تعد الرضاعة الطبيعية وسيلة ممتازة لتغذية الطفل وتعزيز الروابط العاطفية بينه وبين أمه، ولها كثير من المزايا الأخرى، لكن بينما من المفترض أن تكون تجربة مريحة ولطيفة لكليهما يطرأ عدد من المشكلات خلالها.
ستعرض لكِ "سوبرماما" اليوم بعضًا من طرقعلاج تورم الثدي أثناء الرضاعة، فواصلي القراءة لمعرفتها.
أسرار الرضاعة الطبيعية وفوائدها للأم والطفل
علاج تورم الثدي أثناء الرضاعة
تتعدد الطرق التي من الممكن اللجوء لها من أجل التخفيف من الآلام الناجمة عن تورم الثدي خلال فترة الرضاعة، ومن خلال ما يأتي سنبين أبرز هذه الطرق لعلاج تورم الثدي أثناء الرضاعة:
تغلبي على تقرُّح الحلمتين
غالبًا ما تتعرّض الحلمتان للتقرّح خلال الأسبوع الأول من الرضاعة، نتيجة للتغيرات الطبيعية التي تصيب البشرة في أعقاب الولادة، وعليكِ عند حدوث هذه التقرّحات أو التشققات في الحلمة، أن تعالجيها بالمراهم الطبية المصنوعة من اللانولين، التي تساعد على علاج الجلد قبل تكوين القشور عليه.
تذكري أيضًا أن حليب الثدي الطازج يحتوي على مضادات للبكتيريا، التي تساعد على تقليل فرص الإصابة بالعدوى، فاحرصي على المداومة على الرضاعة الطبيعية.
تعلمي كيف تلقمين الرضيع حلمة الثدي
قد يعود استمرار الألم في الحلمة إلى عدم تلقيم الرضيع إياها بطريقة صحيحة، وهي أن تحرصي على إحاطة فمه لكل المنطقة داكنة اللون من الثدي، لأن الخطأ في تلقيمها يؤدي إلى جذب الطفل لطرف الحلمة فقط.
ما يسبب آلامًا كثيرة ويعيق عملية الرضاعة، واستشيري الطبيب لمعرفة كيفية تلقيم الطفل للحلمة بشكل صحيح.
أرضعي طفلكِ عدة مرات
يمكن لذلك أن يقلل من ألم الرضاعة الطبيعية بعدة طرق، منها أنه سيقلل من تحجر الثديين أو الشعور بامتلائهما الشديد، وبأنهما متصلبان وحساسان للألم.
لكن ضعي في اعتباركِ أن تكرار مرات الرضاعة (من 8-12 مرة خلال 24 ساعة) يعني أيضًا أن طفلكِ لن يكون جائعًا كفاية عندما يحين وقت إرضاعه، وبالتالي سيضعف امتصاصه للحليب.
سيفيدكِ أيضًا أن تستخرجي قليلًا من الحليب قبل الإرضاع، سواءً بتدليك الثديين بيديكِ أو بالمضخة، وذلك يساعد على تهيئة الحلمة للرضاعة لتسهيل تلقيمها على الطفل، ويمكنكِ تكرار استخدام المضخة كلما شعرتِ بالرغبة في ذلك، حتى في غير أوقات الإرضاع.
نوّعي بين التبريد والتسخين
للتقليل من تحجر الثديين، ساعدي الحليب على التدفق قبل الإرضاع بأن تضعي فوطة دافئة عليهما أو بأن تأخذي حمامًا دافئًا، واحرصي على ألا يزيد تعرضهما للماء الدافئ عن 4-5 دقائق، لأن أكثر من ذلك سيؤدي إلى زيادة تورمهما، وبعد أن ينتهي طفلكِ من الرضاعة، ضعي كمادة باردة عليهما لمدة 10 دقائق للتخفيف من التورم.
تذكري أن جسمكِ سيعمل خلال الإرضاع على إمداد الطفل بحاجته من الحليب بالضبط، وفقًا للكمية التي يسحبها الطفل من الثديين في أثناء الرضاعة وتشعره بالشبع.
وضعي في الاعتبار أنكِ إذا أدخلتِ الرضاعة الصناعية إلى جانب الطبيعية، لأنكِ مثلًا قلقة من ألا يحصل الرضيع على حاجته من الحليب منكِ، فإن الحليب الذي يضخه الجسم سيقل، ولو استعملتِ المضخة لاستخراج الحليب للتخفيف من الألم، فإن كمية الحليب المفرزة ستكثر، وهكذا.
لذلك احرصي على تقديم ما يحتاجه الطفل بالضبط، حتى لا تعاني من التبعات.
اكتشفي علامات الخطر
استشيري الطبيب إذا شعرتِ بتحجر هائل في الثديين، أو إذا أصبح الألم كبيرًا ويمنعكِ من الرضاعة، أو إذا بدا على الرضيع أنه جائع حتى بعد إرضاعه.
