بمجرد تشخيص الطفل باضطراب التوحد، من الطبيعي أن يشعر الأبوان بالقلق الشديد والرغبة في البحث عن أفضل سبل العلاج. بفضل التطور المتزايد في تقنيات العلاج، يمكنكِ أنتِ وطفلك مواجهة التحديات والحصول على نتائج إيجابية. ينصح الأطباء بضرورة تشخيص التوحد لدى الأطفال في سن مبكرة لبدء العلاج أسرع. إذا لاحظتِ أي تغيرات غير معتادة في سلوك طفلك بعد إتمام عام ونصف، توجهي إلى الطبيب فورًا للفحص وتشخيص اضطراب طيف التوحد مبكرًا، وكثيرًا ما تتساءل الأمهات " هل يمكن علاج التوحد عند الرضع؟"، تعرفي في هذا المقال إلى إجابة سؤالك وبعض النصائح الفعالة للعلاج.
هل يمكن علاج التوحد عند الرضع؟
خلال الفحص المبكر للأطفال ما بين عمر 18 إلى 24 شهرًا، ينبغي للأطباء فحصه للتأكد من أي أعراض لاضطراب طيف التوحد ASD، وإذا تأكد ذلك، يحتاج الطفل حينها إلى مزيد من الاهتمام والمتابعة. ومع التطور الطبي في طرق العلاج وتقنياته، أظهرت الدراسات أن التدخل المبكر يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل لعديد من الأطفال المصابين بالتوحد. يعني ذلك أنه يمكنكِ علاج التوحد عند الرضع في سن مبكرة، وأن قضاء مزيد من الوقت في التركيز على علاج طفلك يساعد على التحكم في الأعراض والنمو ليصبح شخصًا بالغًا فعالًا بحال أفضل. إليكِ أفضل الطرق لعلاج التوحد عند الرضع:
- تعرفي إلى التغيرات السلوكية لطفلك: اكتشفي ما الذي يحفز السلوكيات الصعبة أو العدوانية لطفلك وما الذي يثير استجابته الإيجابية، كذلك الأشياء التي تجعله يشعر بالإرهاق أو الخوف أو القلق أو عدم الراحة أو حتى الشعور بالمتعة والهدوء. إذا فهمتِ ما الذي يؤثر في طفلك، ستكونين أفضل في تحري الخلل وإصلاحه ومنع المواقف التي تسبب صعوبات أو تعديلها.
- تقبلي جميع سلوكيات طفلك: بدلًا من التركيز على الاختلافات التي يشعر بها طفلك المصاب بالتوحد عن الأطفال الآخرين وما ينقصه، تقبليه بكل حالاته. استمتعي بسلوكياته الخاصة واحتفلي بالنجاحات الصغيرة التي يحققها وتوقفي عن مقارنته بالآخرين. الشعور بالحب والقبول غير المشروط يساعد طفلك أكثر من أي شيء آخر.
- لا تستسلمي: من المستحيل التنبؤ بمسار اضطراب طيف التوحد، فلا تبني أي استنتاجات بخصوص كيف ستكون حياة طفلك. مثل أي شخص آخر، يتمتع الأطفال المصابون بالتوحد بعمر كامل للنمو وتطوير قدراتهم.
- العلاجات المستهدفة: يمكن أن يستفيد الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد من عدد من التدخلات، مثل العلاجات السلوكية وعلاج النطق والعلاج المهني والعلاج باللعب، للتركيز على الأعراض المحددة. اعتمادًا على احتياجات طفلك، قد يطلب من الأم والأب والأطفال الآخرين المشاركة في تلك الجلسات، والتي يمكن إجراؤها في المنزل أحيانًا.
- العلاجات الطبية: على الرغم من عدم وجود علاج دوائي نهائي لاضطراب طيف التوحد، فإنه يمكن إعطاء الطفل بعض الأدوية لمعالجة مشكلات الجهاز الهضمي التي غالبًا ما تؤثر في الأطفال المصابين بالتوحد. كما قد يصف الأطباء علاجات مضادة للاكتئاب لتحسين بعض الأعراض، للمساعدة على منع التهيج والحفاظ على الثبات.
