ما طريقة علاج السرقة عند المراهق؟

علاج السرقة عند المراهق

يعاني المراهقون من تغيرات كبيرة في الهرمونات، تتسبب في مرورهم باضطرابات عاطفية كثيرة في هذه السن، وكذلك فيما يخص المفاهيم الخاصة بالأمور المختلفة، فهم لا يتعلمون من الأم والأب فقط، وإنما يكتسبون سلوكيات عدة من زملائهم في الدراسة أو أصدقائهم المقربين، وكذلك من خلال مشاهدة المواد والبرامج التليفزيونية المختلفة، وانفتاحهم على الإنترنت، وكل ذلك قد يزرع في نفوسهم فضولًا لممارسة بعض السلوكيات الخاطئة، التي قد لا يرون في تجربتها والقيام بها أمرًا سيئًا في ذلك الوقت. في هذا المقال نناقش معكِ كيفية علاج السرقة عند المراهق، وطرق عقابه بطريقة صحيحة.

علاج السرقة عند المراهق

لا تكون السرقة لدى الأطفال الصغار الأقل من ثلاث سنوات بمعناها المتعارف عليه، فهم ينجذبون تجاه الأشياء المختلفة التي توجد حولهم، ولا يعون لفكرة الملكية، فيأخذونها دون أن يعوا أنها سرقة. يبدأ الطفل بالوعي بمعنى الملكية والمقتنيات الخاصة بالآخرين مع الوقت حتى يصبح عمره تسع سنوات، فيكون مدركًا تمام الإدراك أن السرقة أمر خاطئ. إذا اكتشفتِ هذا الأمر مع مراهق أكبر من تسع سنوات، فهنا يجب التدخل ومعرفة إذا كانت المرة الأولى أم أنها عادة متكررة لديه، وأهم الأسباب التي تدفع المراهق للسرقة:

  1. قد يكون محاطًا بأصدقاء سوء يدفعونه للسرقة، ويغيرون مفهومه عنها، ويؤكدون له أن المسروق يستحق السرقة على سبيل المثال.
  2. قد يكون شعورًا بالنقص، وأنه في حاجة لبعض الأشياء غير الموجودة لديه، والمتوافرة لدى أقرانه وزملائه، فيرى الحل في السرقة.
  3. قد يعتقد المراهق أن السرقة لا تؤثر في أحد، خاصة عندما يشاهدها من حوله أو من خلال التلفاز.

يمكنكِ علاج المراهق من السرقة في الحالات البسيطة من خلال:

  1. التزمي الهدوء ولا تصرخي فيه أو تنعتيه بالسارق، ولا تشعريه بالخزي من نفسه، ولا تُعلمي إخوته بهذا الأمر لكي تكسبي ثقته.
  2. تحدثي معه بشأن ما حدث، وأخبريه بأن السرقة تؤذي الآخرين والمجتمع بأكمله، فإذا حدثت السرقة لشركة ما، فقد تُزيد من أسعار المنتجات لتعوض الخسارة، ويدفعنا ذلك للإنفاق أكثر.
  3. أوضحي له أن السرقة فعل خاطئ، ويعاقب عليه القانون، وقد تؤدي إلى تهلكته، فقد يكتشف أحد أمره، ويسلمه إلى الشرطة، ويقضي فترة في السجن.
  4. اتفقي معه على عدم الذهاب إلى المكان الذي يسرق منه لمدة أسبوعين، وألا يسرق مطلقًا طوال هذه المدة، ولكن لا تراقبيه، فالهدف هنا كسب ثقته وإعطاؤه مساحة آمنة.

إذا التزم ولم يسرق، فيجب مكافأته بالطريقة المحببة له، وفي حالة تطور الأمر وتكررت السرقة، فيجب الذهاب إلى طبيب مختص للتعامل معه بشكل صحيح.

كيفية عقاب المراهق بشكل صحيح

يكثر هذا التساؤل لدى الأمهات، خاصة إذا كن لا يدرين كيفية التعامل مع الأطفال في مرحلة المراهقة، فالعقاب بالنسبة لهن السبيل الوحيد لتربية أبنائهن وتعديل سلوكهم. لكن المراهقين عنيدون للغاية، فعند معاقبتهم أو منعهم عما يقومون به، يتمادون في الخطأ أكثر، لذا يجب أولًا كسب ثقتهم وعدم الانفعال عليهم مُطلقًا. إليك بعض الاقتراحات للتعامل مع طفلكِ للحد من السرقة ومنعها مستقبلًا:

  1. أخبريه بهدوء بأنه يجب رد الشيء المسروق إلى صاحبه، مع الاعتذار له وطلب السماح منه، لأنه سبب له أذى، في حال سرق شيئًا، ولم يستخدمه أو ينتفع به
  2. ألزميه برد ثمن الشيء المسروق إلى صاحبه مع الاعتذار له، إذا استخدمه وأتلفه ولم يعد نافعًا، على أن يكون ثمنه المردود من مصروفه الشخصي.
  3. اتفقي معه على العمل لرد سعر الشيء المسروق إذا كان غاليًا، وصعب توفيره من مصروفه الخاص، على أن يكون العمل آمنًا، وعمره طفلكِ يسمح بذلك، وإذا كان من الصعب ذلك، فاجعليه يقوم ببعض المهام المنزلية بمقابل مادي لرد المبلغ لصاحبه.
  4. لا تعاقبي طفلك بحرمانه من أصحابه إذا كانوا هم من يساعدونه على السرقة، فقد يعند أكثر ويتمسك بهم، ولكن بعد أن تكسبي ثقته، حاولي إخباره بلطف ألا يشترك معهم في السرقة فقط.

متى يجب الذهاب إلى طبيب نفسي؟

بعض الحالات قد لا تستجيب للتقويم التربوي أو النصيحة، وهنا من الضروري اللجوء إلى طبيب نفسي لعلاج طفلكِ، خاصة في هذه الحالات:

  • إذا كانت السرقة متكررة، وليست مرة واحدة عابرة.
  • إذا كان طفلك يسرق ولا يشعر بالسوء مُطلقًا، بل يرى أنه على حق.
  • إذا لاحظتِ مشكلات سلوكية أخرى لدى طفلكِ، كالعنف.

يجب أيضًا عند التعامل مع هذه المواقف أن تتحلي بالصبر، فلا يمكن تربية الأطفال أو المراهقين في عشية وضحاها، فنِتاج التربية يظهر بعد فترة طويلة. كذلك يجب أن يكون الوالدان مثالًا يحتذى به للطفل، فلا يجب أن يراهما يتحدثان عن أن السرقة أمر خاطئ وغير مقبول مطلقًا، ثم يسمعونهما يتحدثان عكس ذلك أو يدعمان السرقة في مواقف معينة دون وعي مثل: "هذه الشركة تستحق السرقة ،فهي ظالمة لموظفيها"، "من الطبيعي أن يُسرق المحل، فهو يزيد الأسعار دائمًا" وهكذا.

ختامًا عزيزتي، طفلكِ هو قرة عينكِ، وإذا لاحظتِ أي فعل خاطئ أو منافٍ لتربيتكِ، فيجب التدخل فورًا، ولكن بحكمة وهدوء، كما ذكرنا في طرق علاج السرقة عند المراهق، كذلك لا بد من عقابه بطريقة مناسبة لا تجرحه أو تسبب ألمًا نفسيًّا في المستقبل.

المراهقة من أصعب المراحل العمرية التي تتمنى كل أم أن تمر بسلام على أبنائها، اعرفي كل ما يخص التعامل مع مرحلة المراهقة في قسم المراهقين على موقع "سوبرماما".

عودة إلى أطفال

أمنية محمد حامد عجوة

بقلم/

أمنية محمد حامد عجوة

صيدلانية أسعى إلى نشر المعرفة الدقيقة والمبسطة في شتى مجالات الحياة. مهتمة بالتربية والأسرة والصحة بوجه عام.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon