هناك اعتقاد سائد بين كثير من الأزواج أن الحياة الجنسية تُقتل تمامًا بعد إنجاب الأطفال، إذ تصبح من الأمور الصعبة التي تحتاج إلى تخطيط واختطاف اللحظة المناسبة، وهيهات أن يجد الآباء والأمهات وقتًا مناسبًا لممارسة الجماع بعد انتهاء يوم مليء بالمهام والتحديات داخل المنزل وخارجه، مع ذلك في ما يلي أجيب السؤال الذي يشغل بالك منذ ولادتك لصغيرك: كيف أنظّم حياتي بين طفلي الرضيع والجماع، وإلى أي مدى يمكنني الحفاظ على علاقتي الزوجية مع وجود طفلي.
طفلي الرضيع والجماع
أكَّد الخبراء أن الأطفال في المراحل الأول من عمرهم، لا سيّما خلال أول عامين لا يمتلكون القدرات الإدراكية لفهم ما يحدث، ولكن بمجرد أن يتمكنوا من النظر إلى سرير الآباء وإيلاء مزيد من الاهتمام لما يفعلونه، حينئذ فقط يكون قد حان الوقت لتوخي مزيد من الحذر، لأن مشاهدة الطفل نشاطًا جنسيًا في مثل هذه السن المبكرة أمر محير بالنسبة له وغريب عليه، وربما يريد أن يجربه ليفهم عنه أكثر.
لكن بشكل عام، فإن هذا الأمر لن يؤثر في طفلك مدة طويلة، ما دام لم يتكرّر أمامه، لكن عندما يصبح طفلك على دراية بعالمه فقد حان الوقت للتفكير في العثور على الخصوصية من أجل الجماع.
ولعله من الأفضل لو كان الطفل معكِ في الغرفة، ألا تمارسا الجماع وهو مستيقظ، يفضل أن يكون نائمًا ويفضل أكثر أن تكونا في غرفة أخرى، حتى تستطيعا أن تندمجا في العلاقة أكثر.
وبشكل عام كوني مرنة أنت وزوجك لتقبل الوضع الجديد المترتب على تربية الصغار، فمن الطبيعي أن يمر كل أب وأم بفترة انشغال بالحياة ولكن هذا لا يمنع من بعض المرونة لتقبل الوضع الجديد ومحاولة خلق فرصة لممارسة العلاقة الحميمة في أي وقت يكون مناسبًا لكما.
كيفية الحفاظ على العلاقة الزوجية في وجود الأطفال؟
في كثير من الأحوال يتسبب قرار الإنجاب في تدهور العلاقات الحميمة بين الزوجين، وفي ما يلي مجموعة من النصائح المجربة التي قد تساعدك في الحفاظ على علاقتك الزوجية حتى مع وجود أطفال:
- ذكّري نفسك أنت وزوجك بأن الشعور بالانشغال مع الأطفال مؤقت، وأن كل شيء سيرجع إلى طبيعته مع مرور الوقت، لكن مع الحرص على الحفاظ على ممارسة ما تحبانه مهما كانت الظروف صعبة.
- خصصي وقتًا بعد الانتهاء من واجباتك تجاه أطفالك، للك أنتِ وزوجك فقط، للحفاظ على استمرار العلاقة الحميمة، ما ينعكس على حياتكما الزوجية للأفضل.
- اتفقي مع زوجك على خلق الفرصة المناسبة لإقامة العلاقة الحميمة بشتى الطرف، لأن الحفاظ عليها محاولة للحفاظ على استقرار الأسرة ككل.
- حافظي على إطار خصوصيتكما، وعلمي أطفالك قواعد الخصوصية وعدم فتح باب غرفة النوم دون استئذان لا سيّما إذا كانوا في مرحلة عمرية تسمح بذلك.
- . اعرفي الأكثر أهمية بالنسبة لشريكك، واجعلي أولويّتك القيام به، بغضّ النظر عن أي شيء.
- استعيني بأقاربك من ذوي الثقة للعناية بأطفالك من فترة إلى أخرى، واستمتعي أنت وزوجك بوقتكما الخاص دون أي إزعاج.
- أغلقي باب غرفة نومك حال كان أطفالك في عمر الثالثة في ما فوق، حفاظًا على خصوصيتكما، مع الحرص على تعويد أطفالكما عدم فتح الباب دون استئذان.
- اغتنمي أي فرصة تسمح لكما لممارسة العلاقة الحميمة حتى إن لم تكن الظروف مناسبة بالقدر المناسب، فالحفاظ على الوصال الحميمي يحفاظ على العلاقة الزوجية مهما واجهت من ظروف صعبة.
ختامًا، بعد أن تحدثنا عن موضوع طفلي الرضيع والجماع، نصيحتي ألا تتركي مجالًا لطفلك ليكون عُرضة لأزمة نفسية في كبره إذا رآكما معًا، لكن هذا لا يعني أن تهملي العلاقة الحميمة، وإنما يتطلب مجهودًا أكبر لتخلقي المناخ المناسب لكما.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن العلاقة الزوجية، يمكنكِ زيارة قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".