كيفية التعامل مع نوبات البكاء عند أطفال التوحد
يشعر الأطفال المصابون بالتوحد بعديد من المخاوف ومشاعر القلق التي يشعر بها الأطفال الآخرون، لكن يزداد هذا الشعور بشأن أشياء مختلفة وأقل إثارة للقلق بالنسبة لغيرهم، كما قد يتطور الأمر إلى نوبات البكاء الشديدة، من أبرز المواقف التي تدفعهم لذلك:
- أي تغيرات صغيرة في روتينهم أو أحاسيس جديدة يشعرون بها في أجسادهم.
- المواقف الاجتماعية غير المألوفة أو غير المتوقعة.
اتبعي النصائح التالية لتهدئة نوبات الغضب والبكاء التي يشعر بها طفلك في المواقف المختلفة:
- كوني متعاطفة: التعاطف يعني الاستماع والاحتواء، فالتعبير عن المشاعر بطريقة صحية سواء من خلال البكاء أو الغضب أو اللعب أمر مفيد لطفلك. مهمتك توجيه طفلك بلطف ومنحهه الأدوات اللازمة للتعبير عن نفسه بطريقة لا تؤذي جسده أو الآخرين.
- امنحيه الأمان والحب: يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد في كثير من الأحيان إلى الشعور بالأمان والتخلص من الذعر، ما يمكنكِ فعله هو إخباره بأنه آمن ومحبوب بالبقاء قربه بالقدر الذي يناسبه.
- تجنبي العقوبات: يمكن للعقوبات أن تجعل الأطفال يشعرون بالخجل والقلق والخوف والاستياء. لا يستطيع الطفل المصاب بالتوحد التحكم في الانهيارات التي يعاني منها، لذا، لا ينبغي معاقبته على ذلك، بل يجب أن تتاح له المساحة والحرية للبكاء بصوت عالِ مع أحد الوالدين.
- ركزي على طفلك وليس الآخرين: عادةً ما يواجه الطفل المصاب بالتوحد نوبات الغضب والبكاء أمام الغرباء أو في الأماكن العامة، ليس عليكِ الشعور بالحرج في تلك المواقف وتجاهليهم تمامًا، بل ركزي على طفلك وتهدئته بدلًا من ذلك.
- استعيني ببعض الأدوات المناسبة: احتفظي ببعض الأدوات أو الألعاب الحسية في حقيبتك أينما ذهبت لتساعد على تهدئة طفلك وشعوره بالاطمئنان. قد تتضمن تلك الأدوات وسادات خاصة، سماعات مضادة للضوضاء، نظارات شمسية، ألعابًا مفضلة. لا تجبري طفلك على استخدامها، لكن إذا فضل ذلك، يمكن أن تساعده على الهدوء.
- علميه استراتيجيات المواجهة بعد أن يهدأ: ليس هناك كثير يمكننا القيام به في أثناء نوبات البكاء والغضب للطفل، لكن يمكنننا محاولة تعليم أطفالنا التأقلم، لكن يحتاج ذلك إلى أن يكون الطفل في حالة ذهنية هادئة، يمكن بالتأكيد العمل على التنظيم العاطفي معًا. تختلف تلك التقنيات بحسب الأطفال، لكن يمكنكِ التركيز على تمرينات التنفس العميق أو اليوجا أو المشي في الطبيعة. تساعد تلك العادات على الهدوء، ربما قبل الدخول في نوبات البكاء، حتى إن لم تكوني بجواره.
تتساءل كثيرات "هل يمكن علاج التوحد عند الرضع؟" فيذكر الأطباء والخبراء أنه كلما كان العلاج مبكرًا، كانت نتائجه أفضل. إذا لاحظتِ على طفلك أي سلوكيات غريبة وغير مبررة، توجهي للطبيب فورًا لفحصه في سن مبكرة قدر الإمكان.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بصحة وتغذية الرضع اضغطي هنا.