الشرخ أو الشق الشرجي جرح صغير حول بطانة القناة الشرجية، ينتج عنه نزيف وشعور بالألم الشديد في أثناء عملية الإخراج، الذي قد يستمر لعدة ساعات، والقناة الشرجية عبارة عن أنبوب قصير محاط بالعضلات يقع في آخر المستقيم. تختلف حالة الشرخ عن البواسير التي تحتقن فيها الأوردة في القناة الشرجية، ويستخدم الطبيب لعلاج الشرخ الكريمات المخدرة وحقن البوتوكس لتهدئة التقلصات، وشل العضلة العاصرة الشرجية، وكذلك أدوية الضغط، كالنيفيدبين، الذي يرخي هذه العضلة، وفي الحالات الشديدة قد يلجأ الطبيب لإجراء إحدى عمليات الشرخ التي سنتكلم عنها بالتفصيل في هذا المقال، خاصة عمليتي الشرخ بالكي والليزر.
عمليات الشرخ
إن كان المريض يعاني من الشرخ الشرجي الذي لا يعالج بالإجراءات العلاجية البسيطة أو كانت الأعراض شديدة، فقد يرشح الطبيب الجراحة، وعادة تكون جراحة القطع الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية، وهي مجموعة من العضلات تحيط بفتحة الشرج، ومسؤولة عن الإخراج، وفي العملية يقوم الطبيب بعمل شقوق صغيرة في هذه العضلة، لتخفيف الضغط عليها، لإعطاء الفرصة للشرخ الشرجي في الالتئام، وهي عملية بسيطة يمكن إجراؤها بتخدير موضعي أو كلي، والذهاب بعدها إلى المنزل.
هناك جراحة إزالة الشرخ الشرجي أيضًا، وتعطي نتائج تشبه العملية السابقة، لكن فيها تزال حواف الشرخ جراحيًّا، وكل الزوائد الجلدية التي ظهرت نتيجة له، وتُجرى بنسب أقل من العملية السابقة، ويختفي فيها ألم الشرخ تدريجيًّا، بعكس جراحة القطع الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية، التي يختفي الألم فيها بعد إجرائها مباشرة، إضافة إلى أن الشرخ قد يعود بعد إزالة الشرخ الشرجي بنسب أعلى من العملية الأخرى.
الكي إحدى الطرق العلاجية للشق الشرجي، تعرفي إلى معلومات أكثر عنه في السطور التالية.
عملية الشرخ بالكي
في عمليات استئصال الشرخ قد يستخدم الطبيب أداة لكي الجرح وإغلاقه، سواء باستخدام مسبار كهربي أو الأشعة تحت الحمراء أو حزمة أشعة الليزر، لعمل حروق دقيقة وصغيرة جدًّا، لإزالة النسيج المصاب، وغلق الجرح دون ألم، وتسريع عملية التئامه وغلقه.
هناك عملية الكي الكيميائي أو الحرق الكيميائي أيضًا، وفيها يضع الطبيب بعض الكيماويات، كنترات الفضة أو الفينول مع الجلسرين، على الشرخ، لمساعدته على الالتئام، وقد يشعر المريض بعدها بإحساس الحرقان من دقيقة إلى عشر دقائق وحتى يوم كامل، ما يتيح للجرح بتكوين نسيج ندبي جديد، للمساعدة على التئامه، وقد يطلب الطبيب تكرارها عدة مرات حتى تمام الشفاء، وقد تستغرق عملية الالتئام من أربعة إلى ثمانية أسابيع.
لكن قد تحقن هذه المواد بالخطأ في الأنسجة المحيطة، وتسبب العدوى أو تسمم المنطقة، لذا يجب إجراؤها لدى طبيب مختص واتباع أوامره بدقة.
الطريقة الأخرى هي علاج الشرخ الشرجي بالليزر، كما سنوضح لكِ في الفقرة التالية.
عملية الشرخ بالليزر
في بعض الأحيان، عند إجراء عملية القطع الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية، قد يقوم الطبيب بها باستخدام الليزر، لتقليل النزف، والتحكم الجيد في العملية، والوقاية من تكوّن الندوب الليفية المزمنة بعدها، ما يقلل الآثار بعيدة المدى للعملية، كعدم الراحة، كذلك الليزر يسرع عملية التئام الجرح، لكنه مكلف أكثر من عملية القطع الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية العادية، لذا لا يلقى رواجًا كبيرًا بين المرضى.
إلا أن العملية العادية قد ينتج عنها مضاعفات، كالعدوى والألم والنزف والتورم، لأن الجلد المحيط بفتحة الشرج حساس جدًّا، لكن في عمليات بالليزر تقل مدة الالتئام والندوب ومضاعفات العملية.
قد تتساءلين عزيزتي: هل عملية الشرخ مؤلمة؟ تعرفي إلى الإجابة في السطور التالية.
هل عملية الشرخ مؤلمة؟
عملية الشرخ أو القطع الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية أقل ألمًا من حالة الشرخ الشرجي نفسه، فرغم أنها تسبب ألمًا بسيطًا، لكنها تقلل من الألم والضغط الناتجين عن الشرخ، وعادة تشفى آثار العملية تمامًا خلال ستة إلى ثمانية أسابيع، بل بعض الأشخاص يعودون لممارسة أنشطتهم الطبيعية بعد العملية بأسبوع لأسبوعين، وعادة يختفي الشرخ الشرجي خلال عدة أيام من العملية، لكن هناك بعض الأعراض الجانبية لها، إلا أنها بسيطة ومؤقتة ولا تستمر كثيرًا، وتشفى بمجرد التئام فتحة الشرج مثل:
- عدم التحكم البسيط في عملية الإخراج، وتسريب كميات قليلة من البراز.
- عدم القدرة على التحكم في إخراج الريح بشكل مؤقت.
تحتاج العملية إلى لخياطة أو بعض الغرز أحيانًا، إن كان هناك نزف في أثناء العملية، وقد تحدث عدوى أو يظهر خراج حول الشرج، لكن هذه الأعراض الجانبية نادرة، ويمكن علاجها إن حدثت، وبشكل عام هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لتسريع التئام الجرح مثل:
- أخذ قسط وافر من الراحة.
- المشي قليلًا كل يوم.
- الاستحمام كالمعتاد، لكن مع تجفيف المنطقة المصابة بالتربيت بعد الاستحمام.
- الجلوس في ماء دافئ ثلاث مرات يوميًّا، خاصة بعد عمليات الإخراج لتقليل الألم.
- اتخاذ وضع القرفصاء في أثناء عملية الإخراج، برفع القدمين على كرسي صغير لتسهيل العملية.
- تجنب الصابون المعطر الذي قد يهيج المنطقة المصابة.
ختامًا عزيزتي بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص عمليات الشرخ، ننصحكِ أخيرًا باتباع أوامر الطبيب بحذافيرها بعد العملية الجراحية، مع شرب السوائل والماء بكثرة، وتناول الأكلات الغنية بالألياف لتجنب الإمساك، أو استشارة الطبيب في أخذ الأدوية الملينة لمنعه، والالتزام بجرعاتها وعدم الإفراط فيها، مع عدم الإسراف فيها، والأمر نفسه مع الأدوية المسكنة.
تعرفي إلى مزيد من أسباب الحالات المرضية والمشكلات الصحية المختلفة وأعراضها وطرق علاجها والوقاية منها في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".