الورم الليفي الرحمي هو ورم حميد غير سرطاني ينمو داخل الرحم، وغالبًا يظهر خلال سنوات الإنجاب، ولا ترتبط الأورام الليفية الرحمية بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبدًا. ونظرًا لأن هناك كثير من النساء يتساءلن عن عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم، نقدم لكِ هذا المقال، الذي يخبركِ بكل ما تودين معرفته عنه.
الورم الليفي خارج الرحم
تتراوح أحجام الأورام الليفية ما بين حجم البذرة التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، إلى الكتل الضخمة التي يمكن أن تشوه الرحم وتوسعه، ويتراوح عددها بين ورم ليفي واحد أو عدة أورام ليفية، وفي بعض الحالات القصوى، يمكن للأورام الليفية المتعددة توسيع الرحم لدرجة أن يصل إلى القفص الصدري، مسببًا زيادة في الوزن.
وتُصاب عديد من السيدات بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن، ولكن لا يدري معظمهن أن لديهن أورامًا ليفية رحمية، لأنها غالبًا لا تسبب أي أعراض، قد يكتشف طبيبك الأورام الليفية بالصدفة أثناء فحص الحوض أو إجراء تصوير فوق صوتي خلال الحمل.
وتوجد عدة استراتيجيات لعلاج الورم الليفي بعضها يحتاج تدخل جراحي وبعضها لا يحتاج، ويقرر الطبيب استراتيجية العلاج بناء على الحالة وعدد الأورام الليفية وحجمها، وأحد الاستراتيجات المستخدمة في العلاج هي عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم، وتُفضل هذه الاستراتيجية مع السيدات اللاتي يخططن للإنجاب.
استئصال الورم الليفي خارج الرحم
قد يرشح الطبيب هذه العملية إذا ظهرت أعراض نتيجة لنمو الورم الليفي، مثل:
- ألم مستمر في الحوض.
- دورات حيض غزيرة أو لمدة طويلة أو مؤلمة.
- نزيف بخلاف الدورة الشهرية.
- كثرة التبوُّل.
- انخفاض تَعداد خلايا الدم الحمراء بشكل غير مبرر (فقر الدم).
عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم
هناك ثلاث طرق لإجراء عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم، ويتم اختيار إحداهم بناءً على حجم الأورام الليفية وعددها ومكان وجودها.
استئصال الورم الليفي الرحمي عن طريق البطن
- تستخدم هذه الاستراتيجية في حالة وجود عدد كبير من الأورام الليفية، أو الأورام الليفية كبيرة الحجم التي توجد في جدار الرحم.
- يُجري فيها الجراح شقًا جراحيًا في البطن للوصول إلى الرحم واستئصال الأورام الليفية، وغالبًا ما يكون الشقٍّ الجراحي أُفقيًا في أسفل البطن (خط منطقة البيكيني) ومقداره ثلاثة أو أربعة إنشات، ونادرًا ما يُستخدم الشقُّ الجراحي العمودي في حالات الرحم الأكبر حجمًا.
- تخضع المريضة للتخدير الكلي قبل العملية.
- تقضي المريضة من يوم إلى ثلاثة أيام في المستشفى بعد العملية، وتتمكن من العودة لنشاطها الطبيعي خلال من أربعة لستة أسابيع.
استئصال الورم الليفي الرحمي عن طريق منظار البطن أو الجراحة الروبوتية
- تستخدم هذه الاستراتيجية في حالة الأورام الصغيرة وقليلة العدد.
- تعد من الجراحات الطفيفة، إذ يجري الجراح عدة شقوق صغيرة في البطن ليتمكن من الوصول إلى الأورام الليفية ثم يزيلها.
- تخضع المريضة للتخدير الكلي قبل العملية.
- يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة كل منها نصف إنش أسفل البطن بالقرب من السرة، ثُم يدخل منظار البطن -وهو أنبوب ضيق مُزود بكاميرا- ثم يجري العملية من خلال إدخال أدواته في الشقوق الصغيرة الأخرى.
- عادة تمضي المريضة ليلة واحدة في المستشفى بعد إجراء العملية، وتتمكن من معاودة نشاطها الطبيعي خلال من أسبوعين لأربعة أسابيع.
في استئصال الورم بالروبوت تتم عملية الاستئصال روبوتيا، إذ يتحكم الجراح في الأدوات عن بعد بمساعدة يد روبوتية، وتكون أعلى في التكلفة ولا يكون هناك فارق كبير في النتائج بينها وبين المنظار.
في بعض الأحيان، يتم تقسيم الورم الليفي إلى قطع صغيرة قبل إزالته من خلال إجراء الشقوق الصغيرة في جدار البطن، وقد يضطر الجراح إلى اللجوء إلى إزالة الورم الليفي من خلال شق البطن (الطريقة الأولى) إذا وجد أن حجم الورم كبير، ونادرًا ما يتم إزالة الورم الليفي من خلال شق في المهبل.
استئصال الورم العضلي بمنظار الرحم
- تستخدم هذه الاستراتيجية عادة في حالة وجود الأورام الليفية داخل الرحم.
- يتم الاستئصال تحت تخدير المريضة موضعيًا أو كليًا.
- يُدخل الجراح منظار رفيع مُضاء من خلال المهبل وعُنق الرحم ليصل إلى داخل الرحم، يتم إدخال سائل شفاف (محلول ملح مُعقم) في الرحم لتوسيع تجويف الرحم والسماح بفحص جدران الرحم، ثم يتم استئصال الأنسجة الليفية عن طريق منظار سِلكي في الطرف باستخدام الكهرباء.
- عادةً تتمكن المريضة من العودة إلى المنزل في نفس اليوم، وتتمكن من معاودة نشاطها الطبيعي خلال يومين أو ثلاثة أيام.
في بعض الأحيان، لا يُمكن إزالة الأورام الليفية الكبيرة بالكامل في عملية جراحية واحدة، فتحتاج المريضة إلى استكمال الإزالة في عمليات أخرى.
استئصال الورم الليفي خارج الرحم والحمل
- يعتمد تأثير عملية الاستئصال على الحمل على نوع الأورام التي تم استئصالها وعددها.
- تقل معدلات الحمل إذا زاد عدد الأورام المستأصلة عن ستة أورام.
- يسبب الاستئصال ضعفًا في عضلات الرحم، ما قد يؤدي إلى حدوث تمزق في الرحم خلال الحمل أو الولادة؛ لذا تُجرى عمليات الولادة بعد الاستئصال قيصريًا، وتتم القيصرية من خلال نفس الفتحة في البطن إذا كان الاستئصال عن طريق شق البطن.