السنوات الأولى من عمر الطفل هي الأهم في حياته من ناحية تطوره العقلي وتأثيرها في مستقبله، إذ يبدأ تطور المخ حتى قبل الولادة ويكون في أوجه خلال سنته الأولى ثم يستمر في التطور في سن الرضاعة حتى البلوغ، فأول 8 سنين في عمر الطفل أساس بناء مهاراته الحياتية، ويعتمد تطور مخ الطفل على عدة عوامل بالإضافة للجينات كالتغذية الصحيحة في أثناء الحمل والتعرض للعدوى أو التلوث أو التسمم من عدمه خلال سنوات عمره الأولى والخبرات التي يكتسبها ممن حوله. في هذا المقال، اعرفي علامات سلامة مخ الرضيع وتلك التي تستدعي القلق من حدوث تأخر عقلي له.
علامات سلامة مخ الرضيع
في فترة الرضاعة، تحدث تطورات هائلة لمخ الرضيع، ويبدأ استكشاف ما حوله وتتطور قدراته الإدراكية بشكل كبير كالآتي:
في نهاية أول 3 شهور من عمر الرضيع يجب أن يكون قادرًا على:
- استباق الأفعال المألوفة أو توقعها مثل تحديد موقع الرضاعة سواء الحلمات أو زجاجة الرضاعة وتوقع مكانها والذهاب إليها وبدء المص بمجرد تقريبها منه.
- تحديد الاختلافات في الأصوات أو النغمات أو شدة الصوت.
- تمييز الأشياء بوضوح على مسافة 30 سنتيمترًا.
- تعلق البصر بالأشياء المتحركة مثل تتبع وجه الأم.
- تغيير تعبيرات الوجه والاستجابة للبيئة الخارجية.
- من 3-6 شهور يزداد إدراك الرضيع وملاحظته ويستطيع فعل الآتي:
- تقليد تعبيرات الوجه التي تفعلها الأم والاستجابة لحركاتها.
- الاستجابة للأصوات المألوفة.
- التعرف على الوجوه المألوفة.
- من 6-9 أشهر يُلاحظ الآتي:
- تدقيق النظر والتحديق طويلًا في الأشياء المعلقة كمروحة السقف.
- التفرقة بين الصور المختلفة.
- التفرقة بين الأشياء المتحركة والثابتة.
- تقدير حجم الشيء واستخدام النسب في معرفة مسافة قرب الشيء أو بعده عن الرضيع.
- من 9-12 شهرًا يكون الرضيع قادرًا على استكشاف العالم المحيط بالحبو أو التدحرج أو الجلوس لاكتساب المهارات المختلفة، مثل:
- الاستمتاع بالنظر إلى الكتب المصورة.
- تقليد الأفعال والأوضاع كالجلوس والوقوف مثل الكبار.
- اللعب بالأشياء واستكشاف أحجامها ومحاولة إدخال شيء في آخر وهكذا.
- الاستجابة للأصوات أو النداء.
- فهم أن عدم رؤية الشيء لا تعني عدم وجوده.
- من سنة إلى سنتين، يحاكي الطفل أفعال الكبار ويقلد تصرفاتهم ويتخذهم قدوة ويكون قادرًا على فعل الآتي:
- التعرف على الأشياء المتشابهة.
- تقليد أفعال الكبار وكلامهم.
- التعلم عن طريق الاستكشاف.
- التعرف على الأشياء والوجوه المألوفة في الصور.
- معرفة الفرق بين "أنا" و"أنت".
- فهم الكلمات والاستجابة لها.
وبشكل عام، يحدث تطور في الذاكرة باستحضار الوجوه أو الأماكن المألوفة ومعرفتهم بمجرد رؤيتهم وتطور النظر باجتذاب الأشياء الملونة والأضواء لنظره وتطور اللغة وزيادة الحصيلة اللغوية والتركيز وحل المشكلات التي تطرأ يدل على سلامة المخ وتطوره.
اقرئي أيضًا: تطور مهارات الطفل في الشهر الثامن
وهناك علامات تدل على التأخر العقلي نذكرها تاليًا.
علامات التخلف العقلي عند الأطفال الرضع
التأخر أو التخلف العقلي يعني تأخر القدرات العقلية أو الذكاء وافتقاد المهارات الأساسية اللازمة لتأدية المهام اليومية، واكتساب المهارات ببطء بالمقارنة بأقرانهم في نفس العمر، وتحدث المشكلات في منطقتين هما:
الأداء الفكري أو معدل الذكاء (IQ) ويقيس قدرة الشخص على التعلم والتفكير وإصدار القرارات وحل المشكلات، وفي الطبيعي يتراوح المعدل بين 85-115 ويعتبر الشخص متأخرًا إن قل معدله عن 70.
- السلوكيات التكيفية، وهي المهارات اللازمة لأداء المهام اليومية كالتواصل الفعّال مع الآخرين والعناية بالنفس، ويُقاس السلوك التكيفي بالمقارنة بالمهارات الطبيعية للأطفال في نفس السن مثل التفاعل مع أعضاء الأسرة أو التواصل معهم، وينقسم التأخر العقلي لأربعة مستويات:
- الخفيف.
- المتوسط.
- الشديد.
- العميق أو المطلق.
وعادة يُشخص التأخر العقلي الشديد أو المطلق بعد الولادة مباشرة في سن الرضاعة، لكن التأخر العقلي الخفيف أو المتوسط قد لا يُكتشف إلا بعد بلوغ 18 عامًا، وتختلف علاماته بحسب مستوى الإعاقة، ومنها:
- التأخر في الجلوس أو التأخر في الحبو أو التدحرج أو حتى المشي عن أقرانهم في نفس السن.
- مشكلات في التعلم أو الكلام الواضح وتأخر الكلام.
- مشكلات الذاكرة وعدم تذكر الأشخاص أو الأماكن المألوفة.
- صعوبة في فهم عواقب أفعالهم أو الربط بينهما والإصرار على الأفعال الخاطئة وصعوبة بالتفكير المنطقي.
- نقص في الفضول والاستكشاف والتعلم.
- مستوى الذكاء أقل من 70.
- مشكلات سلوكية كزيادة نوبات الغضب عن الطبيعي.
- بعض المشكلات الأخرى قد تصاحب التأخر العقلي الشديد أو العميق كالتشنجات واضطرابات المزاج (التوحد أو اضطرابات القلق) وتدهور المهارات الحركية ومشكلات الإبصار والسمع واختلال وظائف الجهاز العصبي المركزي وتطوره.
اقرئي أيضًا: 8 أعراض تصيب الطفل الرضيع تستدعي الذهاب للطبيب
وختامًا عزيزتي بعد معرفتنا بعض علامات سلامة مخ الرضيع وكذلك علامات التأخر العقلي في الرضع، يُقدّر أن نسبة الأطفال المصابين بالتأخر العقلي لا يتعدى 1% من إجمالي تعداد الأطفال، و85% منهم يكون التأخر العقلي لديهم خفيفًا بمعدل تطور أبطأ قليلًا من أقرانهم، وبالدعم والتأهيل المناسب يستطيعون العيش الطبيعي والاعتماد على أنفسهم، لذا فإن ظهر أي أعراض على الرضيع مثل المذكورة بالمقال، يجب الذهاب إلى الطبيب للتشخيص والتأهيل المبكر الذي كلما كان أبكر كلما كان أفضل لتطور الطفل.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بصحة الرضع على "سوبرماما".