يحدث رمد العين أو ما يطلق عليه التهاب الملتحمة الوليدي عند حديثي الولادة خلال الشهر الأول من عمرهم، وتتكون لدى الأطفال حديثي الولادة المصابين برمد العين إفرازات من العين خلال يوم واحد إلى أسبوعين بعد الولادة، وتصبح جفونهم منتفخة ومؤلمة، ويحدث الرمد نتيجة لعدوى بكتيرية أو فيروسية أو نتيجة عمليات كيميائية، وتترواح نسبة الإصابة به من 2% إلى 12% لدى الأطفال حديثي الولادة. يظهر رمد العين على شكل احمرار في عين الوليد، وقد يكون خطيرًا جدًّا عند حدوثه بسبب عدوى، تعرفي معنا إلى أسباب رمد العين عند حديثي الولادة وعلاجه.
أسباب رمد العين عند حديثي الولادة
يحدث الرمد البكتيري عادة عند الأطفال حديثي الولادة، ويؤدي إلى احمرار العينين وتورم الجفن والتصريف الزائد من العين، ويصعب غالبًا تحديد السبب الرئيسي خلفه من الأعراض نظرًا لتشابهها في كثير من الحالات، ولكن تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:
- رمد العين عند حديثي الولادة الاشتمالي (المتدثرة أو الكلاميديا): المتدثرة الحثرية "Chlamydia trachomatis" عدوى شائعة منقولة جنسيًّا تنتج عن بكتيريا وتسبب رمد العين والتهابات الأعضاء التناسلية (الكلاميديا)، ويمكن للنساء المصابات بالكلاميديا اللاتي لم يتناولن علاجًا أن ينقلن هذه البكتيريا إلى مواليدهن في أثناء الولادة. تشمل أعراض رمد العين الاشتمالي احمرار العين وتورم الجفون، وتظهر الأعراض عادة بعد 5 إلى 12 يومًا من الولادة، ويعاني نحو نصف الأطفال حديثي الولادة المصابين برمد العين المتدثري العدوى في أجزاء أخرى من أجسامهم.
- رمد العين عند حديثي الولادة بالمكورات البنية: النيسرية البنية "Neisseria gonorrhoeae" عدوى تنتج عن الأمراض المنقولة جنسيًّا أيضًا، وتسبب رمد العين بالمكورات البنية، بالإضافة إلى العدوى المنقولة جنسيًّا التي تسمى السيلان، ويمكن للنساء المصابات بمرض السيلان ولم يعالجنه، أن ينقلن البكتيريا إلى مواليدهن في أثناء الولادة، وتشمل الأعراض عادة احمرار العينين، ووجود صديد كثيف في العين، وتورمًا في الجفون، ويبدأ هذا النوع من رمد العين عند حديثي الولادة عادة بعد يومين إلى أربعة أيام من الولادة.
- رمد العين عند حديثي الولادة الكيميائي: عندما تُعطى قطرات العين لحديثي الولادة للمساعدة على منع العدوى البكتيرية، فقد تتهيج عين المولود الجديد، ويمكن تشخيص هذا على أنه التهاب الملتحمة الكيميائي، وعادة ما تشمل أعراضه احمرارًا خفيفًا في العين وبعض التورم في الجفون، ومن المحتمل استمرار الأعراض لمدة 24 - 36 ساعة فقط.
- رمد العين عند حديثي الولادة البكتيري والفيروسيات: يمكن للفيروسات والبكتيريا بخلاف المتدثرة الحثرية والنيسرية البنية أن تسبب رمد العين، على سبيل المثال: البكتيريا التي تعيش عادةً في مهبل المرأة، ولا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، يمكن أن تسبب رمد العين عند حديثي الولادة، وقد تنقل الأم هذه الفيروسات إلى طفلها في أثناء الولادة، وتشمل الأعراض عادة احمرار العين وانتفاخ الجفون.
الوقاية من رمد العين عند حديثي الولادة
للوقاية من رمد العين عند حديثي الولادة، يجب وضع قطرات أو مرهم مضاد حيوي للعين في عيون الأطفال حديثي الولادة، كالإريثروميسين، ولكن بعد استشارة الطبيب، أما في أثناء الحمل وقبل الولادة، فيجب على النساء المصابات بالهربس التناسلي استشارة طبيبهن حول طرق تقليل فرص انتشار المرض إلى مواليدهن الجدد، وننصح الأم بالتأكد من غسل اليدين قبل لمس العين المصابة وبعده.
علاج رمد العين عند حديثي الولادة
يعالج الأطباء رمد العين عند حديثي الولادة الناجم عن عدوى بكتيرية بالمضادات الحيوية اعتمادًا على شدة العدوى والبكتيريا التي تسببت فيها، وتستخدم بعض المضادات الحيوية كقطرة أو مرهم في العين، وتعطى المضادات الحيوية الأخرى عن طريق الفم أو عن الوريد، وقد يُعالَج بمزيج من نوعي المضادات الحيوية، ويتبلور علاج رمد العين عند حديثي الولادة فيما يلي:
- رمد العين عند حديثي الولادة الاشتمالي (المتدثرة أو الكلاميديا): عادةً ما يستخدم الأطباء المضادات الحيوية عن طريق الفم، لعلاج رمد العين عند حديثي الولادة الاشتمالي.
- رمد العين عند حديثي الولادة بالمكورات البنية: عادة ما يعطي الأطباء المضادات الحيوية عن طريق الوريد، لعلاج التهاب الملتحمة بالمكورات البنية. إذا لم يعالج، يمكن أن يصاب المولود بتقرحات القرنية والعمى.
- رمد العين عند حديثي الولادة الكيميائي: نظرًا لأن هذا النوع من التهاب الملتحمة ناتج عن تهيج كيميائي، فعادة ما يكون العلاج غير مطلوب، ويتحسن المولود خلال 24 - 36 ساعة.
- رمد العين عند حديثي الولادة البكتيري والفيروسي: عادة ما يعطي الأطباء قطرات أو مراهم من المضادات الحيوية لعلاج التهاب الملتحمة الذي تسببه بكتيريا أخرى غير المتدثرة الحثرية والنيسرية البنية، أي لكل من التهاب الملتحمة الجرثومي والفيروسي، ويُعالَج التهاب الملتحمة الهربسي بمضادات الفيروسات الموضعية وبالفم.
ختامًا عزيزتي الأم، بعد أن تعرفتِ إلى أسباب رمد العين عند حديثي الولادة، انتبهي إلى أن الوقاية من مشكلات هذه الحالة تبدأ قبل الولادة، بالمتابعة المستمرة مع الطبيب، والعلاج من العدوى البكتيرية والفيروسية في أثناء الحمل، لتقليل فرص إصابة الطفل بالرمد، وعند إصابته به اتباع يجب طرق العلاج السابقة.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونتألم لما يصيبهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الرضع.