عليكِ الحذر أيضًا من أعراض الإصابة بالتهاب الثدي، أي الإصابة بعدوى في أنسجة الثدي، ومن علاماته الشعور بسخونة الثدي، أو تورمه، أو زيادة حساسيته للألم، أو الشعور بالألم أو الحرقان في أثناء الإرضاع، أو احمرار الجلد أو ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية.
إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض، فاذهبي للطبيب على الفور.
نصائح أخرى لعلاج آلام الثديين التورم أثناء الرضاعة
لاحظي أنه من المفترض أن تتغلبي على ألم تحجر الثديين بعد أسبوع أو نحوه عقب الولادة، لكن قد يضايقكِ لفترة تورّم الحلمتين، خاصة إذا كان طفلكِ يمتص الحليب بقوة.
ولعلاج تورم الثدي أثناء الرضاعة والتخفيف من الألم يمكنكِ اتباع الآتي:
- احرصي على تهوية الحلمتين بعد كل مرة رضاعة.
- ارتدي واقي الحلمة، وهي قطعة بلاستيكية تضعينها بين الثدي وحمالة الصدر أو الملابس العادية، لحمايتها من الاحتكاك بالملابس.
- اضغطي على صدركِ لاستخراج بعض من الحليب وقومي بتمريره على كل المنطقة الداكنة من الثدي، واتركيه ليجف للمساعدة على التخلص من التشققات، لما يحويه من مضادات طبيعية للبكتيريا.
- ضعي بعضًا من المرهم المستخلص من اللانولين الطبي، لعلاج التشققات.
8 مشكلات تواجهينها أثناء الرضاعة الطبيعية
أسباب أخرى للشعور بالألم مع الرضاعة الطبيعية
بعد التطرق إلى ذكر أهم طرق علاج تورم الثدي أثناء الرضاعة، إليك أسباب أخرى قد تؤدي إلى شعورك بألم الثدي خلال الرضاعة الطبيعية:
تكوّن الكتل
إذا لاحظتِ وجود كتلة صغيرة ومؤلمة في الثدي، فقد تكون نتيجة لانسداد إحدى القنوات اللبنية، وللتغلب على هذا الأمر، قومي بوضع ضمادات ساخنة عليها ودلكيها برفق، وداومي أيضًا على الرضاعة بانتظام لفك الانسداد.
نزول الحليب لا إراديًا
توقعي أن يحدث ذلك في غير أوقات الرضاعة، لذا عليكِ ارتداء ضمادات الرضاعة "Nursing Pads" وتغييرها مرارًا، ومن المتوقع أن يقل إدرار الحليب اللا إرادي مع الوقت، لكن لا تتوقفي عن ارتدائها إلا بعدما يتوقف تمامًا.
الإصابة بعدوى الخميرة
حيث يحدث تورم للحلمتين خلال الرضاعة وما بين الرضعات، ويوصف الألم بالحرقان أو بأنه صارخ، مثل الطعن بأداة حادة، ويمكن أن تصاب الحلمتان بطفح جلدي أحمر اللون أو وردي، ويتحول ملمس الجلد إلى النعومة واللمعان.
نتيجة لهذا قد يصاب الرضيع بنقاط أو دوائر بيضاء داخل شفتيه أو خديه أو على سقف فمه، وقد يبدو عليه الضيق بشكل كبير.
توجد الخميرة عادة في الجسم بشكل طبيعي، لكن زيادتها تسبب المشكلات الصحية، وعادة ما تحدث تلك الزيادة بعد العلاج بالمضادات الحيوية، أو إذا كان مستوى الحديد في جسم الأم منخفضًا.
استشيري الطبيب مباشرة واحصلي على الدواء المناسب، واعلمي أن العلاج المبكر مفيد جدًا للأم والطفل، ويجب أن يحصل كلاهما على العلاج حتى لو كان أحدهما فقط من ظهرت عليه الأعراض.
مشكلة اللسان المربوط
أيّ الشعور بالألم في الحلمتين، وغالبًا ما يكون طرف الحلمة متضررًا، وكأنه قد تعرض للقرص.
فعندما تنظرين داخل فم طفلكِ، سترين النسيج الواقع أسفل لسانه وكأنه قصير أو مربوط، وأن الطفل غير قادر على إخراج لسانه أو رفعه للأعلى، ما يعني أنه لا يستطيع مدّه للأمام ليصل للثدي لإتمام عملية الرضاعة كما يجب، وأنه يصطدم بنهاية الحلمة مسببًا الشعور بالألم فيها.
كما يستطيع الطبيب بعملية بسيطة تحرير اللسان من النسيج الرفيع، الذي يربطه لأسفل الفم. وبعد ذلك، قد يستغرق الرضيع بعض الوقت لتعلم كيفية استخدام لسانه في الرضاعة بشكل صحيح.