ما خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم؟

ما خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم

يوفر حليب الأم تغذية مثالية للأطفال الرضع، وهو ليس مغذيًّا فحسب، بل يحتوي على مواد أخرى تحافظ على صحة الأطفال وتعزز جهازهم المناعي، وتزيد قدرته على محاربة الأمراض والالتهابات. هذه الأجسام المضادة الطبيعية الموجودة في حليب الأم، جنبًا إلى جنب مع خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، دفعت بعض الأمهات لاستخدامه لأكثر من مجرد تغذية الطفل الرضيع، ففي بعض الثقافات استعملت الأمهات حليب الثدي لعلاج التهابات العين وعدوى الأذن، ما دفع أخريات للتساؤل هل بالفعل حليب الثدي فعّال في علاج عدوى العين؟ وما خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم؟ تعرفي إلى الإجابة في هذا المقال.

ما خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم؟

لا أحد ينكر أن حليب الأم معجزة بكل المقاييس، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يمكنه أن يحمي من أمراض الجهاز التنفسي والتهابات الأذن ومشكلات المعدة والربو والإكزيما، لكن بعض الأمهات لا يستخدمنه فقط مصدرًا للتغذية، فنظرًا لخصائص حليب الثدي العلاجية، استُخدم في الطب التقليدي القديم، وفي الموروثات الشعبية لعلاج التهابات العين، وتؤكد نسبة كبيرة من الأمهات أنه ساعد بشكل كبير على تخفيف الاحمرار والإفرازات الصفراء والتورم وأعراض التهاب العين الأخرى بشكلٍ سريع، ما دفع الباحثين لدراسة تأثير حليب الأم كعلاج لالتهاب عين الرضيع، وأهم هذه الدراسات:

في دراسة طبية أُجريت على 123 طفلًا حديث الولادة، أُعطي 50 منهم حليب المسمار (السرسوب) كقطرة للعين لمدة ثلاثة أيام بعد الولادة، وتُرك 71 منهم دون علاج، فوجد أن 35% من الأطفال الذين تركوا أصيبوا بعدوى العين، بينما أصيب 6% فقط ممن تلقوا حليب الثدي بعدوى.

الدراسة الأخرى بحثت تأثير حليب الأم العادي وحليب السرسوب (الذي يُفرز بعد الولادة مباشرةً) والمضادات الحيوية في أكثر من نوع من البكتيريا، فوجدت أن تأثير المضاد الحيوي نجح في القضاء على معظم أنواعها، بينما كان تأثير حليب السرسوب متوسطًا، وتأثير الحليب العادي ضعيفًا في القضاء على البكتيريا.

لكن رغم الدراسة الأولى، لا يمكن الجزم بأن حليب الأم قد يساعد بالفعل على علاج عدوى العين والتهابها، فالأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد من الدراسات، كذلك فإن الحليب لم يؤثر في بعض أنواع البكتيريا، ما يعني احتمالية ألا يساعد على علاج عدوى العين بشكلٍ كبير، ولأن التهاب العين واحمرارها قد يكونان عرضين لالتهاب الملتحمة، التي إذا تُركت دون علاج قد تسبب فقدان بصر الطفل، فلا يجب المغامرة واستخدام حليب الأم علاجًا بديلًا للمضادات الحيوية.

باختصار للإجابة عن سؤالك، حليب الأم لا يضر عين الطفل، وقد يساعد على تخفيف بعض أنواع الالتهابات، لكن لا يجب الاعتماد عليه، خاصةً أن العين منطقة حساسة، وترك الالتهاب أو العدوى دون علاج فعال، قد يؤثر في بصر طفلكِ، لذا في حال حدوث التهاب استشيري طبيبًا ليصف لكِ علاجًا مناسبًا، ولا تهملي قطرة المضاد الحيوي التي تُوصف بعد الولادة مباشرةً، لحمايته من التهاب الملتحمة.

