لا تظني أبدًا أنه من السابق لأوانه تعليم طفلكِ منذ سنوات طفولته الأولى قيمة المال، بل من الضروري أن تبدئي وتضعي طفلكِ على طريق المسؤولية المالية بمساعدته على فهم أهمية توفير المال، لذا نجيب هنا عن تساؤل الأمهات كيفية إقناع الأطفال بتدبير المصروف؟ نجيب أيضًا عن تساؤل كيف أعلم طفلي القناعة؟ فليس صحيحًا كما تظن بعض الأمهات أنه من الصعب تعليم الأطفال القناعة خاصةً مع المغريات الكثيرة التي يشاهدها الأطفال حولهم، فتابعي القراءة لمعرفة مزيدٍ من المعلومات.
كيفية إقناع الأطفال بتدبير المصروف
ليكون ابنكِ على قدر المسؤولية ويعرف كيف يوازن أمور حياته المالية في سن الشباب، لا تترددي وابدئي من صغره تعليمه أهمية الادخار من خلال اتباع خطوات بسيطة، منها ما يلي:
- أحضري له حصالة شفافة من الداخل، إذ يحتاج الطفل إلى أن يكون مكان جمع المال واضحًا أمامه ويشاهده يزيد دون أن يكون من السهل عليه فتحها، ما يجعل الادخار ممتعًا وعمليًا.
- إذا كان طفلكِ يريد شراء شيء معين، فشجعيه على الادخار من أجله، وإذا كان الشيء باهظ الثمن، يمكنكِ دفع النصف حتى لا يكون من الصعب تحقيق نتيجة الادخار التي يريدها الطفل ويفقد الرغبة في الادخار.
- امدحي طفلكِ بإظهار فخركِ بجهوده للادخار للمستقبل، بدلًا من التبذير في الوقت الحاضر على أشياء غير ضرورية.
- شاركي قصصكِ الخاصة وأخبري طفلكِ عن الأشياء التي قمتِ بشرائها من ادخاركِ عندما كنتِ طفلة أو في الوقت الحالي، ووضحي له الخطوات التي اتخذتِها ليفهم كيف يستمر الادخار في جميع مراحل الحياة، سواء كانت عملية الشراء المخطط لها صغيرة أو كبيرة.
- خصصي حصالة لكِ أيضًا واجمعي فيها الأموال، وبمجرد وصول محتوياتها إلى القمة، اطلبي من طفلكِ مساعدتكِ على فرز العملات لإيداعها في البنك.
- ساعدي طفلكِ على إنشاء ميزانية وعرّفيه مفهوم الميزانية من خلال مساعدته على إنشاء واحدة باستخدام مصروفه، ساعديه على تخصيص بعض أمواله للتبرعات وبعضها للهدايا وبعضها للترفيه وبعضها الآخر للتوفير، يمكن أن يساعد هذا على تعليمه ضرورة الادخار.
لتعلمي طفلكِ مبدأ القناعة، اعرفي كيف يمكنكِ ذلك من الفقرة التالية.
كيف أعلم طفلي القناعة؟
على الرغم من أن تعلم القناعة يمكن أن يكون صعبًا على بعض الكبار الذين لا يكتفون دائمًا بما لديهم، فهو أقل صعوبة بالنسبة للأطفال، إذ يمكنكِ من الصغر تعليم طفلكِ أن يكون راضيًا، ما يقلل توتره ويحسن نظرته لحياته ويجعلها أكثر إمتاعًا، وهذه بعض النصائح التي ستساعدكِ على تعليم طفلكِ القناعة:
- ابدئي بنفسكِ وكوني قدوة: كوني مثالًا لطفلكِ في القناعة، إذ يفعل الأطفال ما يرون والديهم يفعلونه، فإذا رأى طفلك أنك راضية سيقلدكِ، وحتى إذا كنتِ راضية ولا تظهرين هذا الرضا احرصي على إظهاره.
- كوني ممتنة دائمًا: أن تكوني ممتنة أفضل طريقة للتركيز على ما هو لدينا في الحياة بدلًا مما ينقصنا، والشعور بالامتنان للممتلكات والتجارب الإيجابية يمكن أن يغرس شعورًا أكبر بالسعادة والرضا، يمكنكِ البدء بتعليم طفلكِ أن يكون ممتنًا للتجارب الإيجابية التي يمر بها كل يوم، والعشاء العائلي هو الوقت المناسب لمشاركة تجارب العائلة الإيجابية في اليوم.
- اطلبي من طفلكِ تدوين تجاربه في يوميات: مع الوقت عندما يمر بوقت عصيب، فإن قراءة هذه القائمة ستذكره بالنعم التي مر بها من قبل.
- احتفلوا بالمكاسب والأحداث الصغيرة: تأتي النجاحات الكبيرة في طريقنا من حين لآخر، لكن الإنجازات الصغيرة أكثر، سيساعد التركيز عليها في حياة طفلك في شعوره بالرضا وزيادة الحافز.
- علميه العطاء للآخرين: إن العطاء يعزز الشعور بالرضا، علمي طفلكِ أن يشارك دائمًا كل ما لديه مع من حوله، بهذه الطريقة سوف يتعلم أيضًا التواصل والتعاطف مع الآخرين.
- عرفيه أن الجميع ليس سواء: عرفيه أن بعض الناس يكون لديهم كثير من الأشياء، بينما بعضهم يكون لديه أقل، لكن كون المرء قانعًا يمكن أن يجعله دائمًا يشعر بالسعادة والرضا.
- علميه قيمة المال: علمي طفلك مقدار تكلفة الأشياء ومدى صعوبة كسب المال، وبالتأكيد اتبعي معه نصائح الادخار كما عرفتِ من الفقرة السابقة.
بعد أن تعرفتِ عزيزتي إلى كيفية إقناع الأطفال بتدبير المصروف وكيفية تعليم الأطفال القناعة، احرصي على أن تشجعي طفلكِ باستمرار حتى لو أنفق أمواله بعد ذلك في شيء آخر غير ما كان يدخر من أجله، وشجعيه على البدء في الادخار مرة أخرى، وسيتعلم من عملية اتخاذ القرارات المتسرعة في الماضي.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".