هل تلاحظين استيقاظ الطفل الرضيع فزعًا من النوم، أو ارتعاده مع صدور أي صوت غير مألوف؟ كثير من الأمهات يلاحظن فزع الرضع وبكاءهم عند سماع أي صوت غير مألوف، أو مع أي حركة مفاجئة، أو عند وضعهم في فراشهم، فنجد الرضيع يفرد ذراعيه وأصابعه في رد فعل سريع كأنه ينتفض، ما قد يشعر الأم بالقلق، ويجعلها تتساءل لماذا يفزع الطفل الرضيع؟ وهل يعني هذا أنه يرى كابوسًا أو أشياءً تخيفه في أثناء النوم، لذا سنخبركِ في هذا المقال بأسباب فزع الرضيع وكيفية التعامل معه.
لماذا يفزع الطفل الرضيع؟
يُولد الأطفال بعدد من ردود الفعل الطبيعية مثل مص الإصبع، وإغلاق قبضته عند وضع شيء بيده، ورد فعل "مورو" أو كما يُعرف في اللغة الدراجة بـ"خضة الأطفال"، وفيها يشعر الطفل بأنه يسقط عند وضعه على الفراش أو عند سماعه لضوضاء أو صوت غير مألوف، أو في أثناء النوم فيفرد ذراعيه وقدميه سريعًا ثم يثنيهم مرة أخرى في وضع أشبه بالوضع الجنيني.
ورد فعل مورو هو رد فعل طبيعي يدل على سلامة الجهاز العصبي للرضيع، وهو من ردود الفعل التي يختبرها الطبيب في أثناء الكشف الروتيني بعد الولادة مباشرةً، ليتأكد من استجابات الطفل وأنه لا يعاني من أية مشكلة، لذا ففي الوقت الذي تعتقدين أن طفلك فزعًا أو أنه قد يعاني من مشكلة هو في الحقيقة يمارس رد فعل طبيعي، أما إذا لاحظتِ أن طفلك لا يقوم بردود الفعل المرتبطة بحديثي الولادة مثل مص الأصابع أو رد فعل مورو أو القبض على الأشياء بأصابعه، فقد يكون السبب في ذلك:
- تلف الأعصاب الطرفية.
- إصابة الطفل في أثناء الولادة.
- ضعف العضلات.
- الشلل الدماغي التشنجي.
وجميعها يمكن للطبيب اكتشافها مع الفحص الروتيني للطفل بعد الولادة، ويفزع الطفل عندما تثيره أحد المؤثرات الخارجية، وأهمها:
- الضوضاء الصاخبة.
- الإضاءة الشديدة.
- الحركة المفاجئة.
- شعور الطفل بالسقوط، مثلما الحال عند وضعه في الفراش.
- لمس الطفل المفاجئ.
ويختفي معظم ردود الفعل هذه لدى الأطفال الرضع بما فيها رد فعل مورو أو الخضة تدريجيًا، ولن تلاحظيها بعد الشهر الخامس أو السادس، حيث تزداد قوة عضلات الرقبة لدى الصغير واتزانه وقدرته على دعم نفسه، وبالتالي لا يشعر بالفزع أو يمارس رد فعل مورو حين تضعينه على الفراش أو بوجود مؤثر خارجي.
كيف تتعاملين مع فزع الرضيع أثناء النوم؟
قد تلاحظين أيضًا فزع الرضيع في أثناء النوم أو استيقاظه صارخًا، ليس بسبب جوعه أو بلل الحفاض، فتتساءلين هل يرى كابوسًا أو أشياءً مخيفة في أثناء نومه؟ والحقيقة أن العلماء لم يستطيعوا بعد تحديد ما يرى حديث الولادة في نومه.
لكن معظم الدراسات أشارت إلى أن الطفل لا يرى كوابيس ويميزها إلا مع حلول عامه الثاني، والسبب الرئيسي في فزع الرضيع في الفترة الأولى بعد الولادة في أثناء النوم هو ردة فعل مورو، التي عادةً ما تكون مصحوبة ببكاء.
وفي معظم الأحيان، يهدأ الطفل في خلال عدة ثوانٍ، وبالرغم من أنه قد يهدأ من تلقاء نفسه، فإن بعض الأطفال تستيقظ ببكاء مستمر وصراخ، ولا تستجيب حتى مع الرضاعة أو الهز، ويمكنكِ عزيزتي تهدئة الصغير وطمأنته باتباع الخطوات التالية:
- حاولي برفق الإمساك بذراع الرضيع وقدمه، بعد ردة فعل مورو، وإعادتهما ببطء ناحية الجسم.
- احملي الطفل الرضيع مع هزه برفق حتى يهدأ، أو نامي بجانبه وحاوطيه بذراعك ليشعر بقربك.
- عند حمل الرضيع، ادعمي رأسه ورقبته جيدًا حتى لا يشعر بأنه يسقط فتتكرر لديه ردة فعل مورو.
- عند إعادة الرضيع لفراشه احمليه بالقرب منكِ ولا تضعيه في الفراش سريعًا، ولكن أنزليه ببطء مع إبقاء جسمك بالقرب منه، ثم ضعيه في الفراش مع البقاء قريبة منه ومحاوطته بذراعيك وصدرك لعدة ثوان، ثم انسحبي ببطء.
- يمكنكِ أيضًا استخدام طريقة التقميط لمساعدة الرضيع على الشعور بالأمان وحمايته من الفزع في أثناء النوم. وبالرغم من أنها من العادات التي كانت تتبعها السيدات قديمًا، فإن العديد من الدراسات أكدت أن التقميط أو لف الطفل المحكم بقطعة من القماش، يشعر الطفل بأنه لا يزال في رحم أمه ويساعده على الشعور بالدفء والأمان.
شاهدي بالفيديو كيفية تقميط الطفل حديث الولادة
إذا كنت تتساءلين لماذا يفزع الطفل الرضيع؟ فقد أجبنا عليكِ في هذا المقال، فحاولي اتباع النصائح السابقة، إذا اختبر طفلكِ رد فعل مورو لتهدئته، واستشيري طبيبكِ إذا استمر الطفل في الفزع بعد الشهر السادس للاطمئنان عليه.
لمعرفة المزيد من المقالات المتعلقة برعاية الرضع اضغطي هنا
العودة إلى رضع
