تنتشر أمراض الجهاز الهضمي العلوي بين الأطفال الرضع، وتُقلق الأمهات كثيرًا، ورغم أن مصطلح عسر الهضم يُعرف أكثر بين الكبار، فإنه يرتبط في الأطفال الرضع ببعض الأعراض، كعدم راحة الرضيع في أثناء إطعامه، أو آلام البطن حول السرة، التي تُكتشف بالتشخيص الطبي، ويعبر عنها الطفل في صورة بكاء شديد وغثيان وقيء. تتعدد أسباب إصابة الرضيع بعسر الهضم، وأهمها الارتجاع المعدي المريئي، الذي قد يسبب قرحة المعدة، بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة نخبركِ بها في هذا المقال، مع أعراض عسر الهضم عند الرضع، وطرق علاجه.
أعراض عسر الهضم عند الرضع
بسبب عدم قدرة الرضع على التعبير، تظهر أعراض عسر الهضم على هيئة بكاء مستمر، بالإضافة إلى الأعراض الآتية:
- التهيج الشديد، والضيق، والمزاج العام السيئ للرضيع.
- الانتفاخ عند الرضع، وارتفاع البطن، والتجشؤ، وخروج غازات كثيرة.
- صعوبة البلع والرضاعة، ما يؤدي لرفض الرضيع الطعام.
- مشكلات النوم، والاستيقاظ المتكرر.
- القيء المتكرر، وسيلان اللعاب، والبصق الكثير.
- صعوبة في اكتساب الوزن والنمو.
- الشبع المبكر، وعدم أخذ كفاية الرضيع من الطعام.
- التقوس للخلف في أثناء الرضاعة وبعدها مع البكاء.
- الحازوقة والسعال المتكرران، والتهاب الرئة، نتيجة تكرر دخول الحليب العائد من المعدة لرئة الرضيع,
- حرقة المعدة، وآلام البطن، والبكاء كثيرًا، خاصة عند حمل الرضيع، أو الضغط على بطنه.
أما عن أسباب إصابة الرضيع بعسر الهضم، فهذا ما نوضحه لكِ في الفقرة التالية.
أسباب عسر الهضم عند الرضع
تتعدد أعراض عسر الهضم تبعًا لأسبابه، ويمكن جمع العوامل التي تؤدي لإصابة الطفل الرضيع بعسر الهضم في النقاط الآتية:
الارتجاع المريئي المعدي، وهو حالة تعبر عن رجوع محتويات المعدة إلى المريء، وعادة ما ستحسن الطفل المصاب بها بعد بلوغه عامًا ونصف العام، ومن أبرز أعراضه:
- سيلان اللعاب والقيء والبصق.
- رفض الرضاعة.
- التقوس للخلف.
- التجشؤ والحازوقة والسعال والاختناق باللبن العائد من المعدة.
- حرقة المعدة والألم الشديد.
- مشكلات النوم.
- قرحة المعدة، سواء بسبب جرثومة المعدة، التي تتسبب أيضًا في إصابة الأطفال بالتهابات المريء والمعدة، أو بسبب نقص الطبقة المخاطية الحامية لخلايا جدار المعدة بفعل أحماضها.
- الاضطرابات الحركية للجهاز الهضمي العلوي، كحالة خزل المعدة، الذي يبطئ حركة الطعام، مؤديًا للقيء والغثيان وآلام المعدة، وقد تلي هذه الحالة عدوى فيروسية أو ارتجاع مريئي معدي.
- مشكلات البنكرياس والأقنية الصفراوية، كالتهاب المرارة أو خلل حركات المرارة، ومن أعراضهما القيء والألم بعد الرضاعة، وقد يصاحبان العدوى البكتيرية بالسالمونيلا، أو الإيشريشية المعوية، أو العدوى الطفيلية، كداء الجيارديات.
- اضطرابات مختلفة نادرة الحدوث في الرضع، مثل: البرفيريا الحادة المتقطعة التي تصيب الطفل بآلام بطن شديدة ومستمرة لعدة أيام، مع إمساك وقيء وتسارع في ضربات القلب، أو التسمم بالرصاص، أو انسداد الوصلة بين الحوض والحالب.
لست في حاجة بالطبع إلى تأكيد ضرورة التوجه للطبيب، فور ملاحظة أي أعراض مقلقة على طفلكِ، حتى يصف له العلاج المناسب، الذي نذكر بعض اختياراته في السطور التالية.
علاج عسر الهضم عند الرضع
بعد كشف الطبيب على رضيعكِ، وتشخيص سبب عسر الهضم، يحدد العلاج بناء على ذلك كالآتي:
في حالة الارتجاع المريئي المعدي، تُعالج الحالة بحسب الأعراض الظاهرة، مثل:
- دواء سيسابريد المنشط لحركة الجهاز الهضمي، لكنه قد يسبب الإسهال.
- مناهضات مستقبلات الهيستامين 2، مثل: "الفاموتيدين"، أو "الرانيتيدين" الذي مُنع حديثًا وسُحب من الأسواق.
- مثبطات مضخة البروتون، مثل: "الإيزوميبرازول" أو "الأوميبرازول".
- في حالة قرحة المعدة، تُعالج جرثومة المعدة في الأطفال بأدوية لمدة أقصر من المعتمدة للكبار، مثل:
- المضادات الحيوية، مثل: "الأموكسيسيلين" مع "الكلاريثروميسين" أو "الميترونيدازول".
- مثبطات مضخة البروتون، مثل" "الأوميبرازول".
- مشتقات البزموت في الأطفال الأكبر سنًّا.
- في حالة الاضطرابات الحركية للجهاز الهضمي، كحالة خزل المعدة، ينصح الطبيب بتقسيم طعام الطفل إلى وجبات صغيرة، وتقديمه له على فترات متقاربة، وتجنب الأم المرضع الوجبات الدسمة أو عالية الألياف، وقد يحتاج الطفل إلى عملية جراحية أو تنظيرية، كـ"فغر المعدة"، التي يُنشأ فيه معبر للطعام من الجلد للمعدة دون المرور بالمريء.
- مشكلات البنكرياس والأقنية الصفراوية، وفيها يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي باستئصال المرارة، أو العلاج الدوائي بحمض "يورسودي كوليك"، مع مضادات الأكسدة كفيتاميني "ج" و"هـ" والسيلينيوم.
ختامًا عزيزتي، ننصحكِ بالتوجه إلى الطبيب فور ملاحظة أيٍّ من أعراض عسر الهضم عند الرضع، حتى يصف له العلاج المناسب، وتضمني حصوله على التغذية اللازمة له، التي تضمن نموه وتطوره بشكل سليم.
الأطفال الرضع يحتاجون إلى عناية مضاعفة، مقارنة بالأطفال الأكبر سنًّا، اطلعي على المزيد من النصائح والمعلومات الطبية في قسم تغذية وصحة الرضع.