هناك عديد من الطرق التي تستطيعين بها تأجيل الحمل أو منعه لفترات متفاوتة حسب رغبتك، ولعل أشهرها وأكثرها فاعلية استعمال حبوب منع الحمل، بنوعيها المختلطة (المركبة) أو الحبة الصغيرة (حبوب البروجستيرون)، وغيرها من وسائل منع الحمل الهرمونية، كاللاصقة الهرمونية والحقن، وكذلك استعمال اللولب بنوعيه النحاسي والهرموني، بالإضافة بالطبع للوسائل الموضعية، كغطاء عنق الرحم، ولكن تظل هناك آثار جانبية لمعظم هذه الطرق، كزيادة الوزن أو النزيف مع الدورة الشهرية وغيرهما، لذا يبحث كثير من النساء عن أفضل وسيلة لمنع الحمل طبيعيًّا، وسنركز في هذا المقال على أهم وأشهر ثلاث طرق منع الحمل الطبيعية والآمنة، ومميزاتها وعيوبها.
ما هي طرق منع الحمل الطبيعية؟
طرق منع الحمل الطبيعية تعتمد على ملاحظة التغيرات التي تطرأ على جسم المرأة خلال أيام دورتها الشهرية، كذلك معرفة مواعيد التبويض وحسابها بدقة، ورغم أن بهذه الطرق يمكنكِ تفادي الآثار الجانبية للوسائل الأخرى، فإن فاعليتها قد لا تكون عالية، وبالتالي هناك احتمالية لحدوث الحمل، وهذه الطرق تشمل:
- الفترة الآمنة لمنع الحمل: هذه الطريقة من طرق منع الحمل الطبيعية الناجحة التي يستخدمها كثير من النساء، ولكن يجب أن تعلمي أنها تعتمد بشكل أساسي على انتظام الدورة الشهرية والحيض، فإذا لم تكن دورتك الشهرية منتظمة فقد يحدث بعض الأخطاء في حساب موعد التبويض، وبالتالي يحدث الحمل، لذلك لكي تعتمدي على هذه الوسيلة يجب أن تتأكدي أن موعد دورتك الشهرية ثابت كل شهر، كي تستطيعي تحديد موعد التبويض بدقة. يمكن حساب وقت التبويض الشهري حسب عدد أيام دورتك وتكرارها كل شهر، إذ تتراوح بين 21 و35 يومًا، وتختلف الدورة عند كل سيدة عن الأخرى، ولكن المهم أن يكون عدد الأيام ثابتًا كل شهر، وبعد ذلك حددي موعد التبويض، ويكون ذلك قبل 14 يومًا من تاريخ بدء نزول الحيض. يمكن أن تتأكدي من حدوث التبويض بقياس درجة حرارة جسمك، إذ تكون أعلى من معدلها الطبيعي بنصف درجة أو درجة كاملة، وأيضًا بملاحظة زيادة الإفرازات المهبلية، وتكون أكثر لزوجة من السابق، وستلاحظين زيادة رغبتك الجنسية في هذه الفترة، ويُفضل تجنب العلاقة الحميمة في هذا التوقيت، أي فترة منتصف العادة الشهرية، أو على الأقل استخدام طريقة العزل أو استخدام الواقي الذكري، وإذا كانت الدورة الشهرية مدتها 28 يومًا، فيجب الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة بدايةً من اليوم الحادي عشر حتى اليوم الثامن عشر، وهناك طرق أكثر دقة يمكنكِ اتباعها، لتحديد الفترة الآمنة بصورة دقيقة.
- طريقة العزل لمنع الحمل: تعد هذه من طرق منع الحمل الطبيعية والآمنة والمعروفة لجميع النساء ومضمونة، وتعتمد على سحب العضو الذكري للزوج من المهبل قبل القذف مباشرةً، وبذلك لا تدخل الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة من الأساس، وبالتالي لا توجد فرصة لحدوث الحمل، ولكن لهذه الطريقة عيوبها أيضًا، فعندما يقذف الزوج الحيوانات المنوية خارج المهبل، قد يشعر الزوجان بعدم الإشباع، أو تشعر الزوجة ببعض الآلام في الظهر أو البطن، وقد لا يستمر كثير من الأزواج في استخدام هذه الطريقة، لأن الزوج هنا لا يشعر بالإشباع أو لا يقدر على القذف خارجًا في كل مرة، ولكنها تظل أكثر الطرق فاعلية، وأمانًا على صحة كل من الزوج والزوجة، مقارنةً بالطرق الطبيعية الأخرى.
