العناية بالمثانة من أهم أوجه الرعاية، التي تتلقاها الأم بعد الولادة، وحالات احتباس البول، التي تتبع الولادة بنوعيها الطبيعية والقيصرية، من الأعراض منتشرة الحدوث، فهي تحدث فيما يقرب من 10- 15% من الحالات في فترة ما بعد الولادة مباشرةً، و5% من هذه الحالات قد تعاني من أعراض احتباس البول لفترة طويلة نسبيًا.
هذه المشكلة من الأعراض، التي عادةً ما يوليها الأطباء عنايةً كبيرةً لأن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد.
احتباس البول بعد الولادة يكون حادًا أو مزمنًا.
اقرئي أيضًا: كيف تعتني بنفسك في الأيام الأولى بعد الولادة؟
الاحتباس الحاد يمكن تشخيصه بطريقتين: عدم القدرة على التبول نهائيًا لمدة 6 ساعات بعد الولادة، مع الإحساس بالألم في مكان المثانة (يغيب الإحساس بالألم في حالات التخدير النصفي في أثناء الولادة الطبيعية)، ويمكن تشخيصها بالفحص الإكلينيكي، أو التبول المتكرر بكميات صغيرة لا تزيد عن 150 من البول، مع بقاء كمية من البول داخل المثانة لا تتمكن المريضة من إخراجها، ويمكن تشخيصها باستخدام السونار المهبلي بعد التبول مباشرةً.
أما احتباس البول المزمن بعد الولادة، فيحدث لعدم قدرة المريضة على تفريغ المثانة من البول بالكامل، مع بقاء كمية من البول داخل المثانة (150 مل تقريبًا)، وهي حالة تشفى تلقائيًا بمرور الوقت.
اقرئي أيضًا: تغذيتك بعد الولادة مباشرةً
ما أساليب العلاج المتبعة في حالات احتباس البول بعد الولادة؟
يشجع الطبيب أو الممرضة المريضة على التبول في حالة مرور 6 ساعات بعد الولادة دون تبول، فإن لم تتمكن المريضة من ذلك، يجري الطبيب فحصًا إكلينيكيًا لتقييم حجم المثانة، ويضع للمريضة قسطرة بولية عند اللزوم، أما في حالات الولادة، التي تخضع فيها المريضة للتخدير النصفي ويستخدم فيها الطبيب الأدوات الجراحية الخاصة بالولادة مثل الجفت، فهناك توصيات باستعمال القسطرة البولية بعد الولادة مباشرةً، ودون انتظار لحدوث احتباس بولي.
ما الحالات الأكثر عرضة لحدوث احتباس البول بعد الولادة؟
لا يمكن الجزم بحدوث احتباس في البول في حالات معينة، لكن هناك بعض الحالات، التي تكون أكثر عرضة لحدوث هذه الحالة، هذه الحالات تشمل:
- الولادة الأولى.
- ولادة طبيعية طويلة.
- ولادة طبيعية استخدم فيها الطبيب أدوات جراحية مساعدة، مثل الجفت.
- حدوث إصابة في منطقة العجان في أثناء الولادة الطبيعية.
- الولادة القيصرية.
- استعمال تخدير موضعي في أثناء الولادة الطبيعية أو في أثناء خياطة جرح الولادة.
قد يحدث الاحتباس البولي في حالات لا تنطبق عليها أيًا من الظروف السابقة.
كيف يمكن تجنب حدوث احتباس بولي بعد الولادة؟
1. في أثناء الولادة:
- يشجع الطبيب الأم على الذهاب للتبول كل 3 ساعات في أثناء الولادة الطبيعية.
- يضع الطبيب قسطرة بولية بعد الولادة لكل أم تعرضت للولادة القيصرية أو خضعت للتخدير النصفي مع استعمال أدوات جراحية مساعدة في الولادة الطبيعية، وينصح ببقاء القسطرة لمدة 12 ساعة بعد الولادة.
2. بعد الولادة:
- يلاحظ الطبيب توقيت التبول وكمية البول بعد الولادة مباشرةً، ويشجعها على التبول كل 3 ساعات.
- إذا لم يحدث تبول خلال 6 ساعات، يضع الطبيب قسطرة بولية للمريضة.
- يشجع الطبيب المريضة على التحرك، وكذلك الحصول على حمام دافئ.
اقرئي أيضًا: محاذير الاستحمام بعد الولادة الطبيعية
- يحاول الطبيب منع حدوث إمساك.
- يضع الطبيب قسطرة بولية إذا اشتكت المريضة من عدم قدرتها على إفراغ المثانة، وذلك بعد إجراء سونار مهبلي.