أمراض العين من المشكلات الصحية الخطيرة، إذ إن تطورها ربما تكون نتيجته غير محمودة، واكتشافها مبكرًا قد يقي من ذلك. الأمر عند الأطفال الرضع أهم، إذ إن تطور البصر لديهم يكون تدريجيًّا، كذلك فهم لا يستطيعون التعبير عما يعانونه، ما قد يجعل الأمهات لا يلاحظن أي مشكلة لديهم، لذا تُجرى في بعض الدول فحوصات لحديثي الولادة. في هذا المقال سنخصص حديثنا عن فحص قاع العين للأطفال الرضع، وطريقة إجرائه.
متى يجرى فحص قاع العين للأطفال الرضع؟
لا يُجرى فحص قاع العين للأطفال الرضع في كثير من الدول بشكل روتيني، لكن هناك بعض الحالات التي تستدعي إجراء فحص العين فورًا في هذا العمر الصغير، إليكِ تفصيل ذلك:
- الأطفال المبتسرون: إذا وُلِد طفلك الرضيع قبل موعده، خاصةً قبل الأسبوع الـ28، واضطررتِ إلى وضعه في الحضَّانة فترة من الزمن، فطبيب الرمد سيفحص قاع عينه باستمرار للتأكد من سلامة الشبكية واكتمالها، وعدم تعرضها لأي مشكلات بسبب الوجود في الحضانة التي تتميز بوجود نسبة كبيرة جدًّا من الأكسجين، قد تؤدي أحيانًا لإيقاف الأوعية الدموية في العين عن النمو، ومع نمو العين قد تتكون أوعية دموية رقيقة سهلة النزف، لذا المتابعة والفحص الدقيق من قبل طبيب العيون والرمد في الحضانة أمر ضروري.
- الأطفال النحيفون: إذا كان وزن طفلك أقل من 1500 جرام، واحتاج إلى دخول الحضَّانة، فسينطبق عليه ما انطبق على المولودين المبتسرين.
- الأطفال ذوو التاريخ المرضي: إذا كان هناك تاريخ وراثي في عائلتكِ أو عائلة زوجك لمشكلات في الرؤية والإبصار، وعيوب العين الخلقية، فقد يكون من الأفضل أن يجري طفلك الرضيع فحص قاع العين في سِن مبكرة، لاكتشاف أي مشكلة وحلها سريعًا.
- الأطفال ذوو المشكلات البصرية: إذا كنتِ تظنين أن طفلك الرضيع لا يرى تمامًا، أو لا يرى بوضوح، أو كان يعاني حولًا طوال الوقت، فاعرضيه على طبيب عيون ليفحص قاع عينه.
اقرئي أيضًا: 9 علامات تدل على إصابة الرضع بضعف البصر
كيف يجرى فحص قاع العين للأطفال الرضع؟
فحص قاع العين أمر بسيط في أغلب الحالات، إذ إن الطبيب يضع جهاز منظار على العين المفتوحة جيدًا، وينظر عن طريقه إلى تفاصيل العين من الداخل، لكن في حالة الأطفال الرضع والصغار، قد يكون الأمر أصعب من ذلك، إذ إنهم لا يرغبون في التعاون، ولا يفهمون ما يحتاج إليه الطبيب، وقد لا يرغبون في فتح أعينهم أو يبكون، لهذا قد يعتمد الطبيب على بعض الإجراءات التالية قبل الفحص:
- استخدام قطرات موسعة لحدقة العين: أبرزها القطرات التي تحتوي على "الأتروبين" و"الهوماتروبين" و"الفينيل إفرين"، ويضعها الطبيب لطفلك الرضيع قبل الإجراء بمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة.
- المهدئات الآمنة: إذا كان طفلك الرضيع لا يثبت أو يبكي بشدة، ولا تستطيعين أنتِ وطبيبك تهدئته، فقد يعطيه مهدئًا حتى يستطيع فحصه.
اقرئي أيضًا: مشكلات شائعة للعيون عند الأطفال
هل هناك أضرار لفحص قاع العين للأطفال الرضع؟
إذا أُجري للطفل فحص العين بطريقة صحيحة، وفي الوقت المناسب، فلن تكون هناك أي أضرار له، لكن قد تكون هناك آثار جانبية بسيطة للفحص، إليكِ بعضها:
- قد يعاني الطفل دوارًا أو خمولًا أو رغبة في النوم، إذا أعطى له الطبيب مهدئًا ليفحصه.
- قد لا يستطيع الطفل أن يرمش لفترة قصيرة، إذا أعطى له الطبيب القطرات الموسعة لحدقة العين.
- قد يكون الطفل منزعجًا لبعض الوقت، عند محاولة إجراء الفحص بقوة دون تهدئته.
ختامًا عزيزتي، بعد تعرفكِ إلى كل ما يخص فحص قاع العين للأطفال الرضع، ننصحكِ بعدم تجاهل الأمر إذا كان طفلك مبتسرًا أو صغيرًا، أو كانت لديكم مشكلة وراثية في العائلة، أو لاحظتِ أن طفلك الرضيع لا يرى جيدًا، أو لا يرى على الإطلاق.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الرضع.