- الرضاعة الطبيعية: تقل فرصة حدوث تبويض في أثناء فترة الرضاعة بدرجةٍ كبيرة في معظم الأحوال، وكثير من النساء يعتمدن على المواظبة على الرضاعة الطبيعية بكثافة لمنع الحمل فهي تعد من طرق منع الحمل الطبيعية، بسبب عدم حدوث تبويض وانقطاع الدورة الشهرية في فترة الرضاعة الطبيعية، ولكن هذا لا يضمن منع الحمل بنسبة 100%، فبعض النساء قد يحملن في فترة الرضاعة بسبب حدوث تبويض في أي وقت غير متوقع، أو عدم انتظام الدورة الشهرية في هذه الفترة، فلا تستطيع المرأة المرضعة أن تحدد موعد حدوث التبويض من عدم حدوثه أصلًا، وفي أفضل الحالات تصل نسبة حدوث الحمل في أثناء فترة الرضاعة الطبيعية إلى 2%، وذلك بالشروط التالية:
- أن يكون عمر الطفل الرضيع أقل من ستة أشهر.
- أن تعتمد تغذية الطفل الرضيع بصورة كاملة على حليب الأم.
- أن يكون هناك انقطاع تام للحيض من وقت الولادة.
لذا عليكِ الانتباه، إذا اتبعتِ طريقة الرضاعة الطبيعية، فغالبًا لا بد أن تستخدمي معها إحدى الطريقتين السابقتين أو حتى الواقي الذكري، لضمان فاعليتها كطريقة لمنع الحمل.
هل هناك مشروبات تمنع الحمل؟
مع الآثار الجانبية التي تسببها طرق منع الحمل الطبيعية، تبحث السيدات عن أي طريقة تساعدهن على تنظيم النسل، وفي الوقت نفسه تجنبهن هذه الآثار، وقديمًا اُستخدمت بعض المشروبات العشبية كوسيلة طبيعية لمنع الحمل، لكنها قد تحمل بعض الخطورة لأنها قد تسبب الإجهاض، ومن أمثلة هذه الأعشاب:
- مغلي جذور الزنجبيل: الزنجبيل مكون عشبي شائع في المطبخ، ويُعتقد أنه يمنع الحمل غير المرغوب فيه، ويجب التوضيح أنه قد يحفز نزول الدورة الشهرية عند تناوله بكميات كبيرة وهو ساخن، ما يعني أنه قد يسبب نزول البويضة بعد تخصيبها، أي أنه ليس وسيلة فعلية لمنع الحمل، ولكنه قد يحفز الإجهاض.
- مغلي نواة المشمش: لاستخدام حبات المشمش في تنظيم النسل، كانت السيدات قديمًا يتابعن مواعيد الدورة الشهرية، ويتناولنه قبل فترة التبويض، ولكن أثبتت الأبحاث الطبية أن تناول مغلي نواة المشمش قد يكون مميتًا، إذ تحتوي بذور المشمش على مركب يُعرف بأميجدالين "Amygdalin"، يتحول إلى مادة "السيانيد" السامة، ما قد يسبب تسمم في الدم.
- مغلي الكشمش الأسود: كان يُعتقد في الطب القديم أن تناول الكشمش الأسود وسيلة فعالة لمنع الحمل، وفسرت الأبحاث العلمية ذلك بسبب احتواء جذوره على مادتي "الأوكسيتوسين" و"السابونين". مع ذلك فإن تناوله قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة كتلف الكبد.
لذا وباختصار حتى نجيب عن تساؤلك، فإنه لا يوجد مشروب لمنع الحمل، والوسائل الطبية هي الفعالة في منعه فقط، كذلك قد تساعد طرق منع الحمل الطبيعية على تنظيم النسل، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياطات التي ذكرناها مع كل وسيلة، حتى لا يحدث حمل غير مخطط له.
قدمنا لكِ عزيزتي أفضل طرق منع الحمل الطبيعية، يمكنكِ المفاضلة بين الطرق الثلاث التي ذكرناها في المقال، لاستخدام الأنسب لكِ ولزوجك والأكثر راحة وأمانًا، ويمكن الاستعانة بالواقي الذكري في بعض الأوقات، لزيادة فاعلية هذه الطرق في منع الحمل.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن كل ما يخص صحتك والعناية بها من خلال زيارة قسم أمراض النساء على موقع "سوبرماما".