انتهت رحلة الحمل الطويلة، وجاء مولودك الصغير إلى الحياة وأصبح بين يديك، الآن حان الوقت لممارسة مشاعر الأمومة مع ذلك الصغير، ففي الأشهر الأولى من عمر مولودكِ تبدأ رحلتكِ في التعرف على ما يحبه، وما يكرهه وما يضحكه وما يبكيه، وما يجعل نومه هادئًا وما يعكر صفو مزاجه، وتتساءلين متى يتعرف هو الآخر عليكِ؟ ومتى يميزكِ عن الآخرين من حوله ويدرك أنكِ أمه؟ وعلى الرغم من عدم وجود دليل ملموس يساعد الآباء على فهم متى يمكن لطفلهم البدء في التعرف على الأشخاص، تشير بعض الأبحاث إلى أن الطفل يمكنه التعرف على وجه الأم في وقت مبكر من الحياة مقارنة بالأشخاص والأشياء الأخرى، وفي هذا المقال، تجيبك "سوبرماما" عن أسئلتك: متى يعرف الرضيع أمه؟ وكيف يتعرف عليها؟
متى يعرف الرضيع أمه؟
الحقيقة أن صغيركِ يبدأ بالفعل رحلته في التعرف إليكِ عندما يكون جنينًا داخل رحمكِ، إذ يكتمل تطور الأذن الداخلية للجنين بدءًا من الأسبوع 26 من الحمل، ويستطيع عندها سماع صوتكِ بوضوح.
وبشكل عام يشعر المولود الجديد براحة أكبر حول الأم؛ لأن رائحة الأم وصوتها مألوفان، فيمكن للطفل التعرف على أمه في غضون أسبوع بعد الولادة من خلال الحواس المختلفة (الشم والسمع والبصر)، ولكن يتعرف الرضيع على وجه أمه عندما يبلغ ثلاثة أشهر.
فعادةً في عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر يتعرف الطفل على الوالدين من خلال وجوههم، وتستمر حاسة البصر لديه في التحسن مع مرور كل شهر، لذلك ذا لاحظتِ أن طفلك لا يتعرف على الأشخاص والأماكن في عمر أربعة أشهر، فيجب أن تناقشي ذلك مع طبيب الأطفال.
اقرئي أيضًا: تطور الرؤية عند الأطفال
كيف يتعرف الطفل على أمه؟
يستطيع الطفل التعرف على أمه عبر عدة أشياء، إليك بعضها:
- صوتكِ: كما ذكرنا سابقًا فإن جنينكِ بدءًا من الأسبوع 26 من الحمل يتمكن من الاستماع لصوتكِ وتمييزه بوضوح، كما يستمع إلى نبضات قلبكِ والأصوات العالية المحيطة بكِ أيضًا.
- رائحتكِ: في الأيام الأولى من عمر مولودكِ، يبدأ التعرف على رائحتكِ وتمييزها عن رائحة أي شخص آخر، وللرضاعة الطبيعية دور كبير في ذلك، إذ يستطيع صغيركِ من يومه الثالث تمييز رائحة حليب ثدييكِ عن أي حليب آخر، إذ أجرى بعض الباحثين دراسة على مجموعة من الأطفال حديثي الولادة ووضعوا كل واحد منهم في غرفة منفصلة، فوجدوا أن الطفل الرضيع يهدأ عندما توضع بجواره قطعة من ثياب أمه، بينما لا يتوقف عن البكاء عندما توضع بجانبه قطعة من ثياب امرأة أخرى.
- ملامحكِ: بعد الولادة تكون الرؤية لدى طفلكِ مشوشة قليلًا، إذ يمكنه تمييز الأشكال والوجوه التي يراها على مسافة لا تزيد عن 30 سنتيمترًا، ولكن تكون الصورة غير واضحة كما نراها نحن الكبار، وتتطور حاسة الإبصار لديه تدريجيًّا خلال الأشهر الأولى من عمره، ويتمكن من تمييز الألوان المختلفة، فيعرف وجهكِ ويميزه جيدًا بحلول شهره السادس.
- حنانكِ: يشعر صغيركِ بحنانكِ ويهدأ عندما تحتضنيه ويستمع إلى نبضات قلبكِ، ليس بسبب رائحتكِ فقط، بل إن الرابطة العاطفية بينكما تجعله يشعر بالأمان معكِ أنتِ دونًا عن الآخرين، فحتى الأم التي اضطرت إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية وإرضاع مولودها حليبًا صناعيًّا، يشعر بها صغيرها ويميز حضنها عن أي حضن آخر.
اقرئي أيضًا: متى يعرف الطفل الرضيع اسمه؟