أما عن أسباب التي تؤدي إلى التهاب عين الرضيع، فهذا ما نوضحه لكِ في السطور التالية.

ما أسباب التهاب عين الرضيع؟

تحدث التهابات العين بشكل شائع لدى الأطفال الرضع، وعادةً ما يصاحبها احمرار العين وتورم الجفون والإدماع المتكرر وإفرازات العين وغيرها من الأعراض، وقد يختفي الالتهاب من تلقاء نفسه، وقد يستمر ويسبب مزيدًا من الإفرازات التي قد تسبب التصاق الجفنين، وبصفة عامة يجب الانتباه لحالات التهابات العين، خاصةً أنها قد تحدث بسبب عدوى الملتحمة، وهي حالة تحتاج لعلاج فوري، وتشمل أسباب التهاب العين لدى الأطفال الرضع ما يلي:

  1. الحساسية: إذا تعرض طفلك لمهيجات، كأبخرة السجائر أو حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة وغيرها، فقد تحدث لديه ردود فعل تحسسية، تشمل تورم الجفن واحمراره والإدماع، وعادةً ما تظهر الأعراض بعد التعرض للمهيج مباشرةً، ولا يصاحبها إفرازات صفراء.
  2. لدغات الحشرات: قد تسبب لدغات البعوض والنمل احمرار العين وتورمها وإدماعها، وهذا النوع من التورم ليس مؤلمًا، ولكنه يسبب الحكة فقط، وقد يستمر حتى عشرة أيام.
  3. إصابة عين الطفل: قد يسببها الطفل نفسه، فمع تحريك يديه بشكل عشوائي، قد يصيب عينه، ويسبب احمرارها والتهابها وتورم جفنيه، وهي غير مؤلمة إلا وقت الإصابة ولا يصاحبها إفرازات، ولكن إدماع فقط.
  4. التهاب الملتحمة الوليدي: يتعرض حديثو الولادة لالتهاب الملتحمة بشكل شائع -خاصةً الأطفال المولودين طبيعيًّا- بسبب مرورهم عبر قناة الولادة، وتعرضهم لبكتيريا المهبل، لذا عادةً ما يصف الطبيب قطرة مضاد حيوي بعد الولادة مباشرةً، ويسبب التهاب الملتحمة أعراضًا، كاحمرار العين والتورم والإفرازات وغيرها، وقد يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو ردود فعل تحسسية أيضًا، وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه في غضون عشرة أيام، ولا يصاحبه إفرازات صفراء كالتهاب الملتحمة البكتيري، ولكن إفرازات شفافة واحمرار وتورم.
  5. دمل الجفن: تورم أقرب لبثرة، يتكون بالقرب من حافة الجفن أو تحتها، ويحدث نتيجة انسداد الغدد الدهنية في الجفن، وعادةً يكون مؤلمًا، ولكنه يختفي من تلقاء نفسه في غضون أيام قليلة.

ختامًا عزيزتي، رغم أن عديدًا من الوصفات التي توارثناها من أمهاتنا وجداتنا قد تأتي بنتائج فعالة، لكنها ليست العلاج الصحيح دائمًا، وحتى لا تتساءلي كعديد من الأمهات ما خطورة علاج التهاب عين الرضيع بحليب الأم؟ استشيري طبيبًا ليصف لكِ العلاج المناسب، حتى لا تحدث مضاعفات لعين طفلكِ، ويمكنكِ استخدام كمادات الماء الدافئة لتقليل التورم والشعور بالحكة، وتنظيف الإفرازات الزائدة في العين، وفي العموم فإن الرضاعة الطبيعية ستعزز مناعة طفلك ضد التهابات العين والأذن وغيرها من الأمراض.

لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بالرضع والمشكلات الصحية التي قد تواجههم وكيفية التعامل معها، زوري قسم تغذية وصحة الرضع على موقع "سوبرماما".

عودة إلى رضع

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon