لأن حياتكِ في وجود مولود صغير تختلف تمامًا عن ذي قبل، ربما تجدين نفسكِ مع الوقت تفتقدين بعض الأشياء والعادات التي كنتِ تقومين بها من قبل حتى في أبسط صورها، خاصة مع عدم وجود الوقت الكافي لكل هذه المسؤوليات والمتطلبات، ومرورك بتجربة تتطلب بعض الراحة والاسترخاء.
لذا تساعدكِ "سوبرماما" في هذا الموضوع على معرفة عدة خطوات يمكنك من خلالها استعادة صحتك في فترة ما بعد الولادة، والتي جمعنا لكِ خلاصتها من تجارب سابقة لبعض الأمهات.
استعادة الصحة في فترة ما بعد الولادة
عند سؤال عدد من الأمهات عن كيفية استعادة حياتهن والاستمتاع بها بعد ولادة طفل، وصلنا إلى عدد من الخطوات العملية التي نحتاج لمراجعتها من وقت لآخر لشحن الطاقة الإيجابية داخلنا، وأبرزها:
- تقبلي فكرة التغيير: تظل مشكلة الكثير من الأمهات عدم تقبل فكرة التغيير الذي طرأ على حياتها، فبالتدريج لن تستمتع بأي نشاط تقوم به، وهذا نتيجة لسيطرة الأفكار السلبية عليها والتسليم بأن حياتها أصبحت مختلفة. والحل هو التصالح مع الفكرة والتعايش معها، فعلى سبيل المثال مع الوقت لن تشعري بأن تغيير شكل أثاث منزلكِ لمواكبة فترة الزحف كارثي، أو إطعام رضيعكِ والتغيير له خارج المنزل مشكلة حقيقية، الأهم أنه بخير وأنكِ خرجتِ معه.
- اطلبي المساعدة: بعض النساء يجدن صعوبة أو إحراجًا في طلب المساعدة، ولكن الحقيقة أن ذلك من حقكِ. فإذا ما أتيحت لكِ الفرصة لترك الرضيع لدى والدتكِ أو حماتكِ أو إحدى قريباتكِ أو حتى صديقتكِ المقربة، وخرجتِ بمفردكِ أو مع بعض الصديقات لمدة ساعتين فقط، ستشعرين بالكثير من الطاقة الإيجابية، وستعودين مُتلهفة لرؤية رضيعكِ والاطمئنان عليه.
- مارسي هواياتكِ المفضلة: إذا كنتِ تشتاقين لممارسة هواية كنتِ تمارسينها من قبل، كل ما عليكِ هو استثمارها بما يناسب الفترة التي تمرين بها. بمعنى إذا كنتِ تحبين الكتابة، اكتبي لرضيعك وحدثيه عن كل تفاصيل انتظاره ويوم وصوله وشكل حياتكِ بعده. وإذا كنتِ من هواة الرسم، ارسمي له قصصًا مصورة ملونة، وزيّني بها غرفته. لا شك بأن وقتكِ ضيق، لكن إذا أتيحت لكِ الفرصة لا تفوتيها.
- ذكري نفسك دائمًا بأنها فترة مؤقتة: مجرد تذكر ذلك كلما ضاقت نفسكِ بالوضع، سيمر الأمر بسلام وستجدين نفسكِ أقوى، لأنه في كل الأحوال حياتكِ لن تتوقف عند هذه المرحلة. والدليل اختلاف رضيعكِ كل شهر عن السابق، وتطوره بصورة كبيرة وسريعة.
- اخرجي بصحبة طفلكِ: الروتين اليومي وافتقادكِ للخروج وللتنفس والانطلاق من أهم أسباب سيطرة الضيق عليكِ، لذا اخرجي بصحبته ولا تترددي، قكل منكما يحتاج للهواء ورؤية أماكن جديدة. فإذا استطعتِ التنزه في حديقة قريبة من منزلكِ، سيكون الأمر في غاية الروعة لكل منكما.
- ابحثي عن الحلول دائمًا: تجربة الأمومة قادرة على تعليم كل أم بأنه لا بُد من وجود حلول لأي مشكلة، لذا لا تستسلمي لأفكاركِ السلبية، وابحثي عن الحلول الممكنة والمتاحة.
- حافظي على هدوئكِ النفسي: حتى تفرحي بكل خطوة أو تطور يحدث لرضيعكِ، احتفظي معه بذكريات جميلة وصور كثيرة، ولا تدعي المسؤولية الجديدة تفسد عليكِ لحظات الاستمتاع، فابتسامتكِ جزء كبير من اطمئنانه. ولا تضيعي شهوره الأولى، لأن الأطفال الرضع يكبرون بصورة غير متوقعة وسريعة جدًّا.
- خصصي ربع ساعة لنفسك يوميًّا: لنبدأ بربع ساعة فقط، وهي دون شك قابلة للزيادة مع تقدمه في الشهور. اختاري أي نشاط أو هواية أو حتى التمتع بالهدوء والفراغ بمفردكِ، وسينعكس ذلك بشكل كبير على صحتكِ النفسية بالإيجاب.
متى يعود الجسم لطبيعته بعد الولادة؟
فترة الحمل وما بعد الولادة يحتاجان إلى بعض الصبر وتقبل الأمور بصدر رحب، ففي الحمل تتغير تركيبة الجسم مع كبر حجم الطفل وزيادة كتلة الدهون في جسمكِ نتيجة للتغذية التي كان يتطلبها نمو الجنين، والأمر نفسه بعد الولادة لزيادة إدرار حليب الرضاعة. ولهذا كله فإن مرور جسمك ببعض التغيرات بعد الولادة أمر طبيعي، مثل زيادة الوزن وظهور علامات التمدد وانتفاخ البطن.
وكذلك فإن عضلات البطن بعد الولادة تكون ضعيفة وغير مدعومة، وهو ما يسبب بروز البطن وترهله بعض الشيء. إلا أن الأمر يختلف ما بين الولادة الطبيعية والقيصرية، فالأولى تحافظ على عضلات البطن بشكل أكبر من الثانية.
ولكن الخبر السار هو أنه يمكنكِ استعادة طبيعة جسمكِ مرة أخرى بعد الولادة، ففي خلال الأسابيع الستة الأولى منها سينكمش حجم جسمك، ويعود إلى طبيعته قبل الحمل بشكل كبير. وكذلك فإنه مع عملية الولادة ستفقدين جزءًا كبيرًا من وزنكِ الزائد، ما بين وزن الطفل والمشيمة والدم والسوائل الزائدة والسائل الأمنيوسي.
ولكن الدهون المخزنة في الجسم ستحتاج إلى بعض الوقت، ويمكنك تخفيفها تدريجيًّا باتباع بعض النصائح التي سنقدمها لكِ في الفقرة التالية.
كيفية استعادة رشاقة الجسم بعد الولادة
في الفقرة السابقة تعرفتِ بشكل واضح على كيفية تغير تكوين الجسم بعد الحمل والولادة، وهنا إليكِ الطريقة التي ستساعدكِ في استعادة وزن ما قبل الولادة:
- استفيدي من الرضاعة الطبيعية: بالإضافة إلى فوائد الرضاعة الطبيعية لطفلكِ، أظهرت مجموعة من الأبحاث علاقة بين الرضاعة الطبيعية وفقدان الوزن. فالرضاعة الطبيعية ستساعدكِ في المتوسط على فقدان 12 كيلوجرامًا من دهون الجسم في ستة أشهر، خاصة في أول 12 أسبوعًا بعد الولادة، بالمقارنة بمن لا يرضعون رضاعة طبيعية أو يرضعون رضاعة مختلطة، لذا احرصي على الانتظام في الرضاعة الطبيعية قدر استطاعتك.
- مارسي بعض التمارين الرياضية: احرصي على ممارسة بعض التمارين الرياضية لتقوية عضلات البطن والظهر والحوض بالتأكيد بعد استشارة طبيبكِ، إذ تختلف التمارين حسب نوع الولادة ومدى سهولتها أو صعوبتها.
- تجنبي الوجبات الدسمة: خاصة في أول 6 أسابيع بعد الولادة، فالوجبات الدسمة ستصعب عملية إنقاص الوزن، وبالطبع هذا لا يتعارض مع الرضاعة الطبيعية، فالغذاء الصحي المتوازن يضمن لكِ حليبًا صحيًّا ومغذيًا.
- تحلي بالصبر: أعطي نفسك الوقت وتحلي بالصبر ولا تستعجلي النتائج، ففترة ما بعد الولادة إحدى مراحل الحياة، وهذا النظام سيكون نمط حياة. فيمكن أن تصل فترة فقدان الوزن إلى 9 أشهر أو أكثر ويمكن أقل، وكما ذكرنا اجعلي هذه النصائح أسلوب حياة.
اتبعي كل خطوات استعادة صحتك في فترة ما بعد الولادة، وكذلك طرق خسارة الوزن الزائد لتعودي سريعًا إلى مظهرك الطبيعي. ولا تجلدي نفسكِ أو تجعلي الشعور بالضيق يسيطر عليك، ولكن عليك المقاومة وعدم الاستسلام لأي أفكار أو تعليقات سلبية، وتذكري دومًا أنكِ تقومين بأسمى دور في الدنيا.
ولمعرفة المزيد من الموضوعات المتعلقة بالولادة اضغطي على هذا الرابط.