الولادة حدث مفرح لكل سيدة بل للأسرة بأكملها، وحدوث مضاعفات بعد الولادة يعكر صفو الفرحة ويقلق الجميع، لذلك سنخبرك في هذا المقال، بمضاعفات ما بعد الولادة وكيفية التصرف فيها وعلاجها والوقاية منها.
ويمكن تقسيم مضاعفات ما بعد الولادة إلى قسمين، هما مضاعفات ما بعد الولادة في الأسبوع الأول، ومضاعفات بعد الأسبوع الأول.
مضاعفات ما بعد الولادة في الأسبوع الأول
- حمّى النفاس: هي أخطر ما قد تتعرض له السيدات بعد الولادة، وسبب الحمّى هو وجود بقايا للمشيمة بالرحم مع تلوثها بالبكتيريا خلال عملية الولادة، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم لأعلى من 39 درجة، ولا تستجيب للأدوية خافضة الحرارة. إلا أنه مع تقدم الرعاية الصحية وطرق التعقيم، قلّت معدلات حدوث حمّى النفاس. ولكن إذا ارتفعت درجة حرارتك خلال الأسبوع الأول من الولادة لـ39 درجة أو أكثر، فاذهبي فورًا إلى المستشفى.
- الإمساك: من أكثر المضاعفات حدوثًا بعد الولادة، حيث تقل نسبة السوائل في الجسم مع نزول دم الولادة والسائل الذي كان يحوي الجنين، كما أن آلام المهبل والشرج ومنطقة العانة تمعنك من التبرّز بشكل طبيعي. لذلك عليك الإكثار من تناول كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة خلال اليوم، وإكثار تناول الخضروات والفاكهة، وتناول أدوية الملينة إذا أمر بها الطبيب خلال الأسبوع الأول.
- البواسير الشرجية: مشكلة تحدث مع معظم السيدات بعد الولادة، فوجود الجنين بالرحم -خصوصًا في الشهور الأخيرة للحمل- يضغط على الأوردة الكبرى داخل الحوض ما يؤدي إلى حدوث احتقان بالأوردة حول فتحة الشرج (البواسير). ويزداد الأمر سوءًا إذا كنتِ تعانين من البواسير قبل الحمل، ومع وجود البواسير تصعب عملية التبرّز ما ينتج عنه حدوث إمساك. لذلك عليك مراجعة الطبيب قبل الولادة بشأن البواسير، ويمكنك عمل كمادات لمنطقة الشرج بالجلوس مدة عشر دقائق في لتر ماء دافئ مضافًا إليه مقدار فنجان من البيتادين مرة يوميًّا.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بمقدار طفيف: قد تزداد درجة حرارة جسمك خلال الأسبوع الأول بعد الولادة من نصف درجة إلى درجة، وذلك نتيجة زيادة معدلات الأيض والتغيّرات الهرمونية بعد الولادة. هذا الإرتفاع الطفيف لا يشكل خطورة، خصوصًا أنه يستجيب للأدوية خافضة الحرارة.
مضاعفات ما بعد الولادة بعد الأسبوع الأول
الثدي والرضاعة
- حلمات الثدي تزداد حساسية للمس: تزداد حساسية الحلمات للمس وقد يحدث بها تشققات تزيد من آلامها، لذلك احرصي على تجفيفها بعد الرضاعة واستخدمي كريمات الترطيب التي ينصح بها الطبيب مرتين أو ثلاث مرات يوميًّا.
- احتقان الثدي بالحليب: ويحدث ذلك إذا كنتِ ترضعين طفلك من ثدي واحد وتتركين الآخر، وينتج عن احتقان الثدي آلام شديدة واحمرار وقد ترتفع درجة حرارة الجسم. فكيف يمكن تجنب احتقان الثدي؟ أرضعي طفلك من كلا الثديين بالتبادل، وإذا حدث احتقان لثدييك، يمكنك تدليك الثدي المحتقن وعمل كمادات له، مع أخذ دواء خافض للحرارة من عائلة الباراسيتامول. ويمكنك استخدام شفاط الثدي من الصيدلية بعد أن تهدأ الآلام، وإذا لم تشعري بتحسن أو عانيت من زيادة الاحتقان وعدم إدرار الحليب، اذهبي إلى الطبيب.
- خرّاج الثدي: ويحدث ذلك إذا لم يتم علاج احتقان الثدي بشكل سليم، وقد يحدث فجأة في الشهور الأولى للرضاعة بفعل البكتيريا الموجودة على سطح الجلد ودخولها من خلال فتحات القنوات اللبنية بحلمة الثدي. وينتج عنه آلام شديدة في جزء من الثدي مع احمرار الجلد وزيادة حساسيته، وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، وهنا يجب الذهاب فورًا إلى الطبيب لوصف العلاج المناسب.
ترهلات الجلد
في الشهور الأخيرة من الحمل يزداد تمدد الجلد بفعل تمدد الرحم. وبعد الولادة يحدث انكماش للجلد ما ينتج عنه حدوث ترهلات بجلد البطن وظهور علامات التمدد. وتكون علامات التمدد في البداية حمراء وبها ألم خفيف، ثم تتحول إلى اللون الأبيض ويختفي الألم. لذلك احرصي على مراجعة جراح التجميل في الشهور الأخيرة من الحمل، ليساعدك في التخلص منها وعلاجها.
مضاعفات ما بعد الولادة القيصرية
إذا كانت ولادتك قيصرية فأنت عرضة لمشكلات الولادة السابق ذكرها، بالإضافة إلى:
- مضاعفات جرح الولادة القيصرية.
- آلام أسفل الظهر وآلام الكتفين والذراعين، بسبب عدم قدرتك على اتخاذ الوضع الصحيح خلال الرضاعة.
- الصداع الشديد، خاصة إذا كانت الولادة باستخدام البنج النصفي.
نصائح للأم بعد الولادة
- تابعي درجة حرارة الجسم -خاصة أول أسبوع بعد الولادة- والارتفاع الطفيف بمقدار نصف درجة أو درجة على الأكثر لا يشكل خطورة، خاصة إذا كان يستجيب للأدوية خافضة الحرارة.
- تناولي كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة، التي تساعدك في تعويض السوائل التي فقدت في أثناء الولادة، وتعويض الدم المفقود في النفاس.
- تناولي الخضروات والفواكه والملينات الطبيعية، حتى تتجنبي الإمساك ومشاكل البواسير.
- لا تترددي في إخبار الطبيب، إذا كنتِ تعانين من البواسير قبل الحمل لأخذ النصيحة منه.
- احرصي على نظافة وجفاف حلمة الثدي في الشهور الأخيرة للحمل وفي أثناء الرضاعة، ويمكنك عمل تدليك لها حتى تبرز بشكل مناسب وتسهل عملية الرضاعة.
- اذهبي إلى جراح التجميل إذا ازعجتك علامات التمدد والتفتيح الحمراء بالجلد في أثناء شهور الحمل.