تسعى كل أم لإنشاء علاقة قوية مع ابنتها منذ طفولتها، ومع مرور السنوات، تكبر الفتاة لتتوطد تلك العلاقة، لكن دائمًا ما يتردد هذا السؤال الشائع على لسان كثير من الأمهات " كيف أصاحب ابنتي؟"، بمجرد بلوغ مرحلة المراهقة تطرأ بعض التغيرات السلوكية والنفسية التي قد تجعل الفتيات المراهقات أكثر سرية ويفضلن العزلة، كما تزداد رغبتهن في الاستقلال سواء نفسيًا أو اجتماعيًا، لذا لضمان نجاح علاقتك بابنتك، عليكِ البحث عن كافة السبل لبناء جسر قوي يقربها منكِ كي تتمكني من التعرف إلى مشكلاتها وأفكارها الخاصة، من خلال المقال التالي، تعرفي في خطوات بسيطة كيف تكون ابنتك صديقتك المقربة مع أفضل الحلول لمشكلات الأم مع ابنتها.
كيف أصاحب ابنتي؟
قبل بدء تلك المهمة لتكوين علاقة صداقة مع ابنتك، تذكري أنه يجب أن يكون هناك دائمًا خط واضح بين الفتاة ووالديها، في محاولة لمشاركة علاقة وثيقة، قد تطمس بعض الأمهات تلك الخطوط بحيث لا يتم تعيين الحدود الأساسية.
فيما يلي أهم القواعد الأساسية لبناء علاقة صداقة قوية مع ابنتك:
تقبل الاختلاف
لا تتوقعي من ابنتك أن تكون مثلك تمامًا، بل تقبلي اختلافها وصفاتها الفريدة، قد تتفاجئ كثير من الأمهات عند اكتشاف مدى اختلاف ابنتها عنها، كما قد تنزعج حيال ذلك، هذا التوقع غالبًا ما يكون أكبر عائق أمام العلاقة بين الأم والابنة، لذا عليكِ تقبل ذلك وعدم محاولة تغييرها أو فرض اهتماماتك الخاصة عليها.
كوني شخصًا حقيقيًا ليس مجرد أم
مع تقدم ابنتك في السن، ابدئي التواصل معها ليس كأم فحسب، بل كشخص حقيقي لديه أفكار ومشاعر واهتمامات خاصة، أغلب الأوقات يفكر الأبناء في الأم كقالب نمطي موجود للحب وتلبية احتياجاتهم فقط، لكن مع نضج ابنتك، قد تحتاجين لتوضيح فكرة أنكِ بالفعل امرأة أيضًا، يمكنكِ القيام بذلك من خلال مشاركتها بعض كتبك المفضلة أو التحدث حول هوايتك المفضلة وذكرياتك السعيدة أو الحزينة.
قضاء كثير من الوقت معًا
كي تسحبي طفلتك إلى عالمك الخاص، شاركيها ساعاتك اليومية في أثناء العمل واللعب وشاركيها في إنجاز المهام اليومية، عادةً ما تترابط النساء عندما ينجزن شيئًا معًا، على سبيل المثال شاركيها في مهمة لتحضير بعض الحلوى المنزلية أو في مهمة تنظيف معينة، مع الضحك والحديث وقضاء وقت مميز.
التراحم وعدم توجيه اللوم
دائمًا ما ينظر الأبناء للآباء بنظرة خوف نتيجة للمواقف المتراكمة، ما قد يعيق بناء علاقة صداقة قوية بينكما، لذلك تحتاج ابنتك لرؤيتك كشحص رحيم يمكنها التحدث إليه بشكل منفتح وتثق به لمشاركة أسرارها الخاصة وأخطائها، سواء كان الأمر متعلقا بالدراسة أو الأصدقاء أو غير ذلك، استمعي لها دون إصدار أحكام ووجهيها بشكل صحيح مع السماح لها باتخاذ القرارات المناسبة، لكي تقومّي سلوكياتها بشكلٍ صحيح.
شاركيها أسرارك لكن بحرص
على الرغم من أهمية بناء علاقة صداقة قوية مع ابنتك، فهناك بعض الأشياء التي لا يمكنكِ مشاركتها إياها، فقد ترغب في مقارنة ما حدث في صغرك مع ما تمر به، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك صحيح، لستِ في حاجة لإخبارها بمواقفك الجريئة مع أصدقائك أو أخطائك التي وقعتِ بها مبكرًا كي لا يصبح ذلك أمر مقبول لديها.
مشاكل الأم مع ابنتها
العلاقة بين الأم والابنة معقدة وشائكة، قد تنشأ بين البعض علاقة صداقة قوية، والبعض الآخر لا، من أشهر مشاكل الأم مع ابنتها:
التوتر والضغط النفسي
بمرور الفتاة بمرحلة المراهقة، قد تنشأ بعض التوترات الناتجة عن التغيرات الهرمونية والنفسية، خاصة عندما لا تتفهم الأم تلك التغيرات.
التبعية العاطفية
تعتمد بعض الأمهات على بناتهن للحصول على الدعم العاطفي أو العملي خاصة في غياب الزوج، لكن سرعان ما قد تشعر الابنة بالثقل والقلق والذنب، فإما أن تشعر أنها مسؤولة عن والدتها أو على العكس من ذلك.
غياب الثقة
في بعض الحالات، قد تجد الأم صعوبة في الثقة في قرارات وخيارات الابنة، ما قد يؤدي إلى الانتقاد أو التدخل أو فرض القيود، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد، يتسبب ذلك في الشعور بعدم الأمان وصعوبة إقامة علاقة صداقة بين الأم وابنتها.
تعرفنا إلى إجابة السؤال المتكرر على لسان الأمهات " كيف أصاحب ابنتي؟" كم هو جميل أن تكون ابنتك صديقتك المقربة، لكن عليكِ وضع القواعد والحدود بحذر لضمان عدم إفساد تلك العلاقة، واحرصي على توفير الثقة اللازمة بين الأم وابنتها لتكوني الشخص الأقرب دائمًا.
تحرص "سوبرماما" على أن تقدم النصائح التربوية لكل أم للاهتمام لأبنائها، تعرفي إلى مزيد في قسم التربية.