الطبيب بالآتي:
- تحريك قدم طفلك إلى وضع صحيح ثم وضعها في جبيرة لتثبيتها في هذا الوضع.
- إعادة تحديد وضع قدم الطفل وإعادة وضعها في جبيرة مرة أسبوعيًّا لعدة شهور.
- إجراء عملية جراحية بسيطة لإطالة وتر أخيل.
بعدما يعاد تنظيم شكل قدم الطفل، ستحتاجين إلى الحفاظ عليها الاستعانة بما يلي:
- عمل تمارين الإطالة مع طفلك.
- الحرص على ارتداء طفلك أحذية ودعامات خاصة.
- التأكد من ارتداء طفلك الأحذية والدعامات طوال الوقت المطلوب، عادة طوال الوقت لمدة ثلاثة أشهر، ثم ليلًا وفي أثناء فترات القيلولة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
من أجل نجاح هذه الطريقة، سيحتاج طفلك إلى وضع الدعامات وفقًا لتوجيهات الطبيب فلا تعود القدم إلى وضعها الأصلي مرة أخرى، ويكون السبب الرئيسي لعدم نجاح هذه الطريقة في بعض الأحيان، عدم استخدام الدعامات وفقًا للتوجيهات.
الجراحة
إذا كانت حالة طفلك شديدة أو لا تستجيب للعلاجات غير الجراحية، فقد تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة أكثر تدخلًا، ما يقوم به جراح العظام في هذه الجراحة هو إطالة الأوتار والأربطة، إذ يساعد ذلك على إرخاء القدم لتتخذ وضعًا أفضل، وبعد الجراحة، سيرتدي طفلك جبيرة لمدة تصل إلى شهرين، ثم بعدها سيحتاج إلى ارتداء دعامة لمدة عام، لمنع عودة اعوجاج القدم.
رغم أنه حتى بعد العلاج قد لا يصحح التواء القدم تمامًا، فإنه في معظم الحالات يمكن للأطفال الذين يحصلون على العلاج الصحيح مبكرًا النمو الطبيعي، وارتداء أحذية عادية والاستمتاع بحياة طبيعية ونشيطة.
لا تستهيني بعلاج التواء القدم عند الأطفال حديثي الولادة، كي لا يتطور الأمر إلى مشكلات أكثر خطورة، مثل التهاب المفاصل، وعدم القدرة على المشي بصورة طبيعية، إضافة إلى أن ذلك يمكن أن يكوّن لدى طفلك تقديرًا متواضعًا لذاته وعدم ثقة بالنفس.
أبناؤنا أغلى ما لدينا نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم حديثي